الكومبس – اقتصاد: واصلت أسعار المواد الغذائية في السويد ارتفاعها خلال فبراير، حيث شهدت أكبر زيادة شهرية منذ عامين، بينما توقع خبراء استمرار المنحى نفسه في الفترة المقبلة.
وكشف موقع Matpriskollen الذي حلل أسعار 44 ألف منتج في المتاجر السويدية، عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.3 بالمئة في فبراير، في حين زادت أسعار المنتجات الاستهلاكية اليومية بنسبة 1.0 بالمئة.
وشهدت 38 بالمئة من المنتجات زيادة في الأسعار خلال فبراير مقارنةً بشهر يناير، بينما بقيت 54 بالمئة من الأسعار دون تغيير، في حين انخفضت أسعار 8 بالمئة فقط من المنتجات.
وسجلت منتجات الألبان زيادة ملحوظة بنسبة 3.8 بالمئة، بينما شهدت أسعار الشوكولاتة قفزة بنسبة 9.2 بالمئة، وهو ما يُعزى إلى التغيرات المناخية ونقص الإنتاج في أوروبا.
الضغوط تتزايد على المستهلكين في السويد
وقال الرئيس التنفيذي لـMatpriskollen، أولف مازور، “إنها صدمة حقيقية أن الارتفاع مستمر بهذا الشكل”، كما نقلت وكالة TT.
وأضاف “الطعام يمثل جزءًا كبيرًا من المصاريف الشهرية. علينا أن نعتاد على أن تكاليف الغذاء ستقلل من القدرة الشرائية للإنفاق على أشياء أخرى، مثل الملابس أو السفر.”
وتوقع أن تستمر الأسعار في الصعود خلال مارس. وقال مازور “يبدو أن هناك عدم توازن مستمر. بعض سلاسل المتاجر رفعت الأسعار أكثر من غيرها، وهناك خطر أن تتبعها المتاجر الأخرى. لكنني أعتقد أن الزيادة القادمة ستكون أقل حدة.”

عوامل عالمية تدفع الأسعار للأعلى في السويد
ومن جانبه، حذّر كبير الاقتصاديين في منظمة شركات الأغذية السويدية (Livsmedelsföretagen)، كارل إكيردال، من أن أسعار المواد الغذائية في السويد ستواصل الارتفاع، مؤكدًا أن “كل المؤشرات تشير للأسف إلى الاتجاه الخاطئ”.
ووفقًا لاستطلاع أجرته منظمة شركات الأغذية السويدية بين منتجي المواد الغذائية في السويد، فإن معظم الشركات تتوقع زيادة تكاليف الإنتاج خلال عام 2025.
ولفت إلى وجود عوامل عديدة تؤثر على الأسعار، منها التوترات الجيوسياسية، التهديدات بحروب تجارية، التغيرات المناخية، وضعف قيمة الكرون السويدي.
لا انخفاض دون تراجع تكاليف الانتاج
وأضاف أن أي انخفاض في أسعار المواد الغذائية لن يكون ممكنًا دون تراجع تكاليف الإنتاج، وهو سيناريو غير مرجح في المستقبل القريب.
وعلى المدى الطويل، حذّر من أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الأغذية خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة، حيث ستزداد تكلفة الإنتاج الزراعي والتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.
كما لفت إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام خلال السنوات الأخيرة قد فرض ضغوطًا هائلة على قطاع الأغذية، محذرًا من أن هذه التكاليف غالبًا ما تصبح دائمة بعد ارتفاعها.