الكومبس – أخبار السويد: أظهر استطلاع جديد أن أكثر من خمس الشركات السويدية تنظر بسلبية إلى المتقدمين للوظائف الذين يحملون أسماء ذات طابع شرق أوسطي. كما أن نسبة أكبر تنظر سلباً إلى المتقدمين المسلمين.

وبحسب الاستطلاع الذي أعدّه مركز فاريان (Verian) بتكليف من مؤسسة “أسبوع يارفا” (Järvaveckan) وشركة PwC، فإن فرص الحصول على عمل في السويد مازالت تتأثر سلباً بعوامل مثل الخلفية العرقية، اللهجة، الاسم غير السويدي، والانتماء الديني، رغم أن ثلث سكان السويد تقريباً لديهم خلفية مهاجرة، ومن المتوقع أن يشكلوا 1.8 مليون من القوى العاملة خلال السنوات العشر المقبلة.

تنامي السلبية تجاه التنوّع في العمل

وكشف أن عدداً متزايداً من الشركات السويدية بات يتبنى مواقف سلبية من مسألة التنوع في بيئة العمل. وترى نصف الشركات التي شملها الاستطلاع اليوم تعارضاً بين الكفاءة والتنوع، مقارنة بـ30 بالمئة فقط العام الماضي، ما يعكس تغيراً مقلقاً في الاتجاهات.

ويُنظر إلى هذا التغير على أنه جزء من موجة دولية تعارض سياسات التوظيف القائمة على التنوع، مع تأثر بعض الآراء بتوجهات سياسية دولية مثل تلك التي يمثلها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك.

من أسبوع يارفا – أرشيفية Foto: Henrik Montgomery / TT

نظرات سلبية بناء على العرق والدين

وأظهر الاستطلاع، الذي يُنظم للسنة الثالثة على التوالي، أن الخلفية العرقية، اللهجة، والدين هي عوامل تؤثر بشكل مباشر على فرص حصول الأفراد على عمل في السويد.

ومن بين الشركات التي شملها الاستطلاع، أعرب 21 بالمئة عن موقف سلبي من المتقدمين بأسماء تعود لأصول شرق أوسطية، و19 بالمئة تجاه من يحملون أسماء أفريقية، في حين كانت النسبة 32 بالمئة تجاه المتقدمين من أتباع الديانة الإسلامية.

كما قال 50 بالمئة إن ارتداء ملابس أو رموز ذات طابع ديني ( مثل الحجاب والصليب والكيبا اليهودية) تؤثر بشكل سلبي.

لهجة الضواحي غير مرغوبة

كما وجد أيضاً أن 42 بالمئة من الشركات تعتبر اللهجة الخاصة بضواحي المدن السويدية (التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين) أمراً سلبياً، بينما قال نحو 90 بالمئة إن اللغة السويدية الضعيفة أو المحدودة تشكل عائقاً كبيراً في التوظيف.

مؤسس أسبوع يارفا أحمد عبد الرحمن Foto: Henrik Montgomery / TT

فجوة بين التصريحات والممارسات

وعلى الرغم من أن 49 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن على الشركات أن تفعل المزيد من أجل تحسين الاندماج، فإن 52 بالمئة منهم أفادوا بأن شركاتهم لا تبذل أي جهود ملموسة في هذا الصدد.

مؤسس أسبوع يارفا: نظرة ضيقة للكفاءة

وعلق مؤسس “أسبوع يارفا” أحمد عبد الرحمن على النتائج قائلاً إن الاستطلاع يكشف عن مشكلة أعمق، حيث يرى العديد من أرباب العمل أن هناك “فجوة كفاءة” مرتبطة بالتنوع.

لكنه شدد على أن ما يُعتبر “كفاءة” غالباً ما يُعرّف بشكل ضيق ومتحيّز. وأضاف “التحدي الحقيقي لا يكمن في نقص الكفاءة، بل في كيفية تقييمها، فالأشخاص من خلفيات مختلفة يتم تهميشهم والتقليل من قدراتهم خلال عمليات التوظيف”.