أفتونبلادت: لا تمنحوا ترخيصاً لحرق القرآن

: 9/8/20, 11:54 AM
Updated: 9/8/20, 11:54 AM
الشرطة تقبض على أحد المسيئين للإسلام 
(أرشيفية)
Foto: Johan Nilsson / TT
الشرطة تقبض على أحد المسيئين للإسلام (أرشيفية) Foto: Johan Nilsson / TT

الكومبس – ستوكهولم: دعت صحيفة أفتونبلادت واسعة الانتشار إلى عدم منح ترخيص لمظاهرات حرق المصحف في ستوكهولم.

وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي الأسبوعي الذي كتبه أندش ليندبيري إن “واحدة من أغرب نقاشات هذا الأسبوع تدور حول القرآن. السياسي الدنماركي راسموس بالودان، الذي فشل في دخول البرلمان في الانتخابات الأخيرة، لم يحصل على إذن بحرق القرآن في روزنغورد (مالمو)”.

وقال ليندبيري في المقال “مُنع (راسموس) من دخول السويد. والخطوة التالية هي أنه يريد حرق القرآن في ستوكهولم في 12 سبتمبر (أيلول)”، مشيراً إلى تصريح رئيس الوزراء ستيفان لوفين الذي قال فيه “لا نحتاج هذه الأمور في بلادنا”. لكن الشرطة هي التي تقرر في النهاية.

وأضاف “لا أعرف ما إذا كان راسموس بالودان، أو أتباعه، سيحصلون على تصريح. لكن لا ينبغي على الشرطة في ستوكهولم إجراء تقييم قانوني مختلف عن التقييم في مالمو. يجب معاملة الحالات المتساوية على قدم المساواة”.

وأوضح ليندبيري “ليس اليمين المتطرف من فلاسفة التنوير الفرنسيين الذين يريدون التشكيك في سلطة الكنيسة على المجتمع. إنهم يهاجمون القوى العلمانية والدينية. ولا يبحثون عن الحرية، بل القوة. لذلك يتجهون نحو الضعفاء. كما يفعل المتنمرون دائماً”.

وتابع “ينتمي راسموس بالودان إلى نوع من السياسيين اليمينيين وفكرته السياسية الوحيدة هي السخرية من المسلمين. لقد سبق أن أحرق القرآن ملفوفاً في لحم الخنزير المقدد”.

وعن أبعاد حرق الكتب، قال ليندبيري “تذهب الأفكار بالطبع إلى الرايخ الثالث (في ألمانيا) حيث أصبح إشعال الكتاب في 10 مايو (أيار) 1933 مقدمة رمزية للإرهاب وعمليات التطهير ومعسكرات الاعتقال التي تلت ذلك. حيث تم حرق الكتب المقدسة اليهودية كجزء من المذبحة. ثم جاء الهولوكوست (المحرقة)”.

وذكّر كاتب المقال بالمقولة الشهيرة “عندما تحرق الكتب، فسرعان ما تحرق الناس أيضاً”، مضيفاً “بالأمس كان اليهود هم الهدف، واليوم المسلمون”.

واعتبر أن “حرق القرآن ليست مسألة حرية تعبير حتى بالنسبة لليمين المتطرف نفسه. إنها مسألة عنصرية”، مضيفاً أن “الآراء مسموح بها بالطبع ولكن ليس دائماً. لم تكن حرية التعبير أبداً بلا حدود. فالتشهير هو نوع من الكلام غير المشروع. التحريض ممنوع وكذلك التهديد والتحريض على الجماعات العرقية. والتنمر غير مسموح به سواء في المدرسة أو في مكان العمل.”

وتابع “أميل إلى الاعتقاد بأن حرق القرآن الذي يتم التخطيط له الآن في ستوكهولم يجب إدراجه تحت عنوان التحريض ضد الجماعات العرقية. فالغرض واضح تماماً وهو ازدراء المسلمين (..) وبالتالي، فإن الرد المعقول هو القبض على أولئك الذين يرتكبون جرائم ومحاكمتهم مثل المجرمين الآخرين”. غير أنه أضاف “هذا لا يعني أنه يُمنع دائماً حرق الكتب المقدسة أو الكتب الأخرى. لا ينبغي أن يحتوي القانون على حظر عام”.

ولفت كاتب المقال إلى مسألة وباء كورونا، مشيراً إلى أنه “تم تفريق مظاهرة “حياة السود مهمة” في يوتيبوري وإلغاء الاحتفال الأول من مايو (عيد العمال) بأكمله. ولا أفهم في الواقع لماذا يجب معاملة حرق المصحف بشكل آخر، حيث يفترض أن يجذب مئات وربما الآلاف من الناس”.

وخلص المقال إلى القول “مهما كان الأمر، أعتقد بأن أهم شيء الآن هو ألا يحصل راسموس بالودان على ما يريد، بحيث لا نشهد أعمال شغب وتخريب، ويفشل في تصوير نفسه كشهيد”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.