الكومبس – دولية: هزت قضية احتيال ضخمة الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية فيما عرف إعلامياً بـ”أكبر قضية نصب في مصر”. فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية القبض على ضالعين بالجريمة وكشفت تفاصيل.

وانتشرت حالة من الجدل والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خلال الأيام الماضية، بعد الكشف عن “الاحتيال الإلكتروني” من خلال منصة جديدة تسمى FBC وتجمع الأموال من المواطنين بدعوى توظيفها وتوفير الأرباح لهم.

وتصاعد الجدل بعد إعلان وزارة الداخلية المصرية، الإثنين، القبض على القائمين على المنصة وإغلاقها، إذ أوضحت الداخلية في بيان أنها تلقت خلال ثلاثة أيام بلاغات من أكثر من 100 مواطن، قالوا إنهم تضرروا بسبب القائمين على منصة إلكترونية تحت اسم إف بي سي لقيامهم بالاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم التي بلغت قرابة مليوني جنيه مصري (نحو 39 ألف دولار) بزعم استثمارها لهم في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني، وفق بيان الداخلية. فيما تحدثت تقارير إعلامية، بينها تقرير لقناة الجزيرة، عن مبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 6 مليارات دولار بالاحتيال على حوالي مليون شخص من مصر والأردن ودول أخرى.

وأعلنت الداخلية المصرية عبر حسابها على منصة إكس أن عمليات الفحص والتحري أسفرت عن قيام عصابة يتزعمها ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية موجودون بالبلاد، ومرتبطون بشبكة إجرامية بالخارج متخصصة في مجال النصب والاحتيال الإلكتروني والاستيلاء على أموال المواطنين بزعم استثمارها لهم عبر منصة إلكترونية بمسمى “FBC”.

وذكرت أن هؤلاء أسسوا بالاتفاق مع 11 شخصاً شركة في القاهرة لممارسة نشاطهم الإجرامي والترويج للمنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق الواتس آب مقابل عمولات مالية وكذلك توفير خطوط هواتف محمولة لتفعيل محافظ إلكترونية عليها ببيانات وهمية لاستخدامها في تلقي وتحويل الأموال المستولى عليها وعقب ذلك تم غلق المنصة ومقر الشركة.

وكشفت الوزارة أنه تم ضبط 13من المتهمين وبحوزتهم عدد من الهواتف المحمولة و1135 شريحة هاتف محمول وجهاز “لاب توب” ومبالغ مالية عملات مختلفة قيمتها “مليون و270 ألف جنيه”. وأعلنتا لوزارة أنهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة.

كثيرون خسروا “تحويشة العمر”

وشغلت قضية إغلاق منصة FBC الإلكترونية الرأي العام في مصر. وروى كثيرون على وسائل التواصل كيف أنهم وضعوا كل ما يملكون للاستثمار في المنصة قبل أن تغلق المنصة وتتبخر أموالهم. وتمثلت عملية النصب بتشجيع الناس على استثمار أموالها بدعوى تحقيق أرباح سريعة. وذكرت تقارير إعلامية أن المنصة وزعت أرباحاً كبيرة بالفعل في البداية لدفع آخرين إلى تحويل الأموال لها.

وذاع صيت منصة FBC في مصر قبل أشهر، وتحديداً في نهايات العام الماضي 2024، عندما تم الترويج إليها عبر قنوات مختلفة ومن خلال مجموعة من الأفراد فيما يشبه التسويق الشبكي، على أنها أداة توفر للمتعاملين معها فرصة تحقيق أرباح مقابل تنفيذ بعض المهام الموكلة إليهم عبر الإنترنت، ما بين التفاعل مع صفحات أو منتجات مختلفة، وكذلك مشاهدة فيديوهات والإعجاب بها وتحميل برامج في أوقات مُحددة.

وأفادت مصادر لقناة العربية أن مسؤولي الشركة في مصر أقاموا عشاء عمل لضحاياهم، وحفلاً صغيراً في منطقة كورنيش إمبابة قبل أيام من إغلاق التطبيق والنصب على الضحايا.

وذكرت تقارير محليّة مصرية أنباءً مختلفة عن من وصفتهم بـ “ضحايا المنصة”، ومنهم امرأة توفيت بعد سماعها خبر فقدانها لـ”تحويشة العمر”.

وكانت السلطات المصرية حذّرت المواطنين من التعامل مع التطبيقات مجهولة المصدر التي يتم بثها عبر الإنترنت بزعم تحقيقها أرباحاً مالية سريعة.