أم لطفل مصاب بالسرطان: علاج محتمل في الخارج والسويد ترفض دفع النفقات

: 11/15/22, 6:23 PM
Updated: 11/15/22, 8:48 PM
خاص بالكومبس
خاص بالكومبس

“الكومبس – خاص: لا يوجد أي كلمات تصف ما أشعر به عندما يخبروك بأن طفلك ذي الثلاث سنوات سيموت” بهذه الكلمات تتحدث الأم كورنيليا بيرشون من مدينة مالمو للكومبس عن حالها، بعد تشخيص طفلها الصغير بمرض السرطان.

في أغسطس عام 2021 تواصل مسؤولو الروضة مع الوالدة، وأخبروها بأنهم عاجزين عن التعامل مع ابنها بعد تعرضه لوعكة صحية افقدته توازنه، وطلبوا منها اصطحابه معها. أخذت كورنيليا طفلها ذي الثلاث سنوات ويدعى آدم، وذهبت به إلى الطوارئ وبعد الكثير من الجهد قام ممرضو الإسعاف بفحص الطفل وإجراء تخطيط قلب.

تقول الأم، “لأن آدم طفل مرح، ظن الممرضون وقتها أن الطفل بصحة جيدة وبعثوا بنا إلى المنزل”.

تلك لم تكن الزيارة الأخيرة إلى المستشفى، فالعائلة اضطرت إلى إعادة الزيارة أكثر من مرّة، لأن آدم كان يعاني من صعوبة في التنفس. وحينها اعتقد الأطباء أن ما كان يحصل لآدم هو بسبب الربو أو شيء مشابه واكتفو هذه المرّة بإعطائه جرعات من الكورتيزون.

البحث عن أجوبة من الأطباء

في يناير العام الحالي، زارت كورنيليا المستشفى مرّة أخرى بحثاََ عن أجوبة لتفسير ما الذي يحصل مع ابنها. في هذه المرحلة كانت الأعراض قد تطورت وتشعبت. عندما حاولت الأم التمعن في الأشياء التي قد تكون من شأنها أن تتسبب في المشكلة بدأت تشك في أن ابنها يعاني من حساسية من بعض المواد الحافظة، وهو الشيء الذي كتبه الأطباء في التقرير.

لكن كورنيليا أحسّت بأن ما يصيب ابنها شيء آخر وطلبت حينها أن يقوم الأطباء بعمل فحص سرطان للطفل وعللت ذلك بأن للعائلة أقارب أصيبوا بأمراض سرطانية.

للتهدئة من روع الأم القلقة أخذت المستشفى فحص دم والذي أظهر لاحقاً أن الطفل سليم وقالوا لها حينها إن احتمالية أن يكون طفلها مصاباً بالسرطان غير موجودة. رجعت الأم وابنها إلى المنزل وأزالت المادة الحافظة التي اعتقدت أنها المسبب الرئيسي للأزمة من نظام أكل الطفل. ولكن هذا لم يساعد العائلة بشيء.

مرّت الأيّام وازداد وضع الطفل آدم سوءاً، وفي أبريل من هذا العام وصلت حالته لمرحلة اضطرت الأم فيها لأن تتصل بالإسعاف. عند وصول العائلة إلى غرفة الطواري لم يرى موظفو الصحة أن حالة آدم هي بالسوء الذي تراه الأم.

خمن الطاقم الطبي أن السبب في نوبات ضيق التنفس هو الربو وأرسلت الأم وطفلها مرّة أخرى إلى المنزل. عندما تطورت حالة آدم لدرجة أنه أصبح يسيل لعابه ويتنفس بصعوبة ويصعب عليه البلع اتصلت بالطبيب المختص شاكية “كل القدرات والمهارات الجسدية التي كانت لدى طفلي تسوء يوما بعد الآخر”.

فات الربيع وجاء الصيف و عزا الطاقم الطبي حالة الطفل في هذه المرحلة إلى حساسية غبار الطلع.

الأم لم تتوقف عن التواصل مع المستشفى، وبعد العديد من الاتصالات وافقت المستشفى على إحالة آدم إلى قسم الأنف والأذن والحنجرة وإعطاءه المزيد من الكرتزون.

الأم التي كان لديها إحساس بأن ما يحصل لابنها ليس مجرد حساسية أو ربو أوقفت إعطاء ابنها دواء الكورتزون لترى ماذا سيحدث. والنتيجة كانت ازدياد حالة آدم سوءاً حتى أنه فقد القدرة على التوازن.

زارت كورنيليا المستشفى مجددا، هذه المرة لإجراء فحص أشعة للرئتين. الفحص لم يظهر أي شيء.

وفي طريقها إلى البيت هذه المرّة شعرت الأم أنه طفح الكيل فاتصلت بالطبيب المختص الذي لم يجب ولكنها تحدث إلى موظفة الاستقبال راجيّة إياها أن تستمع لقصتها وعندما أخبرت الأم قصتها ردت الموظفة كالتالي: “اذهبي إلى قسم الطوارئ في الحال. سأتصل بالطبيب وهو سيستقبلك هناك مباشرة”.

في غرفة الطوارئ بدأت الأم تلاحظ الجديّة التي يتعامل بها الطاقم الطبي خلال الفحص. حينها قرر الأطباء القيام بتصوير مقطعي طارئ والذي أظهر أن هناك شيء ما في الجزأ الخلفي من الدماغ وغالبا ما يكون ورما.

في اليوم التالي قام الأطباء بإجراء فحص رنين مغناطيسي أثبت الشكوك السابقة.

في شهر أغسطس من هذا العام، وبعد سنة تماما منذ اكتشاف أول علامات بوجود خلل في صحة الطفل أثبتت إصابة آدم بسرطان في المخ.

لا أمل في علاج ابنك

مباشرة بعد الفحص، ابلغت الأم بأن ابنها الصغير، آدم، مصاب بمرض لا علاج له وأن ورمه في مكان يصعب إجراء عملية لاستئصاله.

وقالت، ” لقد نصحونا بأن لا نقوم بالبحث على الإنترنت وكان ذلك أول شيء فعلناه. وعلى جميع المواقع وفي كل التقارير الطبية التي قرأناها وجدنا معلومة واحدة وهي أن من يصاب بهذا المرض لديه من ثلاثة إلى تسعة أشهر ليعيشها قبل أن يقضي عليه المرض ولا يوجد أي علاج في السويد”.

الأم تلقت الخبر بمشاعر يصعب وصفها، ولكنها سرعان ما بدأت البحث أكثر عن الموضوع، فوجدت أن هناك دراسة تدعى Biomede شاركت فيها السويد سابقا. هذه الدراسة تعالج الأطفال المصابين بهذا النوع من الأورام بدواء يدعى ONC201.

هنا بدأت الأم تطرح التساؤلات على القطاع الطبي في السويد “هذا ما يحتاجه ابننا. هناك أطفال عاشوا لسنة وأكثر بمساعدة هذا الدواء” ولكن إجابة الأطباء كانت أن السويد لا تشارك في هذه الدراسة حيث أنها ليست جزء من البروتوكول السويدي.

عندما سألت الأم المتأملة في إطالة عمر ابنها على هذه الأرض، الطب السويدي عن عدم المشاركة في هذه الدراسة كانت الإجابة أنّه لا يوجد دليل ملموس على أن هذا الدواء يساعد بالفعل. البديل في السويد هو ما يسمى بالرعاية التلطيفية والتي تعتمد على العلاج الإشعاعي وتخفيف الألم قدر الإمكان وإعطاء الطفل أدوية مضادة لنمو السرطان أكثر كعقار أفينيتور.

رفض العلاج في الخارج

كورنيليا لم تقبل برد الأطباء السويديين بل واصلت البحث إلى أن عثرت على أن هناك دراسة مشابهة لتلك التي انسحبت منها السويد تطبق في سويسرا حتى وأنها تواصلت مع أباء لأطفال مشاركين في الدراسة.

عندها عرضت الأم فكرتها على الأطباء، الذين كانوا بداية مشككين بالأمر، إلّا أنّهم اقتنعوا بعد معرفتهم باسم بعض الأطباء المشاركين. بدأ التعاون بين الأطباء في السويد وسويسرا من أجل حالة آدم، إلّا أن المشاركة في الدراسة تكلف أكثر من نصف مليون كرون. حينها قدمت الأم طلبا للعلاج بالخارج أو ما يعرف أيضا بـ Blankett S2 ولكن طلبها قوبل بالرفض رغم قيامها بالكثير من الإجراءات بنفسها كترجمة التقارير الطبية. سبب الرفض هو نفسه عدم وجود دليل على نجاح العلاج.

تقول الأم كورنيليا “أنا أتفهم وجهة نظر الطب السويدي، إلّا أنني أم، وآخر شيء أفقده هو الأمل. أنا أمه وواجبي في هذه الحياة هو حماية ابني. إذا كان لإبني فرصة في أن يكتسب وقتا أطول في هذه الحياة أو ينجوا من المرض فلن أستسلم أبدا.”

وبالفعل استمرت الأم في كفاحها للحصول على علاج وبعد أقل من شهر من تشخيص آدم بالسرطان افتتحت صندوقا للتبرعات لكي تستطيع دفع مصاريف مشاركته في الدراسة في سويسرا. خلال شهرين استطاعت كورنيليا أن تجمع ما يزيد عن الثمانمائة ألف كرون. لازالت العائلة تجمع التبرعات حيث أن الدراسة تستمر لخمس سنوات.

تنوي الأم أن تذهب كل التبرعات إلى الدراسة الطبية بغض النظر عن ما سيحدث لابنها.

ويذكر أن قصة آدم وعائلته ليست الأولى من نوعها حيث يصاب من 7 إلى 10 أطفال بسرطان المخ سنويا في السويد. وقبل حوالي الشهر توفي طفل اسمه، صامويل، كانت عائلته هي الأخرى تحاول جمع التبرعات لإنقاذ حياة الطفل.

ونجحت عائلة ذلك الطفل بنقله إلى ألمانيا لتلقي الدواء الذي تأمل كورنيليا بأن يحصل عليه ابنها، إلّا أنه لم يتسنى له أن يأخذ أكثر من جرعة واحدة قبل أن يتغلب عليه المرض.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.