الكومبس – خاص: شيّع عدد من سكان مدينة أوبسالا، اليوم الجمعة، جثمان الشاب أيهم أحمد، أحد ضحايا الجريمة المروعة التي وقعت داخل صالون حلاقة وسط المدينة الأسبوع الماضي.

وهزت الجريمة السويد، وراح ضحيتها ثلاثة أشخاص، بينهم الفتى أيهم (15 عاماً) وعمر (16 عاماً)، ويُعتقد بأن الضحايا جميعاً لم يكونوا المستهدفين بإطلاق النار. وقررت محكمة أوبسالا قبل أيام حبس رجل في العشرينات من عمره احتياطاً على ذمة التحقيق، بشبهة ارتكاب الجريمة. كما أمرت بحبس شخصين آخرين للاشتباه في ارتكابهما جريمة المساعدة والتحريض.

المشيعون أدّوا صلاة الجنازة في مسجد أوبسالا، قبل نقل الجثمان إلى المقبرة، حيث شارك المئات في مراسِم التشييع وقدّموا تعازيهم لعائلة الفقيد، معبّرين عن تضامنهم الكبير مع الأسرة التي فقدت ابنها في حادثة وُصفت بالمأساوية والمؤلمة.

“شاء القدر أن يرحل باكراً”

والد أيهم عبر في تصريح للكومبس عن امتنانه لحجم التضامن والدعم الذي تلقته العائلة من أبناء المدينة، مؤكداً أن ابنه أيهم كان شاباً محبوباً ومعطاءً، وقال “التضامن المجتمعي الذي حظيت به الأسرة كبير ويليق بأيهم، الذي كان محبّاً ومعطاءً، لكن شاء القدر أن يرحل باكراً، متمنياً له الرحمة في مثواه الأخير”.

قاسم علي، أحد المشاركين في جنازة أيهم، شارك أيضاً أمس في تشييع جنازة الفتى عمر، الذي راح هو الآخر ضحية الجريمة نفسها، وصف الموقف بالمحزن للغاية، وقال “كأب، أشعر بتضامن كبير مع والدي الشابين. كنت أنظر إليهما وأدعو أن لا أكون في هذا الموقف”.

وأضاف “كلنا نطالب بضرورة التصدي لهذه الجرائم المقلقة التي يدفع ثمنها أبرياء تواجدوا في أماكن طبيعية ويومية نقصدها جميعاً، ما يعني أنه يجب التعامل مع الأمر كحالة تستدعي إجراءات مباشرة، فحياة كل فرد ليست حادثاً عرضياً يمضي بانتهاء مراسم التشييع”.

من جهتها، أعربت امرأة فضلت الكشف عن اسمها، وهي من عائلة أحد ضحايا القتل الخطأ، عن غضبها تجاه من يستهترون بحياة الآخرين ومستقبلهم. وأكدت أن المجتمع بحاجة إلى تكافل حقيقي، وإلى توعية الشباب حول مخاطر الانخراط في أي عمل يهدد الأمن المجتمعي ويعرّض حياة الأبرياء للخطر. وأضافت “لا أستطيع النظر إلى صورهم. أشعر بالأسى الشديد. هؤلاء كانوا مستقبلاً توقّف من أجل لا شيء”.

وأكد مدير المركز الإسلامي في أوبسالا، الشيخ ياسر أبو جحيشة، الذي شارك هو أيضاً في مراسم الجنازة، تضامنه الكامل مع أسر الضحايا ومع أرواح الأبرياء التي تُزهق دون ذنب. ودعا إلى “تكاتف الجهود بين جميع مكوّنات المجتمع، بما في ذلك المؤسسات الدينية والمدنية والجهات الرسمية، للعمل معاً من أجل وقف العنف المتصاعد، لما يشكله من خطورة بالغة على حياة الأبرياء وعلى الأمن المجتمعي”.

وشدد أبو جحيشة على أهمية تعزيز الحوار، وتكثيف التوعية بين الشباب، إضافة إلى توفير بدائل فاعلة تبعدهم عن طرق الانخراط في مجموعات خطيرة. وأكد أن المساجد والمراكز الإسلامية دائماً مستعدة للقيام بدورها في هذا المجال، مشدداً على أن مسؤولية حماية الأرواح وحقن دماء الأبرياء لا تقع على عاتق جهة واحدة فقط، بل هي مسؤولية مجتمعية وإنسانية متكاملة تتطلب مشاركة الجميع.

وشهدت الجنازة عدداً من الكلمات التي طالبت بإجراءات أكثر حزماً لحماية الناس من الجرائم. كما دعت الشباب إلى الانتباه من مخاطر العصابات.

وأصرت والدة أيهم على لقاء زملاء أيهم في المدرسة خلال التشييع. فيما وضع أصدقاؤه وروداً على قبره.

ندى سمارة

أوبسالا