الكومبس – خاص: يدور حاليا في السويد نقاش حول مدى الحاجة الى مراجعة المواد التعليمية المتعلقة بتعليم الكبار اللغة السويدية في إطار برنامج مدارس الـ SFI التي تعني (اللغة السويدية للمهاجرين). بسبب تلقي هذا النظام إنتقادات حادة لإسلوبه النمطي في تصوير المهاجرين وطريقة حياتهم ومشاكلهم.
وقالت "كارين ساندفال أوسباري" من المركز الوطني للسويدية كلغة ثانية الى القسم السويدي في الاذاعة السويدية الرسمية "إن المسؤولية تقع على عاتق المعلمين ودور النشر. يوجد هناك عيوب في المعرفة والمحتوى".
وجاء في تقرير بثه الراديو اليوم: "تصف الكتب رحلات الأشخاص المختلفة إلى السويد. ففي أحد الكتب تتزوج شابة تايلندية من رجل مسن سويدي، وفي غيره يفضل شاذ ايراني أن يأتي إلى السويد حيث هنا الوضع "على مايرام".
وانتقدت "سديغه تابيبزاده" أمينة مكتبة في منطقة "شارهولمن، ستوكهولم" طريقة تدريس الـSFI وقالت "أعتقد أنها تصنف الأفراد بحسب الجنسية. وتخلق خمس صناديق وتضع كل جنسية في صندوق. الأشخاص القادمين من هذه الدول يشعرون بالمشاكل جيداً، فهم لا يحتاجون لأحد كي يصف مشاكلهم".
وتابعت سديغه تابيبزاده "أنا لست ضد المواد بحد ذاتها، لكني أعتقد أن المنظور تجاه السويد والاشخاص القادمين إليها يعزز الهوة".
وأضافت "مواضيع مثل الطلاق، المساواة، والشذوذ الجنسي هي مواضيع عالمية. وأعتقد أيضاً أنها تتحدث عن عدة مشاكل وتربطها بالعرقية في الكتب. لكن عندما يتعلق الأمر بالسويد فهي فجوة كاملة (ما يتعلق بالمشكلة) والحلول مثالية".
تعمل المؤلفة "تيا أويالا" كمعلمة SFI، وأصدرت كتب انطلاقاً من خبرات طلابها، لأنها ظنت بأنه هناك افتقار في القصص التي تعكس تجارب الطلاب.
وقالت تيا أويالا للراديو "هناك حاجة كبيرة جداً لخلق كتب قرائتها سهلة لمبتدئي تعلم القراءة والكتابة".
وسمحت دار النشر التعليمية "سانوما" بمراجعة النصوص وأرسلتهم للمدرسين لإبداء وجهات نظرهم.
وأردفت تيا أنه "كان هناك ردود فعل ايجابية مع النصوص، وأخيراً تجرأ أحدهم أن يصف وجهات نظر الآخرين! قرأنا أيضاً الكتب مع الطلاب بشكل منفرد وبشكل جماعي، ولم نلحظ أي ردة فعل سلبية. ومع ذلك رأينا اهتماماً كبيراً ونقاشات حية، ما يطور اللغة، وهو ما أردت الوصول إليه".
وتحدثت المؤلفة تيا عن نظرتهم بحكم أنهم اسكندنافيون يكتبون عن مهاجرين من خارج أوروبا والمشاكل التي يمكن أن يواجهونها بالقول "لو لم أكتب هذه النصوص، لنسيت الكثير من الناس الذين عاشوا مع هذه المشاكل. لكنني لا أقول أن الجميع يفعلها. لأنه حتى انني كإمرأة بيضاء ومن طبقة متوسطة أعتقد بأن تاريخهم يستحق أن يروى".
وأضافت المؤلفة "كان لدينا نقاش حول ما إذا سيكون لدينا أشخاص سويديين في الكتب، لكن كانت جزء من وجهة النظر بـ لا، لأنه أردنا ان يكون أعراق أخرى موجودة في الكتب التعليمية المخصصة لطلاب الـ SFI".
ورغم أن مواضيع كالخوف من المثلية أو الحساسية الإجتماعية هي واقعية في الدول الأوروبية، وتعتقد "سديغه تابيبزاده" أن المؤلف بشكل خاص استطاع السماح لهذه القصص بالحدوث في السويد، أو كتابة قصص عن كيفية دخول الإنسان إلى مجتمع جديد".
وأضافت سديغه "أنا ضد كل شيء خلق شعور (نحن و هم). علينا أن نساعد الذين قدموا هنا على الاندماج. ولدينا مسؤولية قيادة الناس للعثور على عمل، وأن يشعر الجميع عقلياً وجسدياً بالراحة".