الكومبس – ستوكهولم: قالت الابنة الوسطى، لأم اعتقلتها الشرطة بتهمة ارتكاب جرم الاحتجاز غير القانوني، وحبس بناتها الثلاث لفترة طويلة، إن ما أثير في وسائل الإعلام كان مغالطات وإن اختيارهن الاختباء كان تحاشياً للالتقاء بوالدهن.
وكانت الشرطة السويدية قد اعتقلت المرأة البالغة من العمر 59 عاماً، في 18 شباط (فبراير) الجاري في بلدية Bromölla، وبحسب وسائل الإعلام، فإن المرأة المتهمة سكنت في مناطق عديدة من السويد مع بناتها الثلاث، اللواتي يبلغن من العمر 23 و 25 و 32 عاماً، (الكبرى من رجل والصغرتين من آخر) قبل أن تقتحم الشرطة المنزل الذي كانت موجودة فيه وتعتقلها، حيث لم تكن مسجلة رسمياً في المكان ذاته، كما أن معظم الأماكن التي عاشوا فيها كانت غير أماكن تسجيلهم.
وأثارت القضية العديد من ردود الأفعال في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد قرار المدعي العام إطلاق سراح الأم الجمعة الماضية.
مغالطات عديدة في وسائل الإعلام
إلا أن الشابة البالغة من العمر 25 عاماً، صرّحت لصحيفة أفتونبلادت أنه: “انتشرت الكثير من المغالطات في وسائل الإعلام، ونحن من اختار الاختباء وتحاشي الالتقاء بأبي”، معربة عن حزنها الشديد من التهم الموجهة لوالدتها، قائلة: ”وجهت لأمي تهماً بارتكابها جرائم مروعة، وهذا ما أفزعنا وأتعبنا، لكننا شعرنا بالارتياح بعد إطلاق سراحها”.
وأشارت الشابة إلى أن طريقة حياتهن كانت بسبب والدهن، قائلة: “كنا نفكر دوماً في سلامتنا، وكنا نتخذ إجراءات، كأن تخرج كل اثنتين لوحدهما، خوفاً من والدنا، لأنه تسبب لنا بالأذى، وكانت والدتنا الحاضنة الوحيدة دوماً، لكن والدنا لم يحترم رغبتنا بالبقاء لوحدنا”.
خوف شديد من الوالد ورفض التواصل معه
وكان والداها قد انفصلا مطلع العام 1990، حيث عاشت المرأة أولاً في ستوكهولم، إلا أن زوجها طالب بحق الالتقاء بهن، وهذا ما عارضته الأم، فسافرت مع بناتها إلى أستراليا عندما رفعت القضية إلى المحكمة، لتعيش هناك مع أصدقائها بقرارها الشخصي.
وقالت الشابة للصحيفة إنهن ما زلن يشعرن بالخوف وكأن والدهن لم يتركهن مطلقاً، وأنهم احتجن إلى الانتقال مرات عديدة لأن الأم والأخت الكبرى كانتا تعانيان من مرض الربو الشديد.
من جهته كان والد الفتاتين قد قال لوسائل الإعلام إنه بحث عنهما لمدة 17 عاماً، معرباً عن أمله في إعادة التواصل، إلا أن ابنته نفت هذا الكلام، قائلة: “كان يعرف عنوان سكننا لكنه أرسل بطاقات معايدة وتهنئة في الأعياد، لكننا لم نرغب بالتواصل معه، ولو أردنا لفعلنا ذلك منذ فترة طويلة”.
وقالت: “أمي رغبت بحماية بناتها، لكن تم وصفها بانها شريرة وهذا ما صدمنا، وأساء من حالتها الصحية، إلا أن اختي الكبرى تعتني بها”، مشيرة إلى أنها واختها الصغرى يعشن في مكان وأمها والاخت الكبرى في مكان آخر، بسبب كثرة الصحفيين أمام منزلهم.
”سافرن إلى أماكن عديدة وحضرن دروس فنية”
وأشارت التقارير الإعلامية السابقة إلى أن الفتيات لم يذهبن إلى المدرسة، لكن هذا ما نفته الشابة الوسطى قائلة بإنهن ذهبن إلى الابتدائية والاعدادية وتقريباً كل المرحلة الثانوية، التي جرى معظمهما عن بعد distans بسبب الانتقال إلى عدة مناطق.
وحول كيفية حصولهن على مصدر للعيش، قالت: “اختي الكبرى حصلت على تقاعد مبكر، وأنا عملت بدوام جزئي من المنزل، إلى جانب دراستي”، مشيرة إلى أنهن لم يبقين في المنزل طوال الوقت، بل سافرن إلى أماكن عديدة من السويد وحضرن دروس فنية مختلفة.
يشار إلى أن المدعي العام سيقرر اليوم الجمعة إن كان سيسقط التحقيقات الأولية ضد الأم أم لا.
اقرأ أيضاً: احتجاز امرأة حبست بناتها في المنزل سنوات طويلة
http://alkompis.se/news/swedish/14474/