اتهامات للسفيرة القطرية بتوجيه “شتائم وإهانات عنصرية” لموظفي السفارة

: 1/21/22, 8:55 PM
Updated: 1/21/22, 8:55 PM
اتهامات للسفيرة القطرية بتوجيه “شتائم وإهانات عنصرية” لموظفي السفارة

نقابة عمالية رفعت دعوى ضد السفارة

شكوى من 5 موظفين لوزير الخارجية القطري

الموظفون: تُعاملنا باحتقار وتوجه لنا شتائم نابية

“عرب السويد حثالة وسأقترح عدم منحهم الجنسية”

الكومبس – خاص: “متى ستلحس قذارتك؟” و”هل أنتم كلاب لتعضوا اليد التي امتدت لكم؟” و”عرب السويد مجرد حثالة”.. بعضٌ من شتائم وإهانات شخصية قال خمسة موظفين محليين في السفارة القطرية لدى السويد إنهم تعرضوا لها من السفيرة موزة بنت ناصر آل ثاني.

الموظفون شكوا لـ”الكومبس” ما اعتبروه “معاملة حاطة بالكرامة الإنسانية”، تعرضوا لها لفترة طويلة من قبل السفيرة التي تشغل منصب سفيرة فوق العادة مفوضة لدولة قطر لدى السويد، وسفيرة غير مقيمة لدى النرويج وفنلندا.

نقابة Akavia رفعت مؤخراً دعوى قضائية ضد السفارة القطرية في ستوكهولم بسبب ما اعتبرته فصلاً غير قانوني لموظف في السفارة.

فيما قدم خمسة موظفين شكوى رسمية لوزير الخارجية القطري ولوزير الدولة للشؤون الخارجية في أكتوبر 2019 حول ما اعتبروه إهانات تعرضوا لها منذ تولي السفيرة منصبها في أكتوبر 2018. وقالوا لـ”الكومبس” إن المشكلات ازدادت بعد تقديم الشكوى التي لم تؤد إلى نتيجة سوى أنها عرّضتهم لحملة انتقام وتهديد بالطرد من قبل السفيرة.

الكومبس اطّلعت على رسالة الشكوى المقدمة لوزارة الخارجية القطرية المؤلفة من 25 صفحة. وتحدث فيها الموظفون عن “جو متوتر” مع السفيرة منذ تولي مهامها في السويد. وسرد الموظفون بالتفصيل ما قالوا إنها مواقف “مهينة” وظروف عمل غير خاضعة لقوانين السويد، مثل تشغيلهم خارج أوقات الدوام دون مقابل، أو تكليفهم بمهام شخصية بعيدة عن العمل.

مضمون الشكوى

ناشد الموظفون وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التدخل لحفظ “حقوقهم” و”كرامتهم”.

وقال خبير في السفارة يدعى طارق في رسالة الشكوى إن الأمر وصل إلى حد التهديد بالقول “أنت تعرف أنا شنو ممكن أسوي.. أنا رئيسة البعثة.. انسى إنه اسمي آل ثاني.. أنا رئيسة البعثة”.

وقدم طارق استقالته في الشكوى. وكتب “اتقدم باستقالتي النهائية بناء على توصيات الأطباء لما تعرضت له من ألم وإرهاق نقسي أدى إلى دخولي في اكتئاب حاد”.

في حين قالت السكرتيرة إلهام الوائلي في الشكوى إنها سمعت من السفيرة كثيراً من العبارات المهينة مثل “الله يعنيك على وساختك” و”لو زوجك يضربك وأولادك منحرفين ما يأثر على الشغل”.

موظف العلاقات العامة حامد الجبوري قال في الشكوى إنه تلقى مرة مكالمة من السفيرة لمدة ساعة ونصف انهالت عليه فيها بكلام “مهين” مثل “السفارة فيها قذارة وانت لازم تلحسها بلسانك” و”أنا أهنتك قدام زملائك وخليتك ما تسوى بيزة (قرش)”.

وذكر الجبوري في شكواه للوزير أن السفيرة قالت إن العرب المقيمين في السويد هم “عبارة عن حثالة” وأنها ترغب بنصح الحكومة السويدية “عدم منح الجنسية للعرب وعدم استقبال اللاجئين”.

واتهم الجبوري السفيرة بـ”إنفاق أموال طائلة على المحامين للتحايل على قانون العمل السويدي وإنهاء عقود موظفين وتهديدهم بالطرد”. على حد قوله.

وقال المترجم عبد الحفيظ مبروك في شكواه للوزير إنه لا يعرف سبب “الإهانات والاستفزازات” التي تعرض لها منذ تولي السفيرة منصبها في السويد، مشيراً إلى أن “المعاملة السيئة” التي تعرض لها أدت إلى تدهور صحته.

المحاسب في السفارة وائل ديب كتب في شكواه أن السفيرة وجهت له كلاماً قالت فيه “في وساخة بالسفارة.. ما أدري ليش العرب بس يجون عالبلاد الغربية تتوسخ” و”إذا عندكم مشاكل نفسية حلوها برة السفارة”.

وحفلت الشكاوى التي قدمها الموظفون لوزارة الخارجية بمواقف تعتبر، لو صحت، “إهانة جسيمة” للموظفين تستوجب على الأقل التحقيق فيها. غير أن الموظفين قالوا إن الوزارة لم تحرك ساكناً واكتفت بإرسال استفسار من السفيرة.

ليست القضية شكوى عابرة من موظفين، بل إن صحت أقوالهم، فهي تعبّر عن “إساءات منهجية” على أرض سويدية. وتشير في جوهرها إلى ما هو أبعد من مشكلة بين موظفين ومسؤولهم في العمل، لتتخطاها إلى مدى النظر إلى البشر من حيث أنهم بشر.

الكومبس حاولت الوقوف على أقوال أطراف القضية لاستجلاء ما يحدث داخل السفارة القطرية على أرض السويد، وهل بات الموظفون السويديون يعاملون فيها كبشر من درجة ثانية؟

“كلمات عنصرية”

يقول حامد الجبوري وهو موظف علاقات عامة سابق في السفارة “لا نريد أن نقيّم عملها كسفيرة فذلك مسؤولية الخارجية القطرية، ما يهمني هو التجاوزات التي كانت تمارسها علينا كموظفين، ونظرة الاستعلاء والتكبر التي كانت تعاملنا بها وكأننا بشر من درجة متدنية، واستخدام كلمات نابية وعنصرية بشكل دائم، ضد الموظفين العرب خاصة”.

ويضيف “كانت تتصل بي في أي وقت يحلو لها لطلب شراء أشياء بشكل مزاجي، مثل طلاء أظافر، أحذية، علب لبن صغيرة”.

“الحط من قيمة الشخص”

ويتهم المترجم عبد الحفيظ مبارك السفيرة بأنها كانت “ترفع صوتها على الموظفين باستخدام كلمات نابية وشتائم، إضافة إلى محاولتها دائماً الحط من قيمة الشخص بشكل ممنهج من خلال بخس أي عمل أو جهد يؤديه”.

يقول عبد الحفيظ لـ”الكومبس” “كنت أرفع لها تقارير إعلامية ورغم أني متأكد من أنها لم تكن تقرؤها فإنها كانت تسارع للتقليل من قيمتها بطرق الاستهزاء والسخرية”.

“اتهمتني في شرفي”

السكرتيرة إلهام الوائلي تطالب الجهات المعنية بالرجوع لكاميرات السفارة يوم 20 يناير 2022 حوالي الساعة الثانية بعد الظهر “لرؤية كيف أمسك محامي السفارة يدي عنوةً لإرغامي على توقيع أوراق نهاية خدمتي. لكنني رفضت طبعاً، أنا لست موظفة جديدة وأعرف كيف تبدو الأوراق الرسمية، لكن الأوراق المقدمة لي كانت تخلو من ختم السفارة”.

وعن تعامل السفيرة معها، تقول إلهام “لم تكتف بمحاولة زرع الفتن بيني وبين زملائي، بل بدأت بإهانتي واتهامي بشرفي. وقالت لي حرفياً: “وساختك إلهام ماعاد أقدر أستحملها””.

وتضيف “أوصلتني في إحدى المرات إلى الانهيار العصبي، تخيلوا أن تسمع موظفة كلاماً مثل: “كم دفع لك زميلك لترقصي له في عرسه، ما شفت منكم فريق عمل إلا في الخزعبلات””.

وتتابع إلهام “أرجو أن تأخذ العدالة مجراها. لدي تسجيلات صوتية بلسان أحد الدبلوماسيين السابقين في السفارة عن سوء معاملتها لنا. تسببت هذه الإساءات لي لاحقاً بالانهيار لدرجة أن زملائي طلبوا لي الإسعاف مرة حين كنت في الدوام، ووبختهم السفيرة على ذلك. الآن صحتي النفسية متدهورة بسبب الإهانات التي تعرضت لها. كان هناك شيء غير مفهوم بتعاملها، حيث كانت تتحول جذرياً في بعض الأحيان إلى شخص في قمة اللطف، خصوصاً أمام ضيوف السفارة، لكنها تستطيع اللعب بأعصاب الموظف متى شاءت”.

وتلفت إلهام إلى أن السفيرة عرضت على الموظفين وظائف خدمات، مثل سائقين وعمال قهوة، برواتب أقل بدعوى وجود عجز مالي في السفارة.

“بمسح بوجهك أرضية الحمام”

المحاسب المالي والإداري في السفارة وائل ديب يعبّر عن أسفه لما حدث له ولزملائه في السفارة. ويقول إنه “موضوع قديم ومتراكم منذ نهاية 2019. الموضوع لم يبدأ معي بل مع زملائي حيث كانت السفيرة تهينهم بحضوري، لذلك أنا شاهد على إهاناتها لهم، في إحدى المرات قالت لزميلي: “بمسح بوجهك أرضية الحمام، أنت تسوى بيزة”، وكان ذلك أمام أحد الإعلاميين ودبلوماسي أيضاً. ما سبّب لزميلي أزمة نفسية نتيجة الإحراج الكبير الذي وضعته فيه”.

يضيف وائل “نالت زميلتي إلهام كلاماً في غاية السوء بحق سمعتها. بدأت السفيرة تنتقل من زميل إلى آخر بتوجيه الإهانات، وآخرهم أنا لأنني وقفت إلى جانب زملائي، ولم أشهد لصالحها ضدهم بعد أن ضغطت علي بطريقة غير مباشرة. كنت واضحاً معها وقلت لها بصراحة: “عندما يخطئ زميلي لن أقف معه، لكنني لن أفعل العكس أيضاً”. ووصل الأمر بها إلى سحب ملفات إحدى القضايا الموجهة ضد أحد الزملاء مني، لأنني لم أشهد ضده، واتهمتني بالرشوة والتقصير بالعمل، وقالت لنا حرفياً “أنتو أشخاص مو شاطرين غير بالوساخة”. أحضرت بديلاً عني، وأصدرت تعليمات لزملائي بعدم التعامل معي”.

ويتابع وائل “آخر فصول هذه القضية كان يوم الثلاثاء 19 يناير 2022، دخلت إلى السفارة ووجدت باب مكتبي مغلقاً ولم يسمح لي بدخوله. ومع ذلك أشعر بالرضا عن نفسي. المهم أنني لم أخطئ ولم أشهد زوراً بحق زملائي، وقضيتنا بخصوص الانتهاكات التي حصلت بحقنا مستمرة”.

رد السفيرة

سعت الكومبس للحصول على رد من السفيرة على الاتهامات الموجهة لها، ورسالة الشكوى الموجهة لوزير الخارجية، وبعض المحادثات التي تظهر توجيهها إهانة للموظفين. اتصلت الكومبس بهاتف السفيرة دون أن تتلقى رداً، وأرسلت بريداً إلكترونياً بالأسئلة دون أن تتمكن من الحصول على رد حتى ساعة نشر الموضوع.

قسم التحقيقات

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.