الكومبس – أخبار السويد: يشهد فندق غراند الفاخر في قلب العاصمة السويدية ستوكهولم، الاجتماع السنوي لمجموعة بيلدربيرغ، التي تضم نخبة من صناع القرار في السياسة والاقتصاد العالمي، وسط غموض وتكتم شديدين. فيما تأكدت مشاركة رئيس الوزراء أولف كريسترشون في الاجتماع نفسه.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، هانا سترومبيري، إن كريسترشون تلقى دعوة للمشاركة في جلسة نقاش تُعقد مساء اليوم الخميس، ضمن افتتاح المؤتمر، لافتة إلى أن “النقاش سيركز على القدرة التنافسية للسويد والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دعم السويد لأوكرانيا”، كما نقلت وكالة TT.
قادة دول ورؤساء أحزاب.. والناتو
ويشارك في الاجتماع من السويد كذلك رئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون، وررئيسة حزب المسيحيين الديمقراطيين إيبا بوش ورجال أعمال وشخصيات.
ومن بين أبرز القادة السياسيين المشاركين ملك هولندا فيليم ألكسندر، رئيس فنلندا ألكسندر ستوب، الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الأمين العام السابق للحلف ينس ستولتنبري، رئيسة وزراء فنلندا السابقة سانا مارين، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
عملية أمنية للشرطة
وأكدت الشرطة وجود “عملية جارية في المناطق المركزية من استوكهولم” لكنها رفضت الكشف عن تفاصيل، مكتفية بالقول إن “الاجتماع ذو طابع خاص ويشهد حضور عدد كبير من الشخصيات المحمية، ما يستوجب ترتيبات أمنية خاصة”، حسب ما صرح به المتحدث باسم الشرطة بير فاهلستروم.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن مجموعة بيلدربيرغ حجزت الفندق بالكامل لعدة أيام.

نخبة عالمية تؤثر بعيداً عن الأضواء
وتُعرف مجموعة بيلدربيرغ، التي تأسست عام 1954 لتعزيز العلاقات بين أوروبا وأمريكا الشمالية، بأنها تجمع غير رسمي يضم رؤساء دول، وزراء، قادة شركات كبرى، وخبراء في السياسة والاقتصاد، يتبادلون الآراء حول قضايا دولية مهمة بعيداً عن وسائل الإعلام.
وعادة ما تستضيف اجتماعاتها بين 120 و150 شخصية، دون السماح بتسجيل المحادثات أو الكشف عما يُقال داخل القاعات.
انتقادات لغياب الشفافية
ووصفت البروفيسورة في علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية كريستينا غارستن في تصريح لـTT المجموعة بأنها “أقرب إلى تجمع فكري غير رسمي”، وأضافت أن “الاجتماعات لا تتخذ قرارات رسمية لكن المشاركين قادرون على التأثير عبر شبكاتهم ونقل القضايا إلى مراكز صنع القرار”.
ورغم أن المجموعة تحرص على خلق “مساحة آمنة” للنقاش، كما تقول غارستن، إلا أن غياب الشفافية يثير تساؤلات حول طبيعة المواضيع المطروحة ومدى تأثيرها على السياسة العالمية.
رئيسة الاشتراكيين السابقة: رجال غريبون وأقوياء يشربون الويسكي ويدخنون السيجار
وتحدث وزيرة العمل السابقة ورئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين سابقاً، مونا سالين،لصحيفة أفتونبلادت عن تجربتها الشخصية مع المجموعة حين دُعيت إلى اجتماعها عام 1996 في مدينة تورونتو الكندية.
وقالت سالين إنه كان اجتماعاً لرجال “غريبين وأقوياء يشربون الويسكي ويدخنون السيجار”، مشيرة إلى أنها شعرت بالتهميش في كثير من الأحيان. وأضافت: “جلست إلى جانب ملكة هولندا بياتريكس، وكان هناك أيضاً ديفيد روكفلر وهنري كيسنجر، لكن لم يكن من السهل المشاركة في النقاشات”.
ورغم أن المحادثات دارت حول مواضيع هامة، فإن سالين قالت إن الاجتماع لم يكن من أفضل اللقاءات السياسية التي حضرتها، وأضافت: “كان هناك مزيج من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مثيرون للاهتمام، وجاؤوا لأنفسهم بقدر ما جاؤوا من أجل المواضيع المطروحة”.
وأشارت إلى أن القاعدة الأهم كانت عدم نقل أو تسريب أي من محتوى النقاشات أو هوية المتحدثين.
يُذكر أن الاجتماع السابق للمجموعة عُقد العام الماضي في مدريد، وشارك فيه شخصيات مثل الأمين العام السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبري، مؤسس منصة سبوتيفاي دانييل إيك، ورجل الأعمال السويدي البارز ماركوس فالينبري.