الكومبس – تحقيقات: تختلف العادات والتّقاليد بين بلد وآخر ولكن تجتمع هنا في السّويد فتتزامن هذا العام الاحتفالات بعيد منتصف الصّيف مع شهر رمضان المبارك ليعلن شهر حزيران عن كم المحبة والتآّلف وتبادل الثّقافات بين الشعوب.
من المؤكد ان الاختلاف كبير بين العادات والتّقاليد إن أردنا المقارنة بين عادات السّويديين وعادات القادمين الجدد للسويد، ولكن دوما هناك فسحة ليعيش الانسان ويتأقلم بمكانه الجديد، كما ان هناك فسحة للسّويدي للتعرّف على عادات وطقوس جديدة .
رغم كل الاختلاف بين التّقاليد والطّقوس ولكن تبقى نقاط التّلاقي كثيرة ، هل حاولتم التّفكير بذلك سابقا؟
إن العادات هي أكثر نقاط التّشابه بين عيد منتصف الصيف و شهر رمضان حيث يأخذ كل من العائلة والأصدقاء الحيّز الأكبر بكلاهما ويجتمعون حول موائد الطعام المزيّنة بالمأكولات والحلويات والمشروبات التقليدية.
العادات هي أكثر نقاط التّشابه بين عيد منتصف الصيف و شهر رمضان
يعتبر شهر رمضان شهر ذو أهمية كبيرة لدى الكثيرين وله طقوسه الخاصة فهو شهر التّسامح والصّيام والفرح، شهر لقاء الأحبة والأقارب حيث يلتقي في اليوم الأول من الشّهر جميع أفراد العائلة في بيت الجّد وينتظر جميع الأحفاد “العيدية ” كما تقال بالتعبير الشائع وهي عبارة عن نقود يعطيها الجد لأحفاده ليدخل الفرح لقلوبهم وبالطبع يكون هناك اهتمام خاص بإعداد أشهى الأطعمة وأشهى الحلويات كما تزدحم الشّوارع والأسواق لشراء ثياب العيد ويترقّب الجميع شاشة التّلفاز لما فيها من نكهة مغايرة في هذا الشهر.
كما يعتبر عيد منتصف الصيف يوما مختلفا بالنسبة للسويديين وهو يوم شعبي حيث يحتفل السّويديون بهذا اليوم ويلتقون بأقاربهم ويجري الاحتفال بالعادة وسط الطّبيعة، فيما يحلو للكثيرمن السّويديين ارتداء أزياءهم الشّعبية المطرّزة ويقومون بإعداد الأطعمة والمشروبات التقليدية الخاصة بهم كما يرقصون على شكل حلقات على أنغام الأغاني الشّعبية وجرى التّقليد أن تقوم الفتيات بهذا العيد بجمع سبعة أنواع من الزّهور بصمت وتسلّق سبعة أسوار ثم وضع الزّهور تحت الوسادة في ليلة منتصف الصيف للتنبؤ بفتى الأحلام المستقبلي.
محمد مكحل يتحدث عن تجربته
محمد مكحل عضو في الهيئة الإدارية للصليب الأحمر في أوميو يتكلّم عن تجربته بعد أكثر من عشرين عاما من إقامته في السّويد فيقول عند قدومه إلى السويد كانت أسئلة الاستفهام كثيرة عن عادات وتقاليد السّويديين واحتفالاتهم والاستغراب كان حاضرا دوما ولكن الفضول لمعرفة ما حوله كان سببا لمشاركته مع عائلته في احتفالات منتصف الصّيف فتعرّف بذلك على سبب احتفالهم بهذا العيد وطريقة احتفالهم وكانت نتيجة مشاركته شعوره بالفرح وأنه قادرعلى الانسجام مع الآخر .
محمد يدعو القادمين الجدد إلى المحافظة على العادات والتّقاليد الجيّدة وتوريثها للأولاد وتقبّل ثقافة الآخر وأخذ ما هو مناسب لهم. كما يدعو لمشاركة القادمين الجدد بعيد منتصف الصّيف وبشهر رمضان ليستطيعوا مشاركة السويديين باحتفالهم والتّعرف عليه وبالتالي تعريفهم على معنى شهر رمضان وعاداتهم وتقاليدهم خلال هذا الشهر فيشعر الانسان بقدرته على الاندماج في المجتمع الجديد.
لكل احتفال طابعه ونكهته الخاصة في حياة الانسان وله وقعه وأثره الإيجابي في نفسه فمجرد المشاركة في احتفالات ومناسبات جديدة ومختلفة عن ما تعوّد عليه في السابق يشعره بالفرح وبأنه جزء من المجتمع الجديد وبأنه قادر على التفاعل مع الآخرين والانفتاح على ما هو جديد ويعطيه حافزا للتكيّف مع كل ما هو جديد فيشعر بالأمان والطمأنينة والقدرة على إمكانية العيش بهدوء وبتآلف.
تستطيعون المشاركة بفعاليات ونشاطات أقرب مركز للصليب الأحمر
لا تنسوا أن لأطفالكم النّصيب الأكبر في الاحتفالات وخاصة إن استطعتم جذبهم بكل ما هو مفيد، كقادمين جدد تستطيعون المشاركة بفعاليات ونشاطات أقرب مركز للصليب الأحمر فمثلا تستطيعون بعيد منتصف الصّيف أن تعلّموا أولادكم طريقة صنع تيجان الزّهور وتزينوا رؤوسهم بها كما أن بإمكانكم مشاركة السّويديين بنشاطاتكم بشهر رمضان كتعليم الأطفال صناعة فانوس رمضان وتعريفهم على عاداتكم وتقاليدكم من خلال دعوتهم لموائدكم الرّمضانية فيشعرون بالنتيجة أن رمضان كريم بالفعل.
المكان والزّمان يلعبان دورا كبيرا في جعل الإحساس يتناغم مع ما حوله ، فعلى الرّغم من كل التّحديات وصراع الأفكار والمقارنة بين البلد الأصلي والبلد الجديد وكيفية معايشة التّقاليد في البلد الجديد، إلا أن الشّخص بإمكانه التعرّف عن ما حوله وبناء حيّز جديد له ليعيش تقاليده وعاداته ضمن مجتمعه الجديد وبذلك يشعر بالرضا والراحة وبأنه قادر على فعل ما يحبّ حتى لو لم يكن في مكانه السّابق.
لكم كلّ الحق بأن تفرحوا فلا تبخلوا على انفسكم بذلك بل اجعلوا من هذه الأيام أعياد دائمة في تقويمكم السنوي.
الصليب الأحمر