اسأل سيكولوج: ما الضرر من الاستمرار في علاقة أنا غير سعيد فيها؟

: 7/18/23, 3:57 PM
Updated: 7/18/23, 4:04 PM
اسأل سيكولوج: ما الضرر من الاستمرار في علاقة أنا غير سعيد فيها؟

كثيراً ما نختبر مشاعر وأفكار يصعب علينا فهمها أو تحليلها، ونمر بتجارب وتحديات نشعر أننا بحاجة لاستشارة شخص بها. لذلك قررنا أن نكون حلقة وصل بينكم وبين الاخصائيين النفسيين، نعرض أسئلتكم عليهم ثم نقدم لكم الإجابات.

جاءنا سؤال من أحد متابعينا قال فيه: “ما الضرر من الاستمرار في علاقة مع شخص أنا لا أتقبله، وأشعر أنني مجبر على العيش معه؟ هل هناك ما يمكن فعله، أم علي تقبل الأمر والرضوخ للأمر الواقع؟ هل الحل هو التعايش أم الرحيل؟”

ستجيب على السؤال الاخصائية النفسية رائدة إلياس:

عزيزي صاحب السؤال، من الصعب أن يستمر الإنسان في علاقة، هو غير سعيد بها. فالأمر يُفقده تدريجياً مشاعر مهمة مثل الشغف والفرح والإقبال على الحياة. يزيد عنده الشعور بالملل والحزن، ويمكن في مراحل متقدمة أن يصاب بالاكتئاب أيضاً.

وعواقب هذا الأمر ليست فقط نفسية، بل جسدية أيضاً. فالحزن يضعف مناعة الجسم ويجعله أكثر عرضة للأمراض. فيتأثر نومه ويمكن أن يصاب بالقرحة، مثلاً بسبب الضغط النفسي.

من المفترض أن يكون البيت هو مكان الراحة والأمان بالنسبة لنا. في اللحظة التي نفتح فيها باب بيتنا، يجب أن نرتاح ونترك خلفنا كل ما مررنا به خلال اليوم. فكيف ستعيش إن لم تكن مرتاحاً حتى في بيتك؟

ما لا يعرفه الناس عن “التعاسة” هو أنها معدية! فإن كان لديكم أولاد مثلاً من الممكن أن تنقل هذا الشعور لهم.

الاخصائية النفسية رائدة إلياس

نصيحتي لك هي أن تحدد أولاً طبيعة العلاقة التي أنت فيها. فهل هي ما نطلق عليه “علاقة سامة”؟ تتسم هذه العلاقات عادةً بعدم الشعور بالأمان وتصحبها مشاعر مثل التعاسة والحزن والكآبة. وعادة تكون هذه العلاقات مع شخص مُستغِل، يأخذ أكثر مما يعطي، ويجعلك تشعر بالضعف والاستنزاف. فيُشعرِك أن ما تعطيه ليس كافياً. وإذا قام بشيء صغير من أجلك، فغالباً ما يضغط عليك بعدها ليشعرك بالذنب، إذا رفضت طلباً من طلباته.

في هذه العلاقات عادة يغيب الاحترام، ولا تشعر أن احتياجاتك مُجابة. قد تلاحظ أنك تميل إلى تجنب الحديث مع هذا الشخص لتجنب المشاكل، وتشعر أنك مخطئ وملام دائماً، بدون سبب واضح.

ولكن العلاقات ليست أبيض وأسود. فمن الممكن جداً أن يظهر لك هذا الشخص مشاعر حبّ أيضاً، مما يجعل خروجك من العلاقة صعباً. فتبدأ بالشك بنفسك وفي رؤيتك وتحليلك للأمور. وأحياناً يثير الطرف الآخر هذه الأفكار لديك، ويجعلك تعتقد أنك أنت المشكلة.

لا أعرف وضعك تحديداً، فربما أنت مضطر للبقاء في هذه العلاقة لفترة قبل أن تستطيع الانفصال. وهذا قد يكون حكيماً في كثير من الأحيان، فالشخص بحاجة أن يتهيأ نفسياً ومادياً وعملياً للانفصال. ولكن خلال فترة البقاء هذه، أنصحك بوضع حدودٍ بينك وبين شريكك. حاول أن تتفادى المشكلات بشكل واعي. فكر أن “البقاء للأروق وليس الأقوى في هذا الخلاف”. حاول أن تكون هادئا في تعاطيك مع المشكلات. ووزع طاقتك في أماكن مختلفة، فلا تجعل شريكك هو محور تركيزك وحياتك. اشترك في نشاطات وطور مهاراتك خارج العلاقة، حتى تستطيع أن تنفصل بطريقة دبلوماسية لا عدائية.

أتمنى أن أكون قد أجبت على سؤالك.

رائدة إلياس.

لكل من لديه أسئلة يود أن يطرحها على أخصائي نفسي، تواصلوا معنا عبر رسالة على الفيس بوك أو انستجرام أو عن طريق البريد الإلكتروني: sara@alkompis.com

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.