استطلاع للكومبس: كتلة اليمين تخسر أصوات ناطقين بالعربية بعد أحداث غزة

: 11/24/23, 4:22 PM
Updated: 11/24/23, 4:35 PM
استطلاع للكومبس: كتلة اليمين تخسر أصوات ناطقين بالعربية بعد أحداث غزة

الثقة بالسياسيين تتدهور.. والغالبية غير راضين عن المواقف
الدعم للاشتراكي واليسار يرتفع بحدة.. وزيادة في الدعم لـSD
خبير: الاستطلاع يعكس ما يشعر به كثير من الناطقين بالعربية

الكومبس – خاص: تؤثر أحداث غزة على توجهات الناخبين الناطقين بالعربية من متابعي الكومبس، في السويد. 86 بالمئة يقولون إنهم “غير راضين” عن مواقف الساسة السويديين فيما يتعلق بالتطورات الجارية في غزة وإسرائيل. في حين يبدو كثير من الناخبين مستعدين لتغيير الكتلة السياسية التي صوتوا لها بناء على مواقفها من أحداث غزة.

استطلاع أجرته الكومبس لمتابعيها أظهر أن 66.8 بالمئة من المستطلعة آراؤهم “غير راضين إطلاقاً” عن مواقف السياسيين، وقال 18.9 بالمئة إنهم “غير راضين”، مقابل 4 بالمئة “راضون إلى حد ما”، و1.5 بالمئة “راضون تماماً”، و8.6 بالمئة حياديون.

وكانت الحكومة السويدية أدانت الهجوم الذي شنته حركة حماس، التي يصنفها الغرب منظمة إرهابية، في 7 أكتوبر وأوقع 1200 قتيل إسرائيلي، حسب المصادر الإسرائيلية. وأكدت الحكومة مراراً على لسان رئيس وزرائها أولف كريسترشون ووزير خارجيتها توبياس بيلستروم أن السويد تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن وفقاً للقانون الدولي.

وردّت إسرائيل على هجوم حماس بقصف تواصل طيلة 47 يوماً وأوقع أكثر من 14 ألف قتيل، حسب المصادر الفلسطينية.

وفي الاستطلاع الذي أجرته الكومبس، عبّر 95.8 بالمئة من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأنه يجب على السويد أن تدعم وقفاً دولياً لإطلاق النار في غزة، مقابل 2.2 بالمئة لا يعتقدون بذلك، و2 بالمئة لم يحددوا موقفهم.

​وعن مواقف الأحزاب من قضية وقف إطلاق النار، قال 31.9 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يعرفون أي الأحزاب السويدية تدعم ذلك. في حين قال 38.3 بالمئة إن حزب اليسار يدعم وقف إطلاق النار، مقابل 29.2 بالمئة لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين. وكان لافتاً أن 12.8 بالمئة يعتبرون أنه لا يوجد حزب سياسي يدعم وقف النار.

وكانت رئيسة حزب اليسار، نوشي دادغوستار طالبت في 15 نوفمبر الحكومة السويدية بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وامتنعت حكومة السويد عن التصويت في الأمم المتحدة لصالح قرار يطالب بوقف إطلاق النار. بينما توصلت إسرائيل وحركة حماس لاحقاً إلى اتفاق من خلال وسطاء قضى بهدنة مدتها 4 أيام تبدأ اليوم الجمعة.

وثار في السويد جدل حول مظاهرات خرجت دعماً للفلسطينيين وتخللتها هتافات ومواقف انتقدها إعلاميون وسياسيون. وفي استطلاع الكومبس قال حوالي 78 بالمئة من المشاركين إنهم شعروا بالقلق من التعبير عن رأيهم بشأن القضية الفلسطينية مؤخراً، مرات متفاوتة، بين من قال إنه يشعر بالقلق دائماً، وبين من قال إن الشعور بالقلق يحدث أحياناً. ​

الاستطلاع أظهر أيضاً تراجعاً حاداً في ثقة المستطلعة آراؤهم بالسياسيين عموماً. حوالي 75 بالمئة قالوا إن ثقتهم بالسياسيين تدهورت، مقابل حوالي 11 بالمئة تحسنت ثقتهم بالسياسيين، في حين لم تتغير ثقة 13 بالمئة سلباً أو إيجاباً.

الباحث السابق في العلوم السياسية في جامعة أوبسالا، والأستاذ المحاضر في الاقتصاد الوطني في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU) Gustav Agneman علّق على نتائج الاستطلاع بالقول “رغم بعض القيود في الاستطلاع، أعتقد بأنه يعكس بشكل جيد ما يشعر به كثير من الناطقين باللغة العربية في السويد. إنها بلا شك قضية مهمة جداً لكثير من الناس. ونرى كيف أن الثقة في السياسيين السويديين، والتي كانت منخفضة بالفعل بين هذه المجموعة من الناخبين، تدهورت بشكل حاد خلال وقت قصير”.

رسم بياني يظهر مدى رضى المستطلعة آراؤهم عن مواقف السياسيين تجاه أحداث غزة Bild: Alkompis

تأثير أحداث غزة على الانتخابات

وفي تأثير أحداث غزة على طريقة تصويت الناخبين الناطقين بالعربية من متابعي الكومبس، أظهر الاستطلاع تغيراً واضحاً، حيث زاد الدعم للاشتراكيين الديمقراطيين وحزب اليسار بشكل حاد. وكان لافتاً دعم حزب مثل “نيانس” تراجع بشكل حاد، في حين ازداد الدعم لديمقراطيي السويد (SD).

كما أظهر الاستطلاع استعداداً بين ناخبي كتلة اليمين لتغيير الكتلة التي سيصوتون لها تأثراً بمواقف أحزابها من أحداث غزة، حيث قال 52.8 بالمئة منهم إنهم مستعدون لتغيير تصويتهم. في حين قالت غالبية ناخبي كتلة اليسار (72 بالمئة) إنها غير مستعدة لتغيير اتجاه تصويتها.

وجدير بالذكر أن نتائج الاستطلاع في هذا الجانب لا تمثل مقياساً لتصويت الناخبين الناطقين بالعربية الآن، بل تظهر تغير توجهات الناخبين المشاركين في الاستطلاع.

وقال غوستاف أغنيمان تعليقاً على النتائج “من الواضح أن هناك استياء كبيراً من مواقف الحكومة. يعتقد جميع المشاركين في الاستطلاع تقريباً بأن السويد يجب أن تتخذ موقفاً واضحاً لصالح وقف إطلاق النار في غزة، في حين اختارت الحكومة الامتناع عن التصويت في التصويت على قرار للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. حزب اليسار هو الحزب الذي يرى معظم المشاركين في الاستطلاع أنه اتخذ موقفاً مؤيداً لوقف إطلاق النار، وربما يفسر هذا سبب تزايد الدعم له بشكل حاد”.

وأضاف أغنيمان “كثير من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون بأن الاشتراكيين الديمقراطيين اتخذوا موقفاً مؤيداً لوقف إطلاق النار. وقد يفسر ذلك سبب تزايد الدعم لهم أيضاً، رغم الانتقادات الداخلية بشأن عدم اتخاذ الحزب موقفاً مؤيداً لوقف إطلاق النار”.

ورداً على سؤال “هل من الشائع أن تؤثر الصراعات في أجزاء أخرى من العالم على كيفية تصويت الناس في السويد؟”، أجاب أغنيمان “إذا نظرنا إلى الناخبين ككل، فإن قضايا السياسة الخارجية عادة ما تنتهي في أسفل قائمة القضايا السياسية الأكثر أهمية. لكن بالنسبة لعدد متزايد من الناخبين الذين لهم جذور في بلدان أخرى، فإن السياسة الخارجية يمكن أن تكون حاسمة بشكل مطلق في اختيار الحزب الذي يصوتون له. نرى ذلك بوضوح في استطلاعكم، حيث تشير نسبة كبيرة نسبياً من المشاركين إلى أنهم سيفكرون في تبديل الكتلة السياسية إذا كان الطرف الآخر يمثل وجهات نظرهم بشكل أفضل بشأن القضية الفلسطينية. وتظهر المظاهرات الكبيرة في جميع أنحاء البلاد أيضاً أن هذه القضية توجد اهتماماً سياسياً يمتد إلى ما بعد يوم الانتخابات”.

عن الاستطلاع

أجري الاستطلاع في الفترة من 7 إلى 15 نوفمبر وشارك فيه 407 مشاركين. ولا يعتبر الاستطلاع آمناً من الناحية الإحصائية العلمية وهو لا يمثل سوى عينة من المتحدثين باللغة العربية في السويد.

وصّل صوتك

تلعب استطلاعات الرأي دوراً مهماً في صناعة القرار في السويد، وتسهم في إظهار آراء الناس تجاه القضايا. لكن غالباً ما تغيب أصوات المهاجرين عن هذه الاستطلاعات، لذلك بات بإمكان الناطقين بالعربية المشاركة في استطلاعات الرأي باللغة العربية عبر منصة “وصّل صوتك” التي أطلقتها الكومبس بالتعاون مع مركز ديموسكوب.

ويمكن للراغبين بإيصال صوتهم التسجيل عبر رابط المنصة: panel.alkompis.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.