الكومبس – أخبار السويد: كشف تقرير جديد صادر عن مؤسسة “أسبوع يارفا” بالتعاون مع نقابة الشرطة السويدية ، أن ثلثي سكان المناطق المصنفة كـ”مناطق ضعيفة” في السويد لديهم ثقة كبيرة في الشرطة، وهو ما يتناقض مع الصورة التي يحملها كثير من عناصر الشرطة عن موقف السكان منهم.
وبحسب نتائج الاستطلاع، أعرب 66 بالمئة من المشاركين من سكان هذه المناطق عن ثقتهم القوية بجهاز الشرطة، في حين توقّع 25 بالمئة فقط من الضباط أن يحظوا بهذه الثقة.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “أسبوع يارفا”، أحمد عبد الرحمن، لصحيفة DN، إن الفجوة بين تصورات الطرفين “تشكّل فرصة لفتح حوار مباشر وبنّاء”.
فجوة في التصورات وفرصة للحوار
وشمل الاستطلاع لأول مرة كلاً من سكان المناطق الضعيفة وعناصر الشرطة العاملين فيها، وطرحت عليهم نفس الأسئلة بشأن نظرتهم المتبادلة.
وأظهرت النتائج تبايناً كبيراً بين الواقع والانطباعات، حيث يعتقد 75 بالمئة من الضباط أن السكان لا يثقون بهم، في حين عبّر 66 بالمئة من السكان عن ثقة قوية بالشرطة.
وعلّق عبد الرحمن على النتائج بالقول: “هذا التباين يشير إلى خطر حقيقي، لكنه في الوقت نفسه يمثل فرصة. فغياب الحوار بين الجانبين يجعل كلاً منهما يعيش في عالمه الخاص ويتصور الطرف الآخر بشكل مغلوط”.
من جانبها، أكدت رئيسة نقابة الشرطة، كاتارينا فون سيدوف، أهمية هذه النتائج في تحسين العلاقة بين الشرطة والسكان، وقالت: “يوجد الكثير من الأمور التي يمكن البناء عليها لتعزيز الحوار والشعور بالأمان”.
رغبة في التعاون… لكن الخوف من الشهادة مستمر
وتناول التقرير أيضاً استعداد السكان للتعاون مع الشرطة، حيث أبدى 82 بالمئة من المشاركين استعدادهم للاتصال بالشرطة عبر الرقم 112 عند وقوع جريمة.
إلا أن الاستعداد للشهادة أمام القضاء لا يزال منخفضاً، إذ أبدى 25 بالمئة فقط رغبتهم في الإدلاء بشهاداتهم في المحكمة.
تأكيد الأحكام المسبقة
ومن بين النتائج المثيرة للقلق، أن نصف السكان تقريباً يعتقدون أن الشرطة يحملون أحكاماً مسبقة تجاههم. واللافت أن أكثر من نصف الضباط، بنسبة 52 بالمئة، أقرّوا بوجود هذه النظرة.
وفي تعليقه على هذه النقطة، قال عبد الرحمن: “رغم أن هذا ليس أمراً إيجابياً بحد ذاته، إلا أن الاعتراف بوجود مشكلة يُظهر قدراً من الوعي، وهذا بحد ذاته خطوة مهمة. الآن يبقى السؤال: كيف يمكننا التصرف بناءً على هذا الوعي؟”.
أما كاتارينا فون سيدوف، فرأت أن نتائج التقرير قد تعكس نظرة داخلية لدى عناصر الشرطة أنفسهم، موضحة: “أعتقد أن من يعملون في هذه المناطق يشعرون بأن زملاءهم في الشرطة لديهم أحكام مسبقة تجاه سكان المناطق الضعيفة. لكن بغض النظر عن ذلك، يتوجب على جهاز الشرطة أن يأخذ هذه الأرقام على محمل الجد، ونحن في النقابة نريد أن نكون جزءاً من العمل اللازم لمواجهة هذا الواقع”.
استطلاع سنوي
وتخطط مؤسسة “Järvaveckan”، التي بادرت إلى هذه الدراسة، لتكرارها سنوياً من أجل تتبّع تطور العلاقة بين الشرطة وسكان هذه المناطق.
وقال أحمد عبد الرحمن: “من الضروري جداً أن يستند الحوار إلى حقائق موثوقة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي منحت فيها الدولة الشرطة سلطات واسعة، وهي سلطات من المتوقع أن تزداد مستقبلاً، في حين يُحمّل سكان هذه المناطق مسؤولية فشل الاندماج، ويُتهمون بالارتباط بالجريمة، رغم أنهم أيضاً الضحايا الأشد تضرراً من تلك الجرائم”.
أسبوع يارفا ينطلق اليوم
يُذكر أن منطقة يارفا في شمال غرب ستوكهولم تشهد اليوم انطلاق النسخة التاسعة من فعاليات “أسبوع يارفا” (Järvaveckan)، حيث تستعد منطقة سوبنغا لاستقبال آلاف الزوار بين 11 و14 يونيو، ضمن برنامج متنوع يشمل أنشطة سياسية وثقافية وفنية.