اكتُشفت وفاته بعد 4 سنوات.. قصة المهاجر “الأكثر وحدة” في السويد

: 2/3/21, 4:28 PM
Updated: 2/3/21, 4:34 PM
Foto: Stefan Spassov/unsplash
Foto: Stefan Spassov/unsplash

الكومبس – ستوكهولم: لم يلحظ أحد اختفاء برانيسلاف تيسانوفيتش طيلة 3 سنوات و8 أشهر، حتى وجد ميتاً في منزله خريف العام 2019، لكنه بعد وفاته اثار اهتمام وسائل الإعلام السويدية حتى لقب بـ”رمز الوحدة” في السويد.

واليوم بث التلفزيون السويدي فيديو عن تيسانوفيتش لسرد قصة الرجل الذي كان ربما أكثر الناس عزلة في السويد.

كان تيسانوفيتش يبلغ من العمر 78 عاماً عندما توفي. وتشير الدلائل إلى أنه رحل في 10 آذار/مارس 2016 ، اليوم التالي لعيد ميلاده، لأن ورقة التقويم التي لم تتم إزالتها عن الجدار كانت 11 آذار/مارس. واكتشفت الشرطة هذا عندما فتحت الباب، بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر وثمانية أيام. وكان الراديو لا يزال قيد التشغيل في الشقة. وقال المحقق في شرطة ستوكهولم ماتس شيمي “كان مستلقياً على بطنه في زاوية من الشقة. بدا الأمر كما لو أنه نهض ثم انهار وبقي هناك”.

رحيل تراجيدي

ووفقاً للشرطة، توفي برانيسلاف تيسانوفيتش لأسباب طبيعية. واستمر دفع فواتيره بعد وفاته عن طريق الخصم الآلي. ولم يلحظ أحد أنه اختفى من الحياة إلى أن لفت الجيران انتباه صاحب المنزل إليه، فاتصل بدوره بالشرطة.

يقول شيمي “إنه أمر غير عادي ومأسوي جداً ألا يلحظ أحد وفاته. كان يعيش هناك منذ أكثر من 40 عاماً”.

وحظي مصير تيسانوفيتش باهتمام كبير في وسائل الإعلام، وأطلق عليه في مقال صحفي “رجل ستوكهولم الأكثر عزلة”. لكن السؤال عن شكل حياته، ولماذا مات دون أن يلاحظ أحد ذلك، ظل دون إجابة.

لينا دالبيري أستاذة جامعية وباحثة في موضوعات الشعور بالوحدة بين كبار السن في دول الشمال، تقول “لا يمكن قول أي شيء عن الوحدة، لأننا لا نعرف ما إذا كان هذا الشخص يعاني من الشعور بالوحدة. لكن ليس هناك شك في أنه كان معزولاً اجتماعياً”.

وحاول معدو التحقيق التلفزيوني الوصول إلى كل من يعرفون الرجل، وقال القلائل الذين أمكن الوصول إليهم إنه كان شخصاً ودوداً ومتواضعاً ومنطقياً. وقال مفيد ميهاليفيتش إنه كان من آخر من قابلوه قبل وفاته. وشوهد الاثنان أحياناً في مطعم يملكه مفيد مع شقيقه.

يقول مفيد “إنه شخص منفتح على الآخرين. أي شخص يريد التحدث إليه يستطيع ذلك، لكنه كان متشككاً بعض الشيء في بعض الأحيان (..) أخبرني أنه ليس لديه أحد في حياته”.

جاء برانيسلاف تيسانوفيتش من صربيا إلى السويد في العام 1966 وانتقل إلى ستوكهولم في أوائل السبعينيات. وعمل كعامل معادن ضمن مهن أخرى. وانتهى به الأمر في شركة Siemens Elema حيث عمل لأكثر من 18 عاماً قبل تقاعده.

يقول زميله السابق في العمل كورت دونرشتول “لم يكن يسعى للتواصل مع الآخرين، ربما كان أكثر ميلاً للتفكير”.

ليس حالة فريدة

إحصاءات مكتب الإحصاء السويدي تظهر أن أكثر من 300 ألف شخص كانوا معزولين اجتماعياً (قبل انتشار جائحة كورونا) ولديهم قليل جداً من التواصل مع الأقارب والأصدقاء والمعارف. لذلك يبدو أن مصير برانيسلاف تيسانوفيتش ليس فريداً في السويد. ويقول ماتس شيمي، الذي يعمل عل حالات الاشخاص الذين يعيشون بمفردهم، إنه يسجل حالة واحدة من العزلة الاجتماعية كل أسبوع ، وأحياناً أكثر.

ويضيف “أعتقد بأن من الصواب رواية قصة الرجل. هناك كثيرون ممن قد يكونون في الوضع نفسه. وقد يحفزهم ذلك على التواصل مع الجيران أو الأقارب”.

له أخت

في رسالة مكتوبة بخط اليد أرسلها إلى مصلحة المهاجرين (كما كان اسمها) في العام 1987، كتب برانيسلاف تيسانوفيتش نفسه أنه لم يكن على اتصال بأي شخص في وطنه طيلة الـ15 عاماً الماضية. وعندما تم دفنه، في كانون الثاني/يناير 2020، لم تجد السلطات السويدية أي أقارب. لكن في وثيقة ميلاده بدا أن له أخت لم تعثر عليها السلطات السويدية قبل الجنازة. غير أن مراسل التلفزيون السويدي في بلغراد عثر على الأخت برانويكا ستيفانوفيتش التي قالت “لا أدري ماذا كان يحمل بداخله ليعيش كل هذه العزلة. يبدو أنه كان شعوراً ثقيلاً جداً”.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.