الأجانب منقسمون في تقييم النظام الصحي السويدي بين منتقد ومؤيد

: 4/30/14, 4:14 PM
Updated: 4/30/14, 4:14 PM
الأجانب منقسمون في تقييم النظام الصحي السويدي بين منتقد ومؤيد

الكومبس – خاص: ستة أشهر من الألم قضتها فاليريا دامير متنقلة بين البيت والمستشفى والتشخيص الذي حصلت عليه مرارا وتكرارا أنها مريضة نفسيا وآلام الجسد ليست إلا وهم، لكن إتضح فيما بعد أن ذلك غير صحيح.

الكومبس – خاص: ستة أشهر من الألم قضتها فاليريا دامير متنقلة بين البيت والمستشفى والتشخيص الذي حصلت عليه مرارا وتكرارا أنها مريضة نفسيا وآلام الجسد ليست إلا وهم، لكن إتضح فيما بعد أن ذلك غير صحيح.

بدأت حكايتها بعد إنجابها لإبنتها، وكانت تشكو دائما من ألم في بطنها ينتقل الى ظهرها وأطرافها، ذهبت حينها الى مركز الرعاية فكان الجواب أن هذا الألم طبيعي بعد الولادة، لكن الألم أخذ بالإزدياد فكررت الزيارة وأجروا لها التحاليل اللازمة، وبعد فحص الدم تبين وجود إلتهاب، وأعطوها على هذا الإعتبار مضاداً حيويّاً، بعد بضعة أيام من الراحة عاد الألم مضاعفا، فاعتقد الطبيب أن المشكلة تكمن في المعدة، فقرر إجراء تنظير، أثناء التنظير أخذت فاليريا بالصراخ والبكاء لذا إعتقد الطبيب على أساس صراخها، بأن ألمها ناتج عن حالة نفسية، لانه يعتقد بانه لايوجد مريض لديه مثل تلك ردة الفعل لمجرد فحص تنظير، وذلك بحسب ما روته لـ " الكومبس " المريضة.

فاليريا2.jpg

فاليريا

تستذكر فاليريا المقيمة في مدينة فيستروس لحظات الألم وتقول "أقرب الناس لي بدؤوا يشكّوا أني أتوهم، لكن إصراري أجبر زوجي على مرافقتي الى المستشفى وهناك طلب غاضبا من الطبيب أن أخضع لتصوير طبقي محور لكافة أجزاء الجسم، لكن الطبيب اعتبر أن زوجي يملي عليه مايجب فعله ورفض ما أراده".

تتابع فاليريا: " بعد ذلك استلم ملفي طبيب آخر والأخير وافق على تصويري، وبعد عودتنا الى البيت ليست إلا ساعة واحدة واتصل الطبيب طالبا منا القدوم بشكل فوري للمستشفى، وهناك أعلمنا أن الإلتهاب في الجسم تجمع وشكل كيس مياه تحت القلب مباشرة ويجب إزالته لأن بقائه هو خطر على حياتك".

فاليريا وبعد ستة أشهر من المعاناة فقدت الثقة في الطب فرفضت إجراء العملية وطلبت العلاج بالأدوية وكان ما أرادت وهي اليوم بصحة جيدة.

مريم وحفيدتها سلاف.jpg

مريم وحفيدتها سلاف

السويد أنقذت حياتي وقدر لي أن أرى أولاد أحفادي

في مقابل ذلك هناك تجربة أخرى لمريم حنا البالغة من العمر 83 عاماً، تعتبر أن الطب والرعاية الصحية في السويد أنقذا حياتها.

فمريم التي تعيش في ستوكهولم زارت سوريا منذ إحدى عشر عاما، هناك شعرت بألم شديد فشخص لها الطبيب السوري أن لديها سرطان في الرحم ويجب أن تستأصله قبل السفر الى السويد، رفضت مريم وغادرت دمشق.

تدخل مريم في التفاصيل الدقيقة ويبدو أن العمر لم يرهق ذاكرتها ولاحتى جسدها فتقول: "قبل أن أضع حقائب السفر في البيت ذهبت الى المستشفى وعرضت عليهم الصور وكان جوابهم لاتخافي لأن حجم السرطان في الرحم صغير للغاية ولاتحتاجين لعملية جراحية لأن هذا الخيار سيؤثر سلبا، وآثروا حرق مكانه، وبعد ثلاث سنوات من المراقبة والعناية الشديدة قال لي الطبيب أنت بخير ولم يعد للمرض أي أثر".

مريم وبناء على خبرتها الشخصية لمدة 35 عاماً أمضتهم في ستوكهولم ترفض رفضا قاطعا أي نقد للطب في السويد وتعبتر أن العناية التي يتلقاها المريض لايوجد لها مثيل في أي دولة أخرى.

medical-technology.jpg

أسعف شخصا حياته في خطر وهو في الطوارئ

النظام الطبي في السويد مثل الكثير من جوانب الحياة الأخرى، هناك من يجده جيداً وهناك من يعتبره متأخراً ومنهم الدكتور عماد الذي وفد حديثا الى السويد والذي فوجىء على حد تعبيره بسوء الوضع الطبي.

ويوضح عماد سبب قناعته بحدة ويقول " اصطحبت زوجتي الحامل ولديها كريزة للكلاوي، وهناك أجبرونا على الإنتظار أربع ساعات بحجة عدم وجود إلا طبيب مناوب واحد، وأثناء الإنتظار رأيت رجل أربعيني عليه أعراض احتشاء في القلب ففحصته وذهبت مسرعا للممرضة وقلت هذا الشخص إن لم يتم علاجه سيموت خلال دقائق، حينها فقط اهتموا بحالته كثيراً ".

رأي الدكتور عماد تخالفه ماري التي أمضت 10 سنوات في السويد وتقول " أنا أتفهم العرب الوافدين من الشرق لأنهم اعتادوا على الخدمة السريعة لأن الطب في كثير من دول الشرق هو تجارة فيتنافس الأطباء كالتجار تماما، لكن هذا لايعني بالضرورة أن السرعة تؤدي للشفاء، وأحيانا كثيرة تفضي الى الموت".

طبيب مختص "غالبية المرضى اعتادوا أن كل مرض شفائه الدواء"

كشفت الدراسات الأخيرة أن السويد تعاني من نقص حاد في عدد الأطباء وتعتمد بشكل رئيسي على الأجانب منهم حيث بلغ العدد وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الاحصاء المركزي في السويد أربعة عشر ألف طبيب أجنبي، من أصل 36 ألف طبيب يعملوا في أنحاء السويد، والدكتور محمد الخطيب (إختصاصي بالطب عام ) واحدا من الأطباء الوافدين وهو على صلة مباشرة بالعرب فيشرح لـ " الكومبس " أكثر عن النظام الطبي وسبب تعدد الآراء حياله فيقول: " النظام والتدقيق في الفحص هناك من يعتبره روتين لكن الحقيقة أن السويد تهتم بصحة الإنسان الى الحد الذي تتأنى بالتشخيص حتى لاتجازف بحياته، لكن القادمين من الشرق اعتادوا على نظام طبي معين فليس من السهولة الإقتناع بغيره ، وعلى سبيل المثال الكثير من المرضى قبل أن يغادرو العيادة يسألوني لن تعطينا وصفة طبية، لأن المريض اعتاد أن كل مرض شفائه الدواء وهم لايعلمون أن بعض الأطباء في الشرق لهم نسبة أرباح من الصيدليات التي يحيلوا إليها مرضاهم، لذا يخرج المريض ومطلوب منه أن يشتري 3 علب دواء وربما أكثر".

وعن السرعة في الإسعاف يشرح" هذه مشكلة أخرى نعاني منها فالكثير من المرضى لايلتزموا بنظام السويد ويتجهوا فورا الى المستشفى وهناك يضطروا للإنتظار لساعات، فبالطبع الطبيب المناوب لن يتمكن من فحص مايزيدعن 30 مريض بوقت واحد، لذا الأفضل الإتصال مسبقا على الرقم 1177 وعلى الهاتف يتم تقيم الحالة وحاجتها للإسعاف ويتم حجز موعد إسعافي عندها لن ينتظر المريض".

وختم الخطيب ان السويد تعاني من نقص في عدد الأطباء ورغم ذلك هي تقدم عناية كبيرة للجميع فالأجنبي عندما يأت الى السويد يخضع لفحوصات كاملة مجانية وإذا تطلب الأمر يجرى له عملية ويعامل الأجنبي معاملة السويدي تماما، وله حق في العناية الطبية مثل الآخرين".

سلاف يعقوب ابراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.