الكومبس – ستوكهولم: تجتمع اليوم جميع الأحزاب البرلمانية السويدية، عدا حزب سفاريا ديموكراتنا، بدعوة من رئيس الوزراء ستيفان لوفين للتباحث حول قضية الهجرة واللجوء نتيجة تزايد ضغوط تدفق اللاجئين إلى السويد.

ويستضيف وزير الهجرة Morgan Johansson ووزيرة سوق العمل Ylva Johansson اجتماع الأحزاب السياسية البرلمانية.

وقال وزير الهجرة Morgan Johansson لوكالة الأنباء السويدية TT “يجب وضع جميع الأسئلة المطروحة على الطاولة، لمناقشة حالة الطوارئ الناتجة عن أزمة اللجوء وكيفية معالجة هذه القضايا على المدى الطويل”.

وتعتبر مسألة الهجرة واللجوء واحدة من مجموعة من القضايا الخلافية والتي أثارت جدلاً كبيراً بين الأطراف السياسية السويدية.

وأدى تدفق أعداد كبيرة جداً وهائلة من اللاجئين إلى السويد إلى جعل العديد من البلديات تواجه ضغوطاً شديدة لاسيما في مجالات الرعاية الصحية والمدارس والخدمات الاجتماعية.

وتعاني البلديات من جملة أمور أهمها نقص السكن ومراكز إيواء اللاجئين، ولذلك فقد طالبت عدة جهات من الدولة وضع مبادئ توجيهية أكثر وضوحاً واتخاذ المزيد من التدابير للتعامل مع النتائج المترتبة على استقبال اللاجئين.

أراء ومطالب الأحزاب السياسية حول أزمة الهجرة واللجوء

ودعت أحزاب تحالف يمين الوسط المعارض ماعدا حزب الوسط Centerpartiet إلى منح طالبي اللجوء تصاريح إقامة مؤقتة بدلاً من الدائمة، حيث اعتبر التحالف أن هذا الاقتراح سيسرع من إجراءات توفير الحماية لأولئك اللاجئين الذين يحتاجون إليها حقاً.

بدورها اعتبرت الحكومة السويدية أن منح اللاجئين تصاريح إقامة دائمة هي وسيلة أكثر فعالية لحصول أولئك الناس على فرص عمل وترسيخ اندماجهم بالمجتمع.

وتسعى الحكومة أيضاً إلى إجبار جميع البلديات على استقبال المزيد من اللاجئين، حيث يؤيد الحكومة في مقترحها هذا كل من حزب الشعب والحزب المسيحي الديمقراطي، إلا أن حزب المحافظين يعارض بشدة مقترح الحكومة ويطالب بدلاً من ذلك بزيادة قيمة المساعدات المالية للبلديات التيس تستقبل أكبر عدد من اللاجئين.

ويرغب حزب المحافظين باتخاذ المزيد من الإصلاحات فيما يتعلق بسياسة اللجوء، منها على سبيل المثال وضع قائمة “البلدان الآمنة”، أي رفض طلبات لجوء الأشخاص القادمين من الدول التي تعتبر آمنة وإعادتهم إلى بلدانهم على اعتبار أنهم لا يملكون أسباب فعلية تستدعي اللجوء في السويد، بالإضافة إلى ضرورة جعل الحدود أكثر أماناً وتشديد إجراءات الرقابة.

وقال العضو في حزب الشعب Erik Ullenhag للتلفزيون السويدي SVT “آمل من جميع الأحزاب أن تأتي للاجتماع بعقول مفتوحة وعلى استعداد للأخذ والعطاء، وأن تضع جميع الأحزاب سياساتها الحزبية جانباً من أجل الوصول إلى حلول فعلية وواقعية”.

من جهتها أكدت ممثلة حزب اليسار في اجتماع الأحزاب اليوم Nooshi Dadgostar على ضرورة ضمان أن تكون جميع البلديات قادرة على تنظيم السكن والتعليم والوظائف لأولئك الأشخاص الذين اختاروا المجيء إلى السويد.

وبحسب سجلات مصلحة الهجرة Migrationsverket فإن السويد تستقبل يومياً حوالي 1500 طالب لجوء، ووصل عدد طالبي اللجوء منذ بداية العام الحالي ولغاية الآن لحوالي 90 ألف لاجئ، حيث تشير تقديرات المصلحة إلى إمكانية أن يستمر ضغط تدفق اللاجئين في العام المقبل أيضاً.