بعد نضال استمر عاماً ونصف، خسر جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» نظرياً الجولة الأخيرة من المعركة القضائية التي يخوضها ضدّ تُهَم بالاغتصاب والاعتداءات الجنسية وجّهت له في السويد، بعدما وافقت أمس «المحكمة البريطانية العليا» على تسليمه إلى استوكهولم.
بعد نضال استمر عاماً ونصف، خسر جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» نظرياً الجولة الأخيرة من المعركة القضائية التي يخوضها ضدّ تُهَم بالاغتصاب والاعتداءات الجنسية وجّهت له في السويد، بعدما وافقت أمس «المحكمة البريطانية العليا» على تسليمه إلى استوكهولم. «طلب التسليم قُدِّم حسب الأصول، لذلك فإن طعن أسانج مرفوض»، يقول رئيس المحكمة، نيكولاس فيليبس، التي صدر قرارها بأغلبية خمسة أصوات من أصل سبعة.
هنا، كان من المفترض للقصة أن تنتهي، وأن يجري تسليم أسانج في غضون عشرة أيام. لكن من المرجّح أن يتقدم الأوسترالي المشاكس، الذي لم يعتد الاستسلام، بطعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ (شرق فرنسا). عنصر آخر طرأ على القضية، أمس، وشكّل مفاجأة لكثيرين… حصل محامو أسانج على مهلة 14 يوماً لتقديم طلب إعادة فتح الملف.
وكان محامو مؤسس «ويكيليكس» قد احتجوا سابقاً على الطلب السويدي باعتبار أن مذكرة التوقيف أصدرها مدّعٍ يعمل باسم الدولة السويدية، الأمر الذي «يفقد المذكرة الاستقلالية والحياد». ولم يحضر أسانج جلسة المحكمة البريطانية، التي لم تستمر إلا بضع دقائق، على اعتبار أنه لا موجب قانونياً لوجوده، إلا أن أحد محاميه، ويدعى غاريث بيرس، أكد لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنه تأخر على الموعد «بسبب زحمة السير». وقبل 12 ساعة من موعد الجلسة، أصدر «ويكيليكس» بياناً أشار فيه إلى جهود مكثفة تقوم بها كل من الولايات المتحدة والسويد وبريطانيا وأوستراليا لتسليم أسانج إلى واشنطن لمحاكمته في قضايا «تجسس لأهداف صحافية». واللافت في بيان الموقع هو استناده إلى تقارير تكشف أن إدارة أوباما حصلت على لائحة اتهام سرية لأسانج بالتجسس، ترتكز إلى مجموعة من الأنشطة التي يحضر لها «ويكيليكس»، وأنه سيتم التحرّك على أساسها حالما تصدر المحكمة البريطانية العليا قرارها. التقارير ذكرت أنه سيتم الاعتماد على قوات خاصة من «البنتاغون» ووزراة الدفاع البريطانية والـ FBI والـ CIA في سبيل هذه الغاية، إضافةً إلى الاستعانة بتويتر وغوغل وغيرها من المواقع والخدمات الإلكترونية للحصول على «المعلومات السرية» العائدة إلى موظفي «ويكيليكس» ومحبّيه. إذاً، هي معركة سياسية طويلة، بين رجل هدّد أقوى العروش في العالم، وأنظمة مستعدة لفعل المستحيل بهدف إعدام الحقيقة.
نادين كنعان
الأخبار اللبنانية
2 يونيو 2012