الكومبس- خاص: بينما ينشغل العالم بترقب تخفيضات المحلات التجارية ومواقع الإنترنت خلال “الجمعة السوداء”، خرجت الأمم المتحدة بتقرير وصف بالصادم أفادت في مطلعه أن “امرأة واحدة تموت كل عشر دقائق”. نُشر هذا التقرير بأكثر من لغة ومنها العربية، في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الذي يعد اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء. وكان هذا اليوم بداية الأسبوع البرتقالي” أو (Orange Week) الذي يهدف إلى وقف كافة أشكال الأذى النفسي والجسدي التي تلحق بنساء وفتيات العالم.
“الأسبوع البرتقالي” هذا العام، تزامن مع “الأسبوع الأسود” غير أن الحملة العالمية لمكافحة العنف ضد المراة تستمر لمدة 16 يوماً.
تقرير الأمم المتحدة ذكر أنه خلال 2023 قُتلت نحو 85 ألف امرأة وفتاة حول العالم، معظمهنَّ على يد عائلاتهنَّ، لكن التقرير أشار أيضاً إلى أن 500 امرأة وفتاة يفارقن الحياة يومياً في البلدان المتأثرة بالنزاعات بسبب مضاعفات تتعلق بالحمل والولادة، فخلال العام الماضي كانت 180 امرأة تلد يومياً في غزة دون إمكانية تقديم أي رعاية طبية لهن وفقاً لاحصائيات التقرير. كما ذكر القائمون على إعداد التقرير الأممي أن الظروف الحياتية الصعبة، والحروب التي عانت منها النساء في بلدان أخرى مثل أوكرانيا والسودان تعتبر من الأسباب الرئيسة لارتفاع حالات العنف ضد النساء، ووفاتهن في وقت لاحق.
حصة السويد من العنف الأسري ضد النساء
نشرت بعض البلدات السويدية عدداً من اللافتات التي تتحدث عن ارتفاع نسبة تعنيف النساء والأطفال، منها لافتة من مدينة يوتيبوري تقول “المنزل هو المكان الأخطر للنساء والأطفال”، وهذه الجملة مقتبسة من التقرير الأممي ذاته المتعلق بمكافحة كافة أشكال العنف الموجهه ضد النساء أو الأطفال.

وفي الإحصاءات التي ركزت على رصد حالات تعنيف النساء في السويد، ذكرت مديرة العمليات في هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السويد أولريكا غراندين أن امرأة واحدة تفارق الحياة كل شهر بسبب تعرضها لشكل من أشكال العنف.
إحصائيات الأمم المتحدة ليست الأولى التي تتناول موضوع العنف ضد النساء والفتيات، بل تخرج بعض المؤسسات السويدية بشكل سنوي بإحصاءات متخصصة حول هذا الموضوع، إحدى هذه الإحصاءات النتائج التي قدمها مجلس مكافحة الجريمة (Brottsförebyggande rådet)، التي قارنت عدد ضحايا العنف في السويد من الرجال والنساء خلال السنوات السبعة الماضية، وأشارت هذه الإحصائيات إلى أن العام الماضي تم العثور على 10 نساء وقعن ضحية عنف منزلي أدى لوفاتهن، وكلا الضحية والجاني كانا على علاقة زوجية وقت ارتكاب الجريمة أو كانا كذلك في السابق. الأمر نفسه تقريباً كان قد تكرر خلال العام 2022.
وخلصت الإحصاءات إلى أنه خلال عامي (2017-2023)، تراوح عدد النساء والفتيات اللاتي وقعن ضحية للعنف المميت في العلاقة الزوجية بين 10 و22 حالة وفاة، بمتوسط سنوي قدره 14 امرأة وفتاة فارقن الحياة خلال هذه الفترة.
المهاجرات أكثر ضعفاً
رسائل بحثية في الجامعات السويدية درست هي الأخرى حالات العنف ضد النساء، وحاولت استقصاء بعض الأسباب الكامنة وراءها. فعلى سبيل المثال ذكرت “جامعة أوبسالا” على موقعها الإلكتروني أن النساء ذوات الخلفية الأجنبية قد يجد أنفسهن في وضع ينطوي على تعرضهن للعنف بشكل خاص. وعزت الجامعة هذا الأمر إلى الصعوبات اللغوية ونقص الشبكات الاجتماعية لتلك النساء في السويد.
مقاربة أخرى قدمتها الجامعة هي أن النساء اللواتي يحملن تصريح إقامة مؤقتة، إضافة إلى النساء الموجودات في السويد دون تصريح إقامة، أكثر عرضة لخطر التعرض للعنف، بسبب خوفهن من الترحيل، وعدم قدرتهن على تقديم شكوى أو الاتصال بالمؤسسات التي يمكنها تقديم المساعدة لهن. الجامعة ذاتها اقتبست نصاً قانونياً من المادة 16 من قانون الأجانب يفيد بإمكانية منح تصريح الإقامة للشخص الأجنبي الذي مُنح سابقاً تصريح إقامة مؤقتة ولم يعد بإمكانه الحصول على تصريح جديد لأن العلاقة التي استند عليها التصريح قد انتهت، وذلك إذا كان انتهاء هذه العلاقة بشكل رئيسي بسبب تعرض الأجنبي أو طفل الأجنبي للعنف أو لأي انتهاك خطير آخر لحريته أو سلامته.
يذكر أن السويد شهدت العديد من الحالات الصادمة حول تعرض النساء للعنف المنزلي، كالحادثة التي حصلت مؤخراً في بلدية أرفيكا حينما قتل رجل زوجته بالسيف أمام أطفالهما، إضافة إلى حادثة الاغتصاب والقتل التي ارتكبها رجل في منطقة هاسيلبي شمال ستوكهولم بحق شريكته السامبو. وكانت الحكومة السويدية أعلنت سابقاً إطلاقَ برنامج أسمته (lämna-program) الذي يهدف إلى مكافحة عنف الرجال ضد النساء والعنف القائم على الشرف، إضافة إلى الحد من كافة أشكال العنف في العلاقات الأسرية في السويد، وذلك عبر تمكين الأشخاص من ترك العلاقات المدمرة.
“دوامة العنف“
يتناول الفيديو أدناه الآثار النفسية لمشاهدة الأطفال مظاهر العنف المنزلي بين الأبوين. الفيديو من إنتاج وإعداد مجلس مقاطعة يوتلاند وهيئة الشرطة إضافة إلى دار للرعاية القسرية لليافعين والاتحاد الوطني للرياضة في المقاطعة ذاتها.
تنويه: يحتوي الفيديو على بعض المشاهد التمثيلية العنيفة
راما الشعباني