الكومبس – تقرير: ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لطرق التعليم في المدارس، المهارات الاجتماعية أم القدرات الفكرية؟

يحاول Elias Johannesson الباحث في جامعة يوتوبوري الإجابة على هذا السؤال، وتقديم جواب واضح. حيث استنتج أن الأشخاص الذين يتصفون بالذكاء في المرحلة الابتدائية هم أقل عرضةً لخطر البطالة بعد التخرج والانتهاء من الدراسة.

وركز الباحث يوهانسون في أطروحته على محاولة معرفة ما هو الأمر الأكثر أهمية للتدريس في المدارس. هل الأهم هو القدرات الفكرية “الذكاء”، والمعارف، والتمتع بالموهبة، والقدرة على التفكير بشكل منطقي وحل المشاكل، أم التمتع بالكفاءات والمؤهلات الاجتماعية مثل الحافز والمثابرة والإبداع؟

يمهد الطريق في الحياة العملية

وتبين الدراسة البحثية أن تمتع الفرد خلال مرحلة الدراسة بالقدرات الفكرية وليس المهارات الاجتماعية هي التي تمهد الطريق للحصول على وظيفة عمل والنجاح في الحياة العملية. فعلى سبيل المثال إذا كان لديك القدرة الفكرية فأنت يمكنك دائماً تطوير مهاراتك الاجتماعية، ولكن العكس غير صحيح أي أن الشخص الذي يتمتع بالمهارات الاجتماعية هو غير قادر على تنمية قدراته الفكرية.

ويقول الباحث يوهانسون في تصريح لصحيفة Göteborgs Posten “إذا لم تكن ذكياً من قبل، فلن تكون بعد ذلك. لأنه لا يكفي فقط أن يكون الإنسان مجرد شخص مثابر ومواظب على الدرس”.

واعتمد الباحث على متابعة حالات نحو 9 آلاف طالب ممن ولدوا في عام 1972 بدءاً من سن دخولهم للمدرسة ولغاية سن البلوغ.

وأجرت جامعة يوتوبوري بالتعاون مع مكتب الإحصاء المركزي SCB مجموعة من الدراسات الاستقصائية التي شملت الطلاب الذين ولدوا في عامي 1982 و1985. كما استندوا أيضاً على إعداد دراسة استقصائية حول والدي أولئك الطلاب، وذلك من خلال البحث السجلات الرسمية وتحليل الدرجات ودراسة بيانات مكتب الإحصاء المركزي حول معدلات البطالة خلال السنوات الممتدة من عام 1991 ولغاية 2009.

انخفاض مخاطر البطالة

وتؤكد الدراسة على ضرورة أن يركز كل من المدرسة وأولياء الأمور على تنمية القدرات الفكرية للطفل أي تنمية مواهبه ومعارفه وقدرته على حل المشاكل والتفكير بشكل منطقي.

ويقول يوهانسون “إن المدرسة تلعب دوراً مهماً جداً، وكلما ارتفع معدل العلامات الدراسية ومستوى الشهادات، كلما انخفض مستوى خطر أن يكون الفرد عاطلاً عن العمل في المستقبل”.

وعبر الباحث عن اعتقاده بأنه ليس مجدياً أبداً أن يتم التركيز بشكل خاص على المهارات الاجتماعية للفرد وتشجيع الطلاب على بذل المزيد من الجهود في هذا المجال إذا لم يتم العمل في نفس الوقت على تنمية القدرات الفكرية.

وغالباً ما ترتبط القدرات الفكرية بالمعارف وقوة التفكير والتمكن من حل المشاكل الرياضية والتمتع بمفردات لغوية وفيرة والقدرة على التفكير بشكل منطقي.

أما المهارات الاجتماعية فيقصد بها الحس والشعور العاطفي والموقف والسلوك والحافز والمهارات الشخصية والانضباط الذاتي.

المصدر وكالة الأنباء السويدية TT