الأول يعمل مهندساً كما كان يريد.. والثاني حقق حلمه وأصبح طيّاراً

: 8/24/21, 4:03 PM
Updated: 8/24/21, 4:03 PM
[dgv_vimeo_video id=”591608237″ type=”responsive” width=”auto” height=”auto” eparam1=”-1″ eparam2=”-1″ eparam3=”-1″]

وصل الشقيقان حيدر ومصطفى الشبلي إلى مدينة يونشوبينغ من العراق الذي مزقته الحروب المتكررة قبل 6 سنوات. كان تعلم اللغة السويدية والاندماج في المجتمع صعباً عليهما في البداية، لكن حيدر يعمل الآن كمهندس، بينما تخرج مصطفى مؤخراً كطيار.

يقول حيدر: “يمكنك أن تفعل كل شيء إذا قررت القيام بذلك”.

رغم “الجو السلبي” بين بعض المهاجرين، ورغم صعوبات اللغة والاندماج والبدء من الصفر في بلد جديد، كان لحيدر ومصطفى أحلام كبيرة وطموحات أكبر.

كتبت صحيفة يونشوبينغ عنها تقول: “وطنهما العراق أبتلي بالحروب لسنوات عديدة، لذلك رأى مصطفى وحيدر في وقت مبكر من حياتهما أنه لا مستقبل مشرق لهما هناك، لذلك قررا الهجرة الى السويد في مارس/ آذار، 2015 قبل أشهر قليلة من اندلاع أزمة اللاجئين في نفس العام.

حيدر مهندساً ومصطفى تخرج كطيار

يعمل حيدر اليوم مهندساً في شركة استشارية في يونشوبينغ ، بينما أنهى مصطفى، الذي سيبلغ 25عاماً، دراسته في كلية الطيران .

يضيف حيدر: “كلانا مندفع بأهدافنا وأحلامنا، إن شعاري هو أنه يمكنك فعل كل شيء إذا قررت القيام بذلك”.

منذ قدوم حيدر ومصطفى إلى السويد، شعرا أن هذا هو المكان الذي يريدون بناء حياتهم فيه. لكن الطريق إلى الهدف مليء بالعديد من التحديات. فقد كان تعلم لغة جديدة والتقدم للحصول على وظيفة والتعليم في بلد جديد مثل السويد أمراً صعباً عليهما.

يقول حيدر إنه كان من الصعب القدوم إلى بلد بثقافة مختلفة تماماً عن تلك الموجودة في العراق. وبحسب حيدر، من الصعب مقارنة العراق بالسويد. لكن مصطفى يضيف أن الاختلاف ليس فقط في الثقافة، بل في الطبيعة والجو أيضاً.

لم يُسمح لحيدر ومصطفى البدء في دراسة تعلم اللغة SFI على الفور لأن طلبهما للحصول على تصريح إقامة لم يُمنح إلا بعد عام ونصف من قدومهما إلى السويد.

– عن تلك الفترة يقول مصطفى الذي أصبح طيّاراً الآن: “أصبت بالاكتئاب ولم أخرج من الشقة لعدة أشهر. أردت أن أبدأ الدراسة وأن أبذل قصارى جهدي لكي أحصل على مستقبل مشرق في السويد”. أما حيدر فيقول “لا يمكنني الجلوس في المنزل فقط، لكنني أرغب دائماً الخروج والتعرف على أشخاص جدد”.

البدء في تعلم اللغة قبل الإقامة

في النهاية، تولى مصطفى زمام الأمور وبدأ في دراسة اللغة السويدية بنفسه. بدأ بالذهاب إلى مقهى لغة وذهب إلى المكتبة لقراءة الكتب المدرسية. ويتذكر مصطفى تلك الأيام بالقول: ” بما أنه لم يكن لدّي اقامة في السويد في ذلك الوقت، لم يُسمح لي باستعارة الكتب، لذلك كنت أجلس دائماً في المكتبة وأقرأ”.

شعر حيدر أيضاً أنه لا يريد الجلوس في المنزل. حصل على تدريب من خلال مصلحة الهجرة السويدية في شركة سيارات. وفي المساء بعد التدريب، كان جلس مثل أخيه لدراسة اللغة السويدية بمفرده.

خلال صيف عام 2016، حصل الشقيقان على تصريح إقامة في السويد، وأصبح بإمكانهما الدراسة والحصول على الوظيفة، وسارع مصطفى الى التأكد من الحصول على المؤهلات الأساسية لبدء دراسة الطيران، لكن قبل ذلك بدأ كلاهما العمل في مستودع في جرانا. وفي البداية كانا كلاهما مشغلين للآلات، ولكن بعد أشهر معدودة أو نحو ذلك أصبح حيدر قائدا للمجموعة في الشركة.

عندما عملا لفترة من الوقت وشعرا أنهما تعلما اللغة بشكل كاف، قررا أن الوقت قد حان لاتخاذ الخطوة التالية.

“نحن لسنا أفضل من أحد.. يمكن للجميع النجاح، طالما أنك تقاتل وتقرر”

كان حيدر قد أنهى دراسته كمهندس في العراق قبل ان يأتي إلى السويد، وبعد الحصول على الإقامة بدأ العمل بحماس من أجل هدفه، وقام بالاتصال بالكثير من الشركات لكنه لم يتلق رداً.

يؤكد حيدر أنه قام بطباعة 20 نسخة من سيرته المهنية وطرق أبواب الشركات المختلفة في مدينة يونشوبيغ، وسأل عن إمكانية التدريب والحصول على وظيفة.

يقول: ” في سنة 2018، اتصلت بشركة استشارية، وبعد سلسلة من المقابلات، حصلت على وظيفة هناك، وأنا أواصل العمل فيها الى اليوم حيث أقوم بالتخطيط لفتح طرق جديدة وتطويرها”.

وعن الصعوبات التي كان يواجهها في بداية عمله يقول: ” في السنة الأولى بالكاد كنت أفهم على زملائي، كان هناك “كلمات هندسية صعبة للغاية، لذلك كنت اضطر بعد العمل عند العودة الى المنزل مراجعة ودراسة هذه الكلمات”.

من الملاحظ أن حيدر ومصطفى يفتخران بنفسيهما عندما يتذكران كيف شقا طريقهما الى الأمام.

يقول مصطفى” أن أصبح طياراً كان حلماً لي منذ أن كنت صغيراً، وكنت دائماً ألعب بالطائرات عندما كنت طفلاً”.

التدريب كطيار مكلف وكان مصطفى يعمل في وظيفتين أثناء الدراسة. عندما انتهى من الدراسة، جعل الوباء من الصعب عليه الحصول على وظيفة. لكن مصطفى كان متأكد من أنه سيبدأ العمل كطيار قريباً وهو ما تحقق له.

يضيف: “غالباً ما نجلس ونتحدث عن أحلامنا وكيف يجب أن نحققها نحن نحب التحديات، نحن مدفوعان بأهدافنا ولدينا أحلاماً جديدة، لا نفهم كيف يمكن للمرء أن يعيش بلا هدف وطموح، فالحياة ستكون مملة.

نريد أن نقول للناس إن كل شيء ممكن التحقيق، لا يوجد مستحيل.. لسنا أفضل من أي شخص آخر يأتي إلى السويد لبناء حياته هنا. لا يوجد شخص ذكي أو غبي، يمكن للجميع النجاح، طالما أنك تقاتل وتقرر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.