الإعلام ما بين الأخطاء غير المقصودة، والاصطياد في الماء العكر

: 7/4/12, 2:18 PM
Updated: 2/2/17, 3:58 PM
الإعلام ما بين الأخطاء غير المقصودة، والاصطياد في الماء العكر

الكومبس – قدمت هذه الصورة على الصفحة الرئيسية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بتاريخ 27 أيار/مايو 2012 على أنها لجثث ضحايا "مجزرة الحولة" في سوريا، والتي اتهم التقرير قوات موالية للنظام السوري بارتكابها. كثيرة هي وسائل الإعلام التي أخذت تلك الصورة وأعادت نشرها على أنها من سورية، وكان الاستخدام الأوسع للصورة من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي اللذين استسهلوا إعادة نشرها عشرات آلاف المرات دون التدقيق في صدقيتها

الكومبس – قدمت هذه الصورة على الصفحة الرئيسية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بتاريخ 27 أيار/مايو 2012 على أنها لجثث ضحايا "مجزرة الحولة" في سوريا، والتي اتهم التقرير قوات موالية للنظام السوري بارتكابها. كثيرة هي وسائل الإعلام التي أخذت تلك الصورة وأعادت نشرها على أنها من سورية، وكان الاستخدام الأوسع للصورة من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي اللذين استسهلوا إعادة نشرها عشرات آلاف المرات دون التدقيق في صدقيتها.

أما حقيقة الصورة فتعود إلى 27 أيار/مايو 2003، وقد التقطت في العراق لا في سورية. النسخة الثانية من الصورة أدناه هي الأصلية، ملكيتها لوكالة تصوير صحفي معروفة هي "Getty Images" وفي شرح الصورة جاء: "طفل عراقي يقفز عن صف لمئات الجثث في مدرسة أحضرت إليها الجثث من قبر جماعي ليتم التعرف عليها. الجثث عثر عليها في الصحراء خارج المسيّب، 40 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد."

وتعيد هذه القضية إلى الأذهان قصص مشابهة لإعلام عربي قام بتقديم مشاهد مصورة لأحداث وقعت في بلدان غير البلدان المعنية بالتغطية، ومن الأمثلة على ذلك تقديم فضائية المنار اللبنانية لمقطع فيديو على أنه لجرحى بنيران قوات الأمن البحرينية، ونفس الفيديو قدمته الفضائية السورية (الرسمية) كمقطع مزور يمثل فيه بعض الأشخاص دور الجرحى اللذين سقطوا بنيران القوات السورية.

ومن الأمثلة أيضا ما عرضه "تلفزيون فلسطين" التابع للسلطة الفلسطينية لعناصر بزي عسكري تقوم بإلقاء مواطنين مكبلي الأيدي من على بناية لتكسير عظامهم، حيث قدم المشهد على أنه من غزة لعناصر من حركة حماس تنكل بأعضاء حركة فتح. بينما يعود الفيديو إلى حقبة حكم النظام العراقي السابق بزعامة صدام حسين وكان قد عرض على شبكة سي.إن.إن. الأمريكية في أعقاب سقوط بغداد والعثور على الكثير من المواد المصورة التي كشفت عن جوانب من القمع والتعذيب الذي كانت تمارسه السلطات العراقية ضد المواطنين.

syria massacre.jpg

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.