الكومبس – ستوكهولم: كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يبحث عن دعم من مجلس الأمن في الأمم المتحدة من أجل قصف القوارب التابعة لمهربي البشر، وهي راسية في ليبيا، كما يخطط الاتحاد لإصدار قرار، الأربعاء القادم، بتوزيع حصص اللاجئين من الأمم المتحدة على جميع الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الصحيفة فإن المقترحين قد يتسببا بعاصفة انتقادات شديدة، وذلك لأن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يخاطران بالانجرار إلى معارك مع داعش وباقي المجموعات المتطرفة في ليبيا، جراء عمليات ضرب القوارب.
أما مقترح توزيع حصص اللاجئين على دول الاتحاد، بحسب عدد السكان والوضع الاقتصادي، فإنه يتوقع أن يلقى احتجاجات عارمة في دول مثل بريطانيا وهنغاريا. حيث رفض وزير الداخلية البريطاني هذا المقترح، كما دعاه رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان بـ “المقترح الغبي”.
وتشمل المقترحات الأوروبية لاستقبال اللاجئين، كخطوة أولى، فرض إجراءات طارئة، مع نهاية شهر أيار/ مايو الجاري، تجبر الدول الأعضاء الـ 28 على تقاسم استقبال الأشخاص الأكثر حاجة للحماية الدولية.
انقسام عميق داخل الاتحاد الأوروبي
وبحسب المعلومات التي نقلها التلفزيون السويدي SVT، فإن الاتحاد الأوروبي سيدخل تشريعات جديدة، مع نهاية العام الجاري، تشمل توزيع حصص ثابتة وبنظام تلقائي، على جميع الدول الأعضاء، في حال تدفق موجات كبيرة من اللاجئين. حيث سيأخذ نظام التوزيع في عين الاعتبار، عدد سكان الدولة المستقبلة، ووضعها الاقتصادي، ونسبة البطالة فيها.
وبحسب الغارديان فإن المقترحات الجديدة ستتسبب بانقسام عميق داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يتوقع أن تتعاطف ألمانيا والسويد معها، اللتين تستقبلان لوحدهما ثلثي اللاجئين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي.
مقترح فتح طرق شرعية وقصف قوارب المهربين
وقالت المفوضية الأوروبية إن بعض الدول الأعضاء منحت إعانات كبيرة، واستقبلت العديد من اللاجئين، فيما لم تعرض غيرها من الدول شيئاً، مطالبة أوروبا بفتح طرق شرعية وقانونية ليتمكن عبرها المهاجرون من القدوم إلى الاتحاد الأوروبي، بدل أن يتم استغلالهم من قبل المهربين.
وفي الوقت نفسه يجري الاتحاد الأوروبي حملة مكثفة للحصول على موافقة مجلس الأمن في الأمم المتحدة حول مقترح بأن تحصل عشر دول من الاتحاد، منها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، على موافقة بإجراء ضربات عسكرية وقصف لسفن وقوارب المهربين التي يستخدمونها انطلاقاً من ليبيا.
ويتوقع الاتحاد أن يحصل على الضوء الأخضر من الصين وروسيا، التين تملكان حق الفيتو في مجلس الأمن ويمكنهما حجب القرار.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أنه على الدول التي ستجري العمليات العسكرية أن تتوقع وجود أسلحة ثقيلة على طول السواحل الليبية بحوزة الميليشيات العسكرية المتطرفة وتنظيم داعش. ما قد يوّرط الاتحاد الأوروبي والناتو بصراعات مع هذه المجموعات أثناء محاولة تدمير قوارب المهربين.