الاهتمام العالمي بين قارب اللاجئين وغواصة الأثرياء.. جدل أخلاقي ومهني

: 6/22/23, 4:20 PM
Updated: 6/23/23, 1:34 AM
الاهتمام العالمي بين قارب اللاجئين وغواصة الأثرياء.. جدل أخلاقي ومهني

الكومبس – تقارير: أيام فصلت بين حادثتين مأساويتين، الأولى غرق قارب يحمل أكثر من 750 مهاجراً غير شرعي على بعد 50 ميلاً بحرياً من بيلوس جنوب اليونان، والثانية اختفاء غواصة تيتان التي تقوم برحلات لرؤية حطام سفينة تايتنك الشهيرة.

أثارت الحادثتان اهتمام وسائل الإعلام العالمية والعربية، غير أن حجم الأهمية الذي حظي بها الخبران من قبل الحكومات ووسائل الإعلام أصار تساؤلات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. فم ترسل حكومات فرق دعم لانتشال غارقي القارب غير اليونان التي غرق القارب قربها، وبعض المنظمات المعنية بمساعدة اللاجئين التي لا تملك إمكانيات الدول من سفن وخبراء، في حين استنفرت الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الأخرى لإيجاد الغواصة المفقودة.

إعلامياً، كان لافتاً تراجع الاهتمام بأخبار القارب الغارق فور انتشار خبر اختفاء الغواصة، وانتقال تركيز وسائل الإعلام العربية والعالمية لموضوع الغواصة، في حين خفت الاهتمام بقارب الموت رغم أن السلطات اليونانية ما زالت تبحث عن الضحايا وتحدث أرقام الضحايا والناجين.

حادثة الغواصة فتحت شهية وسائل الإعلام لبث مواد أرشيفية عن تايتنك والغواصات الاستكشافية ورحلات الشركة التي تنظم هذه الرحلات الغوصية والتكاليف وغيرها، بيد أن أرشيف رحلات الموت الأكبر بكثير لم يحظ بمثل هذا الاهتمام.

السلطات الأمريكية أرسلت فرق استكشاف للعثور على الغواصة المفقودة وتحدث ممثلوها بشكل دوري في بيانات صحفية عن عملية البحث عن الغواصة التي تحمل خمسة أشخاص تكلفة ركوب كل واحد منهم 250 ألف دولار، أي ما يعادل 2.5 مليون كرون. في حين كانت رحلة المهاجرين غير الشرعيين على متن قارب الموت متجهة من ليبيا إلى إيطاليا، وغرقت قرب اليونان.

لا مفاضلة في الموت أو الكوارث، غير أن كيفية التعاطي الرسمي والإعلامي في الفترة نفسها أثارت تساؤلات كثير من المستخدمين على وسائل التواصل.

ينجذب الإعلام عادة إلى القصص الإنسانية، غير أن تكرار الحوادث يحولها بمرور الوقت خبراً اعتيادياً. كما أن الإعلام ومتابعيه ينجذبون إلى القصص الفردية أكثر من الجماعية. غير أن ذلك يجب ألا يعني انحيازاً لقصص على حساب أخرى.

تتكرر حوادث غرق اللاجئين بكثرة، وتحديداً مع فصل الربيع والصيف حيث تكثر رحل القوارب مع هدوء البحر. وعادة ما تكون الرحلات في البحر المتوسط بين تركيا واليونان أو دول المغرب العربي وشرق أوروبا. في حين لا يحدث اختفاء الغواصات إلا نادراً، وهذا قد يفسر جزءاً من الاهتمام الإعلامي.

عدد كبير من تعليقات جمهور الكومبس على موضوع اختفاء الغواصة كان يصب في اتجاه واحد هو الاستغراب من انتهاء تداول أخبار القارب الغارق عالمياً. ووجهت تعليقات عدة أسهم النقد إلى وسائل الإعلام العربية تحديداً، لأن غالبية ركاب القارب من جنسيات عربية أو أفريقية، بينما الغواصة كانت تحمل خمسة أشخاص من طبقة الأثرياء في العالم.

وأمام كل هذا الجدل الأخلاقي والمهني، يتكرر السؤال دائماً لماذا ينجذب البشر إلى قصص دون غيرها رغم أنها قد لا تكون الأشد تأثيراً؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.