الكومبس – نشر موقع إذاعة صوت العراق الحر ضمن برنامج "عراقيون في المهجر" مقالا للصحفية سميرة علي مندي يتحدث عن الباحث الاجتماعي العراقي فريد باسيل الشاني:
الكومبس – نشر موقع إذاعة صوت العراق الحر ضمن برنامج "عراقيون في المهجر" مقالا للصحفية سميرة علي مندي يتحدث عن الباحث الاجتماعي العراقي فريد باسيل الشاني:
يرى الباحث الاجتماعي العراقي فريد باسيل الشاني الذي له خبرة أكاديمية ومهنية في مؤسسة العمل والشؤون الاجتماعية في السويد تمتد إلى 25 عاماً، أن اللاجئ يعاني كثيراً، لتركه البلد، وتعرضه سابقا إلى القهر والظلم والاضطهاد.
ويؤكد الشاني أن العزلة عن المجتمع الجديد هي أبرز المشاكل التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون العراقيون الى السويد لأن "عملية الاندماج والإنصهار في المجتمع الجديد، ليست سهلة، إذ فيها تعقيدات كثيرة جداً، منها صعوبة تعلم اللغة، والحصول على عمل وإكمال الدراسة، وتقييم الشهادات والتحصيل العلمي. ومن ناحية أخرى الفارق الكبير جداً، في القيم التي نحملها، مقارنة بالقيم التي يحملها الغرب ولا أعني بالقيم الأخلاق، وإنما الفرق في طريقة التعامل مع الآخر، مثل القدرة على التعاون، الإنفعال، الغضب، المزاج الشخصي، طرق حل الخلافات، مدى القدرة على تطوير الذات، والاعتراف بالأخطاء والاستفادة منها، أو التراجع في بعض الحالات، هي مسائل مهمة جداً في الإلتقاء مع المجتمع الجديد."
من خلاله تجربته المهنية وقربه من مشاكل وقضايا اللاجئين والمهاجرين يعتقد الشاني أن إندماج العراقيين بالمجتمع الجديد ضعيف جداً ويقول: "عموما الإندماج ضعيف جداً، فهو يتم بشكل عام من خلال العمل لان الأحتكاك المباشر مع السويديين هو عن طريق العمل فقط، والحياة خارج العمل عزلة، والمعزول يلجأ إلى الجالية التي يرتاح لها، فيتم الاختلاط مع الأقارب والأصدقاء فقط".ً
ويحذر الباحث فريد الشاني، الذي له تجربة طويلة في العمل بمؤسسات رسمية سويدية تعنى بمشاكل مدمني المخدرات والكحول والعاطلين عن العمل، يحذر الشباب العراقي المهاجر، من مخاطر المخدرات، وينصح الأسر العراقية، بالاهتمام أكثر بأطفالهم، منتقدا ضعف دور الأندية الاجتماعية العراقية الموجودة في السويد في توعية أبناء الجالية بمخاطر المخدرات، ربما لانشغالها بالشؤون السياسية.
وأوضح الشاني أن الكثير من العوائل العراقية المهاجرة ما زالت تتبع الأساليب القديمة الكلاسيكية في تربية أبنائها، بعيدا عن لغة الحوار والتفاهم والبعض منها يلجا إلى أساليب الضرب والشتم.
الباحث الاجتماعي فريد باسيل الشاني من مواليد بلدة عنكاوا التابعة لمحافظة أربيل في 1954، تخرج من معهد إعداد المعلمين عام 1974 ومارس التعليم في عدد من المدارس الابتدائية بمحافظة اربيل.
في عام 1983 قرر ترك العراق. ويؤكد الشاني أن الدافع الوحيد وراء اتخاذه قرار الهجرة، كان "الظُلم والقهر، والنظام الدكتاتوري الذي عانيّنا منه، وكان قرار الهجرة صعبّاً جداً، وأخذ مني وقتاً طويلاً، لكن بالأخير سافرت من أجل العثور على بلد أعيش فيها حراً وبكرامة."
كان يحلم بدراسة علم نفس الطفل وقد تحقق هذا الحلم في السويد، حيث درس العلوم الاجتماعية، وتحديدا البحث الاجتماعي النفسي، في جامعة غوتنبرغ السويدية.
الباحث الاجتماعي فريد باسيل الشاني يدير حاليا المؤسسة الحكومية للعمل والشؤون الاجتماعية في منطقة "إنغريد" التابعة لمدينة غوتنبرغ السويدية.
للباحث فريد الشاني اهتمامات في مجال الكتابة والنشر، إذ يكتب في صحف ومواقع الكترونية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاكل الاجتماعية والنفسية، التي يعاني منها المهاجرون العراقيون.
وقد أعد مشروعاً مع مجموعة من الأكاديميين العراقيين المغتربين لنقل خبراتهم إلى العراق، وتوفير الدعم والمساعدة من خلال عملهم في الدوائر والمؤسسات السويدية ومنظمات المجتمع المدني.