الكومبس – ثقافة: صدر في بغداد مؤخراً في نهاية هذا العام 2015 عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر، كتاب “الرثاثة في العراق: أطلال دولة .. رماد مجتمع!”، وهو موجود حالياً في المكتبات العراقية، هذا الكتاب الفريد من نوعه والجريء بطرحه، يسعى ليكون مرجعاً في تحليل بنية الإسلام السياسي الحاكم في العراق، منذ عام 2003 حتى الآن، وذلك من خلال مستويات معرفية متنوعة، إذ ينص العنوان الفرعي للكتاب على أنه: “نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للإسلام السياسي في العراق”.
يقع الكتاب في 376 صفحة من الحجم المتوسط ويتضمن فصلين: الأول بعنوان “رثاثة الدولة والسلطة”، والثاني بعنوان “رثاثة المجتمع والفرد”، وهما يحتويان على 22 دراسة ومقالة، اشترك في تأليفها 20 كاتباً وأكاديمياً عراقياً، وهم حسب ترتيب نصوصهم في الكتاب: (د. كاظم حبيب، د. فارس كمال نظمي، د. مهدي جابر مهدي، د. صالح ياسر حسن، د. كاظم المقدادي، د. شيرزاد أحمد أمين النجار، د. مظهر محمد صالح، د. لؤي خزعل جبر، د. حسين الهنداوي، د. صادق إطيمش، د. عبد جاسم الساعدي، د. سيار الجميل ، د. أسماء جميل رشيد، سعد محمد رحيم، د. خالد السلطاني، د. رشيد الخيون، د. حميد البصري، ضياء الشكرجي، جاسم محمد المطير، وعماد جاسم سلمان، وقام بتحرير هذا الكتاب: الدكتور فارس كمال نظمي.
هؤلاء العشرون أكاديمياً وكاتباً ينتمون إلى مجالات ثقافية وعلمية وسياسية مختلفة، وقد كتب كل واحد منهم وجهة نظره من منظور تخصصه، فجاء الكتاب ليمتلك الرثاثة من جميع جوانبها، وهم في حقيقتهم مجموعة من الباحثين العراقيين المرموقين، قدموا مقاربات علمية من مستويات أكاديمية ومعرفية عدة، في السياسة، الاقتصاد، التاريخ، السوسيولوجيا، السيكولوجيا، الإدارة، الطب، العمارة، البيئة، الفن، الأدب، والإعلام، والغاية منها كما أوضح المحرر هو التوغل تشريحياً في الجسد العراقي المعتل، للخروج باستشرافات ورؤى إصلاحية وإشفائية، تستند أولاً وأخيراً إلى التفكير النقدي المتمسك، بموضوعية المنهج وحيادية الافتراضات.
ويأتي المؤلف في وقت المكتبة العربية والعراقية خاصة بأمس الحاجة لمثله،لاسيما وهي تفتقر لهذا النوع من التوثيق التاريخي الشامل، الذي هو نتاج لعمل جماعي منسق نظرياً ومعلوماتياً، اشتركت فيه نخبة لامعة من باحثين عراقيين، يندر أن يجتمعوا في نشاط فكري موحد، غايته تأصيل مفهوم جديد في العلوم الاجتماعية هو مفهوم “الرثاثة”.