السفير الليبي في السويد إبراهيم قرادة لـ “الكومبس”: متفائل بواقعية بعودة المؤسسات والحياة الطبيعية لبلادي

: 8/5/17, 10:58 AM
Updated: 8/5/17, 10:58 AM
السفير الليبي في السويد إبراهيم قرادة لـ “الكومبس”: متفائل بواقعية بعودة المؤسسات والحياة الطبيعية لبلادي

الكومبس – لقاء خاص: أسئلة ومواضيع عديدة تجول بخاطر أي صحفي يمكن أن يستعد لمقابلة السفير الليبي في السويد، فهذا البلد يمر بظروف استثنائية حاليا، ومر أيضا بتغييرات جذرية لا تزال آثارها تنعكس ليس فقط على ليبيا والليبيين بل أيضا على بلدان المنطقة.

إبراهيم قرادة هو السفير الليبي في ستوكهولم منذ العام 2014، شخصية أكاديمية وسياسية وثقافية، اختار المعارضة قبل سقوط النظام بسنوات، التقته الكومبس وأجرت معه حوار تلفزيوني خاص تناول الأوضاع الحالية لليبيا وأوضاع الجالية الليبية في السويد وأوروبا إجمالا. بالإضافة الى حالات اللجوء من ليبيا عبر القوارب.

وتحدث السفير في اللقاء عن أزمة اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية، وشرح موقف ليبيا من ذلك، وكذلك تحدث عن أوضاع الجالية الليبية وعددها وكيف تعمل السفارة الليبية مع السويد والاتحاد الأوربي حول حل أزمة اللاجئين.

كما أعرب عن تفاؤله بمستقبل بلاده على الرغم من كل الصعوبات والتدخلات، تفاؤل على أساس واقعي وليس على أساس الأوهام في إنهاء هذا الصراع، حسب قوله.

وعبّر قرادة عن رؤيته للكثير من القضايا، وأثنى على دور “الكومبس” في اختصار الطريق أمام الجاليات التي تريد الاستفادة من وجودها في السويد.

اليكم ادناه نص الحوار:

السفير الليبي إبراهيم قرادة في سطور:

من مواليد 1964.

نشأ في طرابلس الغرب.

حاصل على عدة شهادات دراسية ودراسات عليا، في التنمية والعلاقات الدولية والاقتصادية، من عدة جامعات في ليبيا والدنمارك.

عمل في صفوف المعارضة الليبية السابقة منذ أوائل التسعينات.

عيّن سفيراً لليبيا في السويد في العام .2014

أنت سفير لبلد في حالة استثنائية يمر في ظروف استثنائية صعبة. ماهي الأولويات التي ركزت عليها خلال فترة وجودك كسفير في السويد؟

في الحقيقة عندما عينت سفيرا في السويد في العام 2014 كانت الظروف صعبة في ليبيا لكنها كانت واعدة وأفضل مما هي عليه الآن. لكن منذ النصف الثاني من 2014 الأوضاع تطورت، في مناحي لم نرغبها ولا نريدها. فالوضع في ليبيا تعقد سواء على المسار السياسي او على الصعيد الأمني او أيضا على المسار المعيشي.

هذه الأوضاع كانت دافعا لان أبذل جهدا من موقعي، وأقدم المساعدة لشعبي ووطني في هذا الظرف، في كل أجزاء ليبيا.

ما الذي جعلك معارضا لنظام القذافي السابق؟

كبرنا مع نظام يحكمه شخص واحد. وعندما يكبر الانسان ويرى الظروف السياسية، والمعاناة والدكتاتورية، والرأي الواحد، وسوء إدارة أمور الدولة، الانسان بالتأكيد سوف يفكر كيف يحقق بعض الأحلام والاهداف في مجتمع أفضل، ومن أجل الديمقراطية وتوزيع الثروات بشكل أفضل، وتحقيق المشاركة الشعبية، فوجدت نفسي داخلا في المعارضة من أجل تحقيق هذه الأهداف.

“الحوار وحده كفيل بحل الصراع في ليبيا”

لكن هذه الأهداف لم تتحقق والوضع أصبح أسوأ مما كان عليه، هل هناك نوع من الندم، من قبل الأطراف السياسية الليبية على ما وصلت إليه الأوضاع في ليبيا؟

المعارضة الليبية انتهت بالمعنى التاريخي بقيام ثورة 17 فبراير 2011، وبقي الشأن شأن ليبي للكل، من أجل بناء الدولة الديمقراطية الوطنية المدنية التي فيها مساحة للكل.

الأوضاع تدهورت لعدة أسباب، جزء منها لوجود تراكمات تاريخية، لأننا في ليبيا لم نر دولة مؤسسات، عسكرية او تعليمية الخ، الدولة كانت تسير على نظام يقوم على شخص واحد. هذا جانب، من جهة ثانية، كل منطقتنا مرّت بظروف صعبة، وهو ما انعكس على الشأن الليبي الداخلي، إضافة الى التدخلات.

لا يمكن الان معالجة المسألة الليبية بمعزل عن ما يحدث في المنطقة، ولكن هناك لا تزال فرص وواجب ان ننقذ وطننا الليبي ومنطقتنا كلها في سبيل أن نضمن حياة أفضل للأجيال القادمة.

برأيك ما الذي تحتاجه ليبيا حاليا، ماهي الأولوية الأولى؟

ليبيا تحتاج الى استبدال الصراع المسلح بالحوار والجلوس مع بعض. كما لدينا إشكالات أخرى كما أسلفت، مثل إشكالية الإرهاب، الذي يمتد من غرب أفريقيا الى أفغانستان، كذلك لدينا إشكالية الهجرة، كذا الحال لدينا إشكاليات أخرى مثل ان المنطقة تمر بمشاكل بيئية مثل الجفاف، والأجيال التي تضيع عليها فرص التعليم. لا يوجد هناك حل، غير الجلوس مع بعض والحوار.

“عدد الجالية الليبية يصل الى حوالي 5 آلاف شخص”

رغم ان ليبيا بلد غني، إلا انها لا زالت تصدر اللاجئين. هل تتوقع ان يستمر ذلك؟ وكم هو عدد الجالية الليبية وكيف تقييم أوضاعها؟

أسباب خروج الليبيين ليست جديدة، تعود الى أيام النظام السابق، وانا بنفسي كنت من هؤلاء، لان انعدام الأفق السياسي، وعدم المشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص تدفع الناس الى الهجرة، والكثير من الشباب منذ أواسط التسعينات لا يجدون فرصة حتى الآن لحياة كريمة لذلك يهاجرون. وما حدث بعد الثورة من صراعات سياسية وعسكرية ساهم كذلك في استمرار الهجرة.

بالنسبة الى عدد الليبيين يصل الى حوالي 5 آلاف، نصفهم تقريبا في مرحلة طلب اللجوء، أم النصف الآخر فلدى قسم منهم الجنسية والقسم الآخر أوراق الإقامة. والأشخاص الذين يفشلون في الحصول على اللجوء، يجب ان يعودوا الى ليبيا.

هل هناك تواصل بين السفارة الليبية ومصلحة الهجرة السويدية بخصوص طالبي اللجوء الليبيين؟

في موضوع طالبي اللجوء، هناك جوانب قانونية فنية. طالب اللجوء هو تحت حماية القانون الدولي، لا يحق لنا كسفارة ان نتدخل وهم تحت الحماية الدولية، حسب اتفاقية جنيف. لكن في نتدخل في حال طلب الشخص نفسه ذلك شخصيّا وكذلك طلب مصلحة الهجرة التدخل.

نحن نتدخل في حالات خاصة قانونية، مثل طلب بعض الأشخاص العودة الطوعية، وكذلك في حالات الترحيل القسري عندما يطلب الشخص نفسه التدخل بشكل قانوني.

” ليبيا ليست جزءاً من مشكلة تدفق اللاجئين والحل هو بعلاج مشاكل الدول المصدرة للمهاجرين”

هل لديكم تعاون مع الحكومة السويدية، والاتحاد الاوروبي اجمالا حول موضوع الهجرة عبر القوارب؟

موضوع الهجرة عبر القوارب، أصبح قضية دولية وأوروبية وليبي أيضا. دعني أقول إن ليبيا دولة عبور، وليست دولة مصدر، وليبيا تعاني كما تعاني أوروبا، ونسبة ما يصلون الى أوروبا هم نسبة ضئيلة جدا مما هم في ليبيا، والظرف الليبي معروف، وهذا الموضوع يناقش على مستوى الاتحاد الأوروبي، الذي يتعاون مع السلطات الليبية في هذا الخصوص.

ونحن كسفارة في السويد نتعاون مع السلطات الرسمية السويدية ونتبادل الحوار معهم، ونؤكد دائما ان ليبيا ليست جزءا من المشكلة وانما تعاني من وجود اعداد كبيرة من اللاجئين على أراضيها، رغم الأوضاع الصعبة فيها حاليا.

ورؤيتنا لحل المشكلة هو ان يتم علاج المشاكل الرئيسية في البلدان المصدرة للاجئين سواء كانت سياسية او اقتصادية وذلك للحد من تدفق المهاجرين.

“أنا متفائل بواقعية وليس بناء على أوهام”

سعادة السفير الى أي قدر انت متفائل في قدرة ليبيا على بناء مؤسساتها، وتبدأ من جديد كدولة موحدة ومستقرة؟

أنا متفائل بواقعية، رغم وجود الصعوبات والتحديات. وقاعدة هذا التفاؤل ليست مبنية على أوهام. رغم هذه الظروف الصعبة، حافظ الشعب الليبي على وحدته، ووطنه وعلى وحدة دولته، رغم التدخلات والظروف الصعبة، لا توجد مؤشرات على ان الشعب الليبي وساسته يفكرون المساس بهذه الوحدة، هذه نقطة انطلاق جيدة، تجمعنا كلنا. لكن ذلك يحتاج الى عمل وان نمد أيدينا لبعض، ونتنازل لبعضنا في سبيل ان نقصر عمر هذه الأزمة، ونستعد لتعويض وبناء واعمار ما فاتنا حتى تجد الأجيال القادمة فرص للانطلاق الى الأفضل مما هو موجود الآن.

حضرتك ستغادر السويد كسفير وسوف تستلم مهام أخرى في مواقع أخرى، ماذا تقول الى الجالية الليبية في السويد والدول الاسكندنافية وأوروبا عموما في نهاية فترة خدمتك في السويد؟

حقيقة أنا أملك بعض الخبرة في السويد واسكندنافيا، صحيح لا توجد حياة سهلة، لكن الفرص موجودة في السويد للتعلم، وتكوين الذات. فقط الانسان يحتاج الى ان يضع هدفا، ويكون لديه الإرادة الكافية. وعندما يقوم بهذا، فهو يخدم نفسه، ويخدم بلده وجاليته، فيكون عضو مفيد.

هذه البلدان تتمتع في الحقيقة، مقارنة بدول العالم الأخرى، بقدر كبير من العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتوفر فرص كبيرة لبناء الذات يجب استثمارها والتي ستكون عاملا مساعدا للشخص نفسه ولوطنه أيضا.

“الكومبس ستختصر الطريق عليكم”

سعادة السفير شكرا لك على هذا اللقاء

شكرا لكم، أود القول في نهاية هذا اللقاء، إنه عندما جئت الى السويد، كنت ابحث عن نوافذ وأبواب لهذا البلد. أخذت مدة لكن بعد ذلك وجدت “الكومبس” فكانت الباب والنافذة من ناحية المعلومات والتواصل، سواء على الصعيد الرسمي او الجاليات.

أتمنى لمشروع الكومبس النجاح والتوفيق، وأنا أعتبره أهم شمس في السويد، وأتمنى إشعاعه يعم أكثر.

وأقول إن ذلك فرصة للجالية الليبية والعربية في السويد: هناك الكومبس ستختصر الطريق عليكم.

حاوره: رئيس تحرير شبكة الكومبس الإعلامية د. محمود الآغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon