السويد الثانية عالمياً في حماية المناخ

: 11/12/21, 8:08 AM
Updated: 11/12/21, 7:44 PM
وزير البيئة بير بولوند مشاركاً بقمة المناخ في غلاسكو

Foto: Henrik Montgomery / TT
وزير البيئة بير بولوند مشاركاً بقمة المناخ في غلاسكو Foto: Henrik Montgomery / TT

3 دول اسكندنافية “نموذج يحتذى به” في إجراءات حماية المناخ

المغرب من الدول المتقدمة في التصنيف

الكومبس – أوروبية: حلت السويد في المرتبة الثانية بين دول العالم في جودة الأداء المناخي بعد الدنمارك. وخلص مؤشر الأداء المناخي للعام الحالي إلى أن الدول الاسكندنافية، الدنمارك والسويد والنرويج، تعد نموذجاً يحتذى به في إجراءات حماية المناخ في العالم.

ورغم تحسن إجراءات حماية المناخ في عدد من بلدان العالم، فإن الدول الأكثر تسبباً في الانبعاثات أخفقت في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية، وفقاً لمؤشر الأداء المناخي.

وأظهر المؤشر أنه رغم التقدم الكبير في استخدام الطاقة المتجددة والالتزام بسياسات المناخ والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لا سيما الفحم، فإن وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة لا تزال بطيئة بشكل مقلق وبما لا يتماشى مع الالتزام المطلوب لوقف الاحتباس الحراري بالحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية.

وأبقى المؤشر المراكز الثلاثة الأولى فارغة مرة أخرى هذا العام لعدم تمكن أي دولة من الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة بمعدل أقل من 1.5 درجة مئوية الذي يمثل حجر الأساس في اتفاقية باريس للمناخ، وذلك وفقاً لتقييم 60 دولة إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي تشكل جميعاً 90 بالمائة من إجمالي انبعاثات الكربون على مستوى العالم.

وتعكف منظمة ″جيرمان واتش″ لحماية البيئة غير الحكومية ومقرها ألمانيا ومعهد “نيوكلايمات” على تقييم إجراءات وسياسات الطاقة المستدامة وتصدران مؤشراً سنوياً كوسيلة لمقارنة أداء المناخ في البلدان عبر معايير مشتركة. ويصنف العلماء البلدان بناء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومعدل الاعتماد على الطاقة المتجددة كمصادر للطاقة فضلاً عن مدى التوسع في تطبيق إجراءات حماية البيئة والتشريعات والسياسات الرامية إلى مواجهة ظاهرة التغير المناخي.

الدول الاسكندنافية وبريطانيا والمغرب في الصدارة

وفيما يتعلق بأفضل الدول على مؤشر الأداء المناخي للعام الجاري، فقد احتلت النرويج المرتبة الأولى على الإطلاق بعد تسجيلها أعلى الدرجات في مؤشر الطاقة المتجددة. كذلك حققت 15 دولة درجة “عالية” في الفئات الأربع لهذا المؤشر، وهو ما يعد أعلى من العام الماضي بدولة واحدة. واحتلت الدنمارك والسويد والنرويج المراكز الرابعة والخامسة والسادسة على التوالي بفضل الخطوات التي اتخذتها البلدان الثلاثة في مجال التحول إلى الطاقة الخضراء وسياسة المناخ.

وخلص المؤشر إلى أن الدول الاسكندنافية تعد نموذجاً يحتذى به في إجراءات حماية المناخ الطموحة في سائر العالم. وقال نيكلاس هون، أحد المشاركين في الدراسة والخبير في معهد “نيوكلايمات” ومقره مدينة كولونيا الألمانية، “إننا في مستهل عقد يتمحور بشكل أساسي حول تنفيذ الأهداف المناخية التي تم تحديدها”. وأضاف “الدنمارك والسويد والنرويج مثل المملكة المتحدة والمغرب تعمل بشكل أفضل مقارنة بباقي دول العالم”.

ألمانيا في المركز الـ13

وفيما يتعلق بباقي بلدان التكتل الأوروبي، فقد وصلت فرنسا ولوكسمبورغ وألمانيا إلى “المنطقة الخضراء” على جدول تصنيف المؤشر بفضل التقدم الذي حققته الدول الثلاث، إذ كانت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، في منتصف التصنيف ​منذ العام 2013 لكنها تقدمت هذا العام لتحتل المرتبة الثالثة عشرة. ورغم ذلك، شدد جان بورك، أحد المشاركين في التقرير والخبير في منظمة ″جرمان واتش″، على أنه من السابق لأوانه الاحتفاء بهذا التقدم الذي حققته ألمانيا نظراً لأن المؤشر يقدم صورة ضبابية عن الأداء المناخي بشكل كبير. وأضاف “حددت كل دولة لنفسها أهدافاً (مناخية) طموحة، لكن العمل السياسي لم يوفر السبل الكافية لتحقيق هذه الأهداف المناخية”.

بريق أمل

واحتلت بلدان الاتحاد الأوروبي المراكز المتقدمة في المنطقة الوسطى من المؤشر ​عندما يتعلق الأمر بالأداء المناخي، بيد أن أداء بعض بلدان التكتل مثل بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا والتشيك كان ضعيفاً خلال العام الحالي فيما يتعلق بالسياسات المناخية. ورغم ذلك، فإن هناك كثيراً من الاتفاقات الإيجابية التي خرجت من قمة المناخ المنعقدة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، ما يمثل بريق أمل جديد في تغيير هذا المسار.

وقال جان بورك، في مقابلة مع DW، إن كثيراً من الدول تخطط للتخلص التدريجي من الفحم في غضون الخمسة عشر عاماً المقبلة، “لكن هذا لم ينعكس في تصنيف هذه الدول على المؤشر الحالي”. وأضاف أن هذا الأمر يشمل البلدان الأوروبية التي كان أداؤها ضعيفاً فيما يتعلق باعتمادها على الوقود الأحفوري. وفي هذا الصدد، قال إن “العديد من دول أوروبا الشرقية التي تعتمد بشكل كبير على الفحم بما يشمل بولندا وقعت على الاتفاقية فيما تتعاون جنوب إفريقيا مع بعض الدول الغربية مثل ألمانيا لدعهما من أجل التخلص التدريجي من الفحم بوتيرة أسرع”.

يشار إلى أن بولندا وجنوب إفريقيا تحتلان مرتبة “منخفضة” و “منخفضة جداً” على التوالي، لكن بناء على الخطط الجديدة، قد يتحسن تصنيف البلدين في ترتيب مؤشر العام المقبل. وفي سياق متصل، كانت روسيا وأستراليا في ذيل التصنيف أي في المنطقة “الحمراء” وذلك بعد الولايات المتحدة والجزائر، أما كوريا الجنوبية وتايوان وكندا وإيران والسعودية وكازاخستان فقد كان الأداء فيها هو الأسوأ.

أداء ضعيف في الصين

أما الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، فقد تراجعت أربعة مراكز لتحتل المرتبة الـ 7 وتحظى بتصنيف “منخفض” إذ يعد ارتفاع الانبعاثات وضعف كفاءة الطاقة من أكبر المشاكل التي تواجه التنين الصيني. ورعم ذلك، حققت الصين تقدما في مجال واحد هو التوسع في الطاقة المتجددة إذ احتلت المرتبة الـ23 في المؤشر متقدمة في ذلك على ألمانيا.

أما في الولايات المتحدة، فقد تقدمت من المركز الأخير إلى المركز الـ55 إذ تم تصنيفها في فئة “منخفضة للغاية” فيما يتعلق بالانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة.

جانيت كوينك

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.