الكومبس – مقالات تجارب وقصص نجاح: معتز أبوهلال من فلسطین حاصل على درجة البكالوریوس في اختصاص التركیبات الفنیة لطب أسنان من الجامعة الطبیة في سیغو دي أفیلا، كوبا 2014، جاء إلى السوید في عام 2016، وحصل منذ أكثر من عامين على عمل في مجال أختصاصه، يتحدث عن تجربته في هذا المقال:
قدومنا إلى هذا البلد الجديد هو عبارة عن ولادة
جديدة، والتعايش في بيئة تختلف عن التي اعتدنا عليها، علينا جميعاً البدء من الصفر
لكي نضع بين أعيننا هدف جديد في حياتنا وان نقوم بفهم مبادئ هذا المجتمع لكي نحصل
على فرصة في الاندماج والانخراط في المجتمع، من أوسع الأبواب .
ان الاندماج
في المجتمع لا يقتصر على تعلم اللغة السويدية او امتلاك العديد من الأصدقاء، بل وأيضا على
فهم مبادئ هذا المجتمع.
السويد تبدو
للوهلة الأولى للقادم الجديد عبارة عن بلد تحكمه قوانين صارمة جداً، وصعبة الفهم،
لكن بالنسبة لي لم يعد الأمر كذلك الآن، خصوصا أن قوانين هذا البلد، منشورة في
العديد من اللغات.
جئت الى هذا
البلد الجديد حيث بدأت من الصفر، واجهت العديد من العقبات التي وقفت في طريقي ولكن
ثابرت من أجل فهم هذا المجتمع الذي الذي يقول البعض إن من الصعب تحمل عاداته
وقوانينه التي يصفونها بأنها “صعبة ومعقدة” لكنني لا أتفق معهم بذلك
بالطبع.
المجتمع
السويدي لا يؤمن بالدموع والعواطف والتباكي، بل هو مجتمع عملي يتيح لكل من يجتهد
الحصول على فرصة، والأساس الذي يحكم هذا البلد هو القانون طبعا.
عامان وأنا
أمارس عملي في تكنولوجيا طب الأسنان، قمت خلال هذه الفترة بمعادلة شهادتي الجامعية
من مجلس التعليم العالي في السويد وحصلت على درجة الماجستير في تكنولوجيا طب
الأسنان.
العديد من
حملة الشهادات والكفاءات قدموا الى السويد، ولهم أقول من خلال تجربتي: “لا
تضيعوا وقتكم في الانتظار، لان بإمكانكم خلق فرص جديدة في حياتكم اليومية، تساعدكم
في الوقوف مجدداً وبدأ حياة جديدة”.
السويد عند
الوهلة الأولى نجدها “بلداً معقدة” ما يُصيبنا بالخوف والقلق، من المضي
قدما في حياتنا العملية فيها، كفاكهة جوز الهند، ليست بحسن المنظر، لكن مذاقها حلو
ورائع، ولها فوائد صحية.
لنتذكر أن هذا
البلد أعطانا فرصة من أجل العيش من جديد، وهناك العديد من الأشخاص الذين لم تتوفر
لديهم مثل هذه الفرصة في بلدان أخرى.
يجب علينا جميعا تعلم قوانين ومبادئ هذا المجتمع
من أجل الانخراط به بشكل يساعدنا على العيش فيه.
معتز ابو هلال