السويد والناتو.. تحالف يقترب من العضوية أم مجرد تعاون؟

: 10/27/21, 5:22 PM
Updated: 10/27/21, 5:22 PM
من زيارة الأمين العام لحلف الناتو إلى السويد
(أرشيفية)
Foto: Fredrik Sandberg / TT
من زيارة الأمين العام لحلف الناتو إلى السويد (أرشيفية) Foto: Fredrik Sandberg / TT

الكومبس – تقارير: الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبيرغ في السويد. قاعدة بيرغا (BERGA) البحرية التي تشهد مناورات بحرية سويدية فنلندية كانت على جدول زيارته.

الأمين العام للحلف أكد خلال الزيارة أهمية تطوير “شراكة” الحلف مع السويد عبر زيادة تبادل المعلومات والتدريبات المشتركة والحوار السياسي.

علاقة السويد بالناتو يشوبها كثير من التعقيد والجدل. فالبلد المحسوب سياسياً وعسكرياً على المعسكر الغربي ليس عضواً في حلف شمال الأطلسي، غير أن استراتيجيته الدفاعية، خصوصاً في السنوات الأخيرة، تأخذ في الاعتبار إمكانية الاستعانة بقوات الحلف فور التعرض لأي هجوم. ومن أمثلة ذلك قرار الحكومة العام الماضي بتوسيع انتشار القوات المسلحة في السنوات المقبلة، ونشر أفواج عسكرية في منطقتي فالون وسوليفتيو. وكانت خطة نشر القوات المسلحة تقضي بأنه في حالة حدوث أزمة أو حرب، ستصل قوات الناتو عبر ميناء تروندهيم ويتم نقل القوات بأمان إلى السويد إذا لزم الأمر.

وزير الدفاع بيتر هولتكفيست قال حينها إن هناك حاجة إلى تعزيز انتشار الجيش بهدف تطوير التعاون الدفاعي الموسع مع فنلندا والنرويج.

وفي حين يعارض كثيرون في السويد توسيع الشراكة مع الناتو، تطالب الأغلبية البرلمانية بأن تكون البلاد مستعدة للانضمام بسرعة إلى الحلف. ورأت لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في البرلمان أن السويد يجب أن تحافظ على ما يسمى “خيار الناتو”، بحيث تكون مستعدة في أي وقت للانضمام إلى الحلف.

ويقف وراء المطالب الأحزاب البرجوازية (المحافظون والمسيحيون الديمقراطيون والليبراليون والوسط) وديمقراطيو السويد (SD) الذين كانوا يعارضون العضوية في الناتو، لكنهم باتوا يدعمون هذا المطلب.

وتبرر الأحزاب موقفها بأن السويد تتجه إلى تحالف دفاعي مع فنلندا، لذلك سيكون من الضروري الاقتراب أكثر من الناتو.

في حين انتقدت الحكومة بحدة موقف الأحزاب البرجوزاية وديمقراطيي السويد واعتبرته محاولة للتقدم خطوة نحو الانضمام للحلف.

انضمام السويد إلى حلف الناتو أثار جدلاً سياسياً في البلاد خلال فترات مختلفة طيلة نحو 70 عاماً من تأسيس الحلف، واشتد النقاش حول الأمر في العقدين الأخيرين نتيجة ما اعتُبر تحولاً في السياسة الدفاعية السويدية. ورغم ذلك، ما زالت السويد تتبنى سياسة عدم الانحياز عسكرياً.

ويعني الانضمام لحلف الناتو الذي تأسس في العام 1949 الحصول على دعم الحلف العسكري في حال التعرض لأي عدوان.

واختارت السويد بعد تأسيس الحلف عدم الانحياز لحلف الناتو الذي كان يمثل المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة، مقابل حلف وارسو الذي كان يمثل المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي.

تحفز روسي

وعلى الطرف الشرقي من أوروبا تراقب روسيا كل تحركات السويد باتجاه الناتو. وكثيراً ما تصدر وزارة الخارجية الروسية بيانات تعبّر عن قلقها من تعزيز شراكة السويد مع حلف الناتو، معتبرة أن عدم مشاركة ستوكهولم في التحالفات العسكرية، أمر مهم لتحقيق الاستقرار في أوروبا.

ورغم أن السويد ليست عضواً في الناتو حتى الآن، فإنها تشارك في تدريبات الحلف، وتتيح أراضيها لإجراء مناورات للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي يقلق روسيا.

ومع تزايد التهديدات الروسية للسويد متمثلة خصوصاً في التهديدات الأمنية ومحاولات الاختراق الإلكترونية، حيث يعتبر جهاز الأمن السويدي (سابو) روسيا “ضمن أخطر التهديدات على أمن السويد”، يرى محللون أن الاستراتيجية الدفاعية السويدية تغيرت نحو الاقتراب أكثر من حلف الناتو، في حين لا تزال أحزاب الحكومة متمسكة بالخيار الاستراتيجي لعدم الانحياز عسكرياً.

خيار الانضمام للناتو يعني تغييراً جوهرياً في استراتيجية السويد التي اعتمدتها سنين طويلة، ورغم كل الضجيج حوله بين الأحزاب، فإن الأمر لا يتعلق بتسجيل نقاط سياسية لهذة الكتلة أو تلك، بل بحسابات دقيقة لها علاقة بموقع السويد في العالم والتهديدات التي تواجهها في أوروبا.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.