السياسيون في تايلاند يلجأون إلى المنجمين لمعرفة مصيرهم

: 2/21/19, 9:50 AM
Updated: 2/21/19, 9:50 AM
السياسيون في تايلاند يلجأون إلى المنجمين لمعرفة مصيرهم

الكومبس – منوعات: أظهرت خريطة مرسومة يدوياً للمجموعات النجمية والكواكب، تايلاند في خضم سنة التغيير، كما يقول المنجم بينيو بونغشاروين، وهو أحد العرافين الذين يلجأ إليهم السياسيون في زمن التحولات والاضطرابات.

ويوضح بينيو وهو رئيس «الجمعية الدولية للفلك» في تايلاند «النجوم كلها في أماكنها… سيكون هناك تغيير كبير ومواجهة كبيرة ومفاوضات كبيرة».

وقد تفتقر توقعاته إلى الدقة، لكنها مهمة جداً بالنسبة إلى التايلانديين الذين يلجأون منذ فترة طويلة إلى العرافين ليأخذوا ولو فكرة بسيطة عمّا يخبئ لهم الغد، في المدرسة أو في العمل وفي الحب والسياسة.

وحالياً، تهيمن السياسة على الأحاديث المتداولة، عقب سلسلة من الأحداث الدراماتيكية التي أشعلت المشهد السياسي قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 آذار (مارس) المقبل.

فالجمعة الماضي، قرر ملك تايلاند ماها فاجيرالونكورن منع شقيقته الأميرة أوبولراتانا من الترشح لرئاسة الوزراء، لأنه اعتبرها خطوة «غير ملائمة». واقترح ترشيحها لرئاسة الوزراء حزب «راكسا تشارت» التايلاندي المقرّب من عائلة شيناوترا، وهو ينتظر ليرى إن كان سيلام بسبب هذه الخطوة التي تعتبر مجازفة.

وأثار هذا الموضوع شائعات عن احتمال قيام انقلاب مضاد لإطاحة رئيس المجلس العسكري برايوت تشان أو تشا، وهي شائعات ينفيها.

وامتنع بينيو الذي توقّع مصير رئيس وزراء سابق لم يفصح عن اسمه، عن الدخول في تفاصيل، قائلاً فقط إنه سيكون هناك مواجهة بين القوات «الليبرالية والمحافظة» مضيفاً «إنها معركة بين أصحاب الفكر التجديدي وأولئك المتمسّكين بطريقة التفكير القديمة». وعلم التنجيم متجذّر بتاريخ تايلاند وبكل تحوّل في تاريخ البلاد المليئة بالانقلابات، فالفلك يبلغ المحتجين والحكومات المدنية القصيرة الأجل بكل ما يحتاجون إلى معرفته، كما قال إدواردو سياني عالم الأنثروبولوجيا الثقافية لتايلاند في جامعة كيوتو. التايلانديون معتادون على فهم المعاني الكامنة في رمزية الأمور اليومية خصوصاً أنهم يعرفون التواريخ والأماكن والألوان التي تحمل أخباراً سارة، ويوضح المنجم أن السياسيين يعوّلون على هذه المعرفة. وأعلن حزب «راكسا تشارت» الأميرة أوبولراتانا الجمعة الماضي الساعة 9,10 صباحاً، وهو توقيت يشاع أنه يرمز إلى علاقة مع والدها الملك الراحل راما التاسع، وشقيقها الملك الحالي راما العاشر.

ويقول سياني «هذه الأمور جُعلت لتتماشى مع النظام الكوني العظيم».

ويغذي الجهل في السياسة هذه الصناعة لأن الناس لا يستطيعون مناقشة الأمور المتعلقة بالجهات المتنافسة بسبب الضوابط القانونية والانقسامات الحادة في البلاد. ويوضح سياني «أنت لا تعرف ما سيحصل لذلك تصبح مهتماً بالتنجيم الذي يعطيك إجابات لا يمكنك حتى طرح الأسئلة بخصوصها». فيما يفضل عادة الأغنياء علوم الفلك، ازدادت شعبية ورق التاروت لدى عامة الشعب، فهي تعطي إجابات حاسمة أكثر من التي توفرها الخرائط الفلكية المعقدة. وتقلب داو داو وهي عرّافة في وسط بانكوك ورقة تاروت عليها «عجلة الحظ». وتقول «نعم برايوت سيكون رئيساً للوزراء».

وتوقعها بتحول برايوت من رئيس المجلس العسكري إلى قائد مدني مشابه لتنبؤ بوارين بوافيراتلرد، وهو منجم شهير يعرف الجنرال السابق منذ 20 سنة. وهو يقول لوكالة فرانس برس «مجموعة الأشخاص الذين يخدمون البلاد الآن، سيعودون ويحكمونه مجدداً»، مضيفاً أنه يعتقد أن دور سلالة شيناواترا السياسي انتهى.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.