الكومبس – أخبار السويد: حذّرت الشرطة السويدية من أسلوب جديد تستخدمه العصابات الإجرامية لتجنيد الأطفال عبر الإنترنت، يتمثل في طلب صورة لجواز سفر الطفل مقابل وعود مالية. ودعت الأهالي إلى عدم ترك جوازات سفر الأطفال في أماكن يسهل الوصول إليها.

وقال منسق العمليات في المركز الوطني للشرطة لمكافحة العنف في البيئات الإجرامية، أوغست كنوتسون، إن مشاركة صورة جواز السفر تعني أن “الطفل يقع تماماً في قبضة العصابة ولا يستطيع التراجع بعد ذلك”.

وأوضح أن العصابات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة المشفرة كـ”مكاتب توظيف” للأطفال، حيث يتلقى بعضهم رسائل مثل “أرسل صورة جوازك وسنحول لك 100 ألف كرون”.

وأضاف أن هذه العصابات قد تجمع معلومات كاملة عن الطفل وعائلته، ما يعرّضه لمخاطر جسيمة، كما نقلت أفتونبلادت.

تعرضهم للابتزاز والتهديد

وأشار كنوتسون إلى أن مشاركة هذه الصور تجعل الطفل عرضة للتهديد والابتزاز، حتى لو أراد الانسحاب لاحقاً من التعامل مع العصابة. وأضاف “نعتقد أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال يعيشون في خوف شديد، بسبب تهديدات طالتهم أو عائلاتهم”.

ودعا أولياء الأمور إلى تحمل مسؤولياتهم في مراقبة حياة أطفالهم الرقمية، وقال “إذا كنتم أنتم من تدفعون ثمن الهاتف، فعليكم أيضاً مراقبة ما يفعلونه به”.

وحثّت الشرطة الأهل على عدم ترك جوازات سفر الأطفال في أماكن يسهل الوصول إليها، وعدم الافتراض بأن عالم الإنترنت آمن.

الشرطة تجتمع مع عمالقة التكنولوجيا

وجاء هذا التحذير بعد اجتماع عقد أمس الأربعاء بين الشرطة وعدد من السياسيين والمنظمات الحقوقية وشركات تكنولوجيا كبرى مثل ميتا وتيكتوك وغوغل، بهدف مناقشة سبل الحد من تجنيد الأطفال في العصابات.

وأكدت الشرطة أن بعض الأطفال في سن 12 أو 13 عاماً باتوا ينفذون مهاماً إجرامية من منازلهم، مشددة على الحاجة إلى تعزيز القدرة الرقمية للشرطة لرصد هذه الأنشطة.

الشرطة تطالب بقوانين لملاحقة تجنيد الأطفال رقمياً

وقالت رئيسة الشرطة، بيترا لوند، إن هذه المنصات يجب أن تكون ملزمة بالكشف عن هويات المستخدمين الذين يقفون وراء هذه الإعلانات، مشيرة إلى أن القوانين الحالية لا تمنح الشرطة هذه الصلاحيات، كما هو الحال في جرائم الإرهاب والانتهاكات الجنسية.

وطالبت الشرطة السويدية بسنّ قوانين تُجبر منصات التواصل مثل “تيك توك” و”إنستغرام” على إزالة الإعلانات التي تنشرها العصابات لطلب تنفيذ جرائم قتل مقابل المال، والتي تستهدف بشكل خاص الأطفال والمراهقين.