الكومبس – خاص: مساء الثلاثاء الماضي، 3 شباط ( فبراير ) 2015، كانت أمٌ لخمسة أطفال، تعيش في مدينة Eskilstuna، تركن سيارتها في الكراج، أسفل العمارة التي تسكن فيها، عندما صُدمت بصوت طفلها، وهو يصرخ عليها مذعوراً من الشباك، طالباً النجدة من محاولة رجل في الخمسينات من عمره، فتح باب الشقة بالقوة.
تقول المرأة التي طلبت عدم نشر إسمها لـ “الكومبس “، : ” إنفطر قلبي عندما شاهدته في هذا الموقف، فسارعت مع أطفالي الآخرين الذين كانوا معي، الركض للصعود الى الشقة، وتهدئته، فقد كان يرتجف من الخوف، لان الرجل حاول فتح الباب بالقوة”.
وبعد وقت قصير جداً، نزلت المرأة من جديد الى أسفل العمارة، مع أطفالها، للبحث عن الرجل، وتقول: ” وجدناه نازلاً يريد الخروج، فإعترضت طريقه، فحاول قبل أن ينصرف بعيداً إخافتي من خلال الإيحاء بأنه يريد إخراج سلاح أو سكين من تحت ملابسه، ما أصاب الأطفال بالرعب”.
خلال ذلك، إتصلت المرأة بالشرطة، وطلبت منهم الحضور سريعاً، لان شخصاً حاول إقتحام شقتها، لكنها أُصيبت بصدمة جديدة من رد الشرطة، التي رفضت الحضور بحسب ما قالته المرأة التي أكدت للكومبس أن الشرطة فسرت عدم المجئ، ” لان الشخص لم يدخل الشقة، فلو كان قد دخل عندها كُنا حضرنا”.
وتُعبر المرأة عن سخطها الشديد، وإستغرابها من موقف الشرطة، وتقول: ” هل يتطلب وقوع جريمة، وإقتحام الشقة، وربما إيذاء طفلي، لكي يأتي البوليس؟ قلت لهم إن الشخص توقف عن فتح الباب بعد صراخ طفلي ومعرفته بإنكشاف أمره، فماذا لو كان نجح في الدخول وقام بإيذائه”؟!
المرأة لا تزال تشعر بإحباط شديد، وحتى بالخوف من الرجل الذي قد يكون شعر بالأمان لان الشرطة لم تأت لمساعدتها، والأكثر من ذلك، فقدت الثقة بها.
الكومبس تتحدث مع شرطة Eskilstuna
لمعرفة رد البوليس على ذلك، إتصلنا بمركز شرطة مدينة Eskilstuna، وطرحنا القضية عليها، فقال لنا رئيس مقاطعة Södermanland لإتصالات الشرطة، Thomas Redlund: ” إطلعت على نظام البيانات الذي لدينا، ولم أجد فيه قصة مشابهة للقصة التي روتها السيدة المتصلة بكم، لكني وجدت قصة أخرى، ينطبق عليها نفس الإسم والعنوان”.
وأضاف أن ” إمرأة إتصلت بمركز شرطة القيادة في الساعة 17.34 مساءاً من رقم الهاتف ( … ) وهو نفس رقم هاتف السيدة التي إتصلت بالكومبس، وينطبق عليها نفس العنوان الذي أرسلته للكومبس.
وأكد أن : ” معلوماتنا تقول ان رجلاً طرق باب شقتها، وحرك قبضة الباب، ففتحت المرأة الباب له وقالت: إذهب من هنا. غير ذلك لم يُترك معلومات أخرى لدى مركز الشرطة لإستقبال البلاغات”. وقدرّ الضابط المسؤول ان عدم ورود بلاغات جديدة من العنوان، يعني ان المرأة لم يكن لديها مشكلة مع الرجل الزائر.
متى تتدخل الشرطة؟
“الكومبس” طلبت توضيحاً من الشرطة، حول المعايير التي تستند عليها عندما تقرر التدخل في مثل هذه الحالات، فقال المسؤول في شرطة إسكلستونا توماس ريدلوند: ” تتدخل الشرطة عندما يكون هناك إضطرابات أو أحداث إجرامية أو خطورة من كليهما. فنح نعمل على ضمان وسلامة الأمن العام. ولكي نقوم بإتخاذ إجراءات ضد أشخاص، يتطلب ذلك ترك معلومات لدى الشرطة، ليكون تدخلها قائماً”.
وأضاف: “الجرائم التي تشكل أساساً لتدخل الشرطة في مثل هذه الحالات، هي في المقام الأول التحرش الجنسي، بالإضافة الى القضية المطروحة أعلاه. لكن بعد إنتهاء قرع الشخص على الباب وتحريك مقبضه، وعدم ورود المزيد من الإتصالات الى الشرطة، تعتبر الشرطة ان المشكلة قد حُلت”.
ورداً على سؤال الكومبس حول موقف الشرطة من الخوف الذي تشعر به السيدة الآن، قال توماس: “يجب ان تكون المرأة على ثقة كاملة، من أن الشرطة ستتدخل في حال حاول شخص ما مهاجمتها. حيث تكون القضية حينها، التعدي على ممتلكات الغير، والشرطة تأخذ ذلك على محمل الجد. وإذا رافق ذلك أي نوع من أنواع التهديد، فأن القضية حينها ستشكل أولوية عليا لديها”.
وزاد القول: ” إذا كان لدى المرأة مخاوف، وكانت قد أوضحتها في إتصالها، كان يمكن للقضية ان تأخذ منحى آخر”.
وعبّر المسؤول لـ “الكومبس” عن أسفه “لان السيدة ترى ان الشرطة لم تستجيب لتأمين سلامتها وأولادها”، وقال إن ” مهمتنا تجاه المرأة وأطفالها وأمنهم، أولوية قصوى بالنسبة لنا ونتمنى ان تشعر بالثقة المستمرة فينا”.