الدافع الأساسي كان رغبة الجاني ريكارد أندرشون في إنهاء حياته
الكومبس – أخبار السويد: أعلنت الشرطة السويدية انتهاء تحقيقاتها في الهجوم بمدرسة “ريسبرشكا” بمدينة أوربرو في فبراير الماضي، والتي تُعدّ أسوأ جريمة قتل جماعي في التاريخ الحديث للسويد. وأكّد المحقق هنريك دالستروم أن التحقيق لم يجد أي مؤشرات على وجود دوافع سياسية أو عنصرية أو تطرف لدى القاتل ريكارد أندشون.
وكشفت الشرطة في مؤتمر صحفي إن تقييمها يشير إلى أن الدافع الرئيسي وراء الجريمة كان رغبة الجاني في الانتحار. وقال دالستروم إن “المشتبه به واجه صعوبات طويلة في إعالة نفسه. ونقدّر أن هذا الإحباط تحوّل إلى رغبة في إنهاء حياته.” ولفتت إلى أنه اختار توجيه غضبه تجاه مكان كان يرتبط به سابقاً، وهو مدرسة ريسبرشسكا.
هجوم تحت تأثير المخدرات
وكشفت في مؤتمر صحفي أن نتائج التشريح أظهرت أن الجاني كان تحت تأثير مادة الأمفيتامين المخدرة وقت تنفيذ الهجوم، حيث عُثر على بقايا للمخدرات في مرحاض المدرسة الذي مكث فيه قبيل إطلاق النار.
وأكدت الشرطة أن أندرشون لم يستهدف أشخاصاً بعينهم، بل أطلق النار عشوائياً على كل من صادفه داخل المدرسة، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة ستة آخرين.

الشرطة: تدخلنا السريع ساهم في تقليل عدد الضحايا
ونشرت صوراً ومقاطع فيديو التُقطت من كاميرات المراقبة وكاميرات الجسم الخاصة بعناصر الشرطة.
وأظهرت تعرّض عناصرها لإطلاق نار كثيف من قبل الجاني، حيث أطلق عشر رصاصات اخترقت أربعة أبواب حريق أثناء محاولة الشرطة التدخل، ما اضطرهم إلى التراجع مؤقتاً بسبب تسليحهم الخفيف.
وواصلت الشرطة رغم ذلك التقدم نحو موقع إطلاق النار. وقالت في تقييمها النهائي إن التدخل السريع ساهم في تقليل عدد الضحايا، مؤكدة أن تأخير الدخول كان سيؤدي إلى نتائج “أسوأ بكثير”.
عاش على المساعدات.. وامتلك أسلحة دون استخدام
وقال دالستروم الذي ترأس التحقيقات إن أندشون، تعمّد البقاء “غير مرئي” في كل من الحياة الرقمية والواقعية، حيث عاش معزولاً اجتماعياً ولم يكن له أي تواصل يُذكر مع المجتمع.
ولم تتمكن الشرطة من العثور على هاتف محمول مرتبط بالجاني، كما تم نزع نزع الأقراص الصلبة من جهازي كومبيوتر مرتبطين به، ما حال دون تحليل محتواهما.
وكشفت التحقيقات أن أندشون كان معتمداً بالكامل على المساعدات الاجتماعية طوال حياته البالغة.
وأوضحت أنه حصل على رخصة الصيد في عام 2011 واشترى حينها سلاحين ناريين، ثم اشترى سلاحاً ثالثاً في عام 2014. لكنه لم يظهر أي اهتمام حقيقي بالصيد، ولم يسجَّل له نشاط في أي نادٍ للرماية أو في أي ساحة تدريب.
ولم يعثر المحققون على أي دليل يُظهر أنه استخدم هذه الأسلحة قبل يوم الجريمة.

لا محاسبة قضائية.. والانتحار أنهى القضية
وأكدت الشرطة أن الجريمة أُغلقت قانونياً، حيث لا يوجد أي شخص يمكن توجيه التهم إليه بعد أن أقدم الجاني على الانتحار داخل المدرسة بعد تنفيذ الهجوم.
وقال نائب قائد الشرطة الإقليمية في بيريسلاغن، نيكلاس هالغرين “في ظروف أخرى، لم نكن لنقدم هذا العرض التفصيلي، لكن نظراً لفداحة الحادثة وحرصاً على الشفافية، اخترنا تقديم مراجعة شاملة”، كما نقلت وكالة TT.
تحقيق دولي موسع
وشملت التحقيقات تعاوناً واسعاً مع جهات دولية، من بينها الشرطة النرويجية، مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، ووكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، في محاولة لفهم خلفية الجاني وتحليل سلوكه قبل تنفيذ الهجوم.
يذكر أن الهجوم الدموي أسفر عن مقتل 10 ضحايا من طلاب وموظفي مدرسة ريسبيشكا لتعليم الكبار في أوربرو.