العيد في السويد فرصة لإسترجاع الذكريات ولقاء الأهل

: 8/8/13, 1:30 PM
Updated: 8/8/13, 1:30 PM
العيد في السويد فرصة لإسترجاع الذكريات ولقاء الأهل

الكومبس – تحقيقات: كيف يحتفل المسلمين بعيد الفطر في السويد، وما هي خصوصية المكان بالنسبة لمن اعتاد الاحتفال بهذا العيد في أوطانه، الكومبس التقى عدد من المحتفلين بعيد الفطر الذي حل صباح اليوم بعد شهر صيام نهاراته كانت طويلة، هنا في الشمال الاوروبي.

الكومبس – تحقيقات: كيف يحتفل المسلمين بعيد الفطر في السويد، وما هي خصوصية المكان بالنسبة لمن اعتاد الاحتفال بهذا العيد في أوطانه، الكومبس التقى عدد من المحتفلين بعيد الفطر الذي حل صباح اليوم بعد شهر صيام نهاراته كانت طويلة، هنا في الشمال الاوروبي.

كساءُ الذكريات يرتدي عيد الفطر المبارك لدى الجاليات المسلمة في السويد. فهو مناسبة يحلو فيها الطرق على باب الذكريات وإستذكار الأهل والأقارب وإسترجاع الطقوس والشعائر الدينية والإجتماعية، فمهما إختلفت الأوطان يبقى العيد واحداً، تتلون فيه نوافذ الذكريات بألوان من الصعب إزالتها.

عوالم مصغرة من أوطان بعيدة، يوفرها هذا العيد. حيث الأهل والأصدقاء واللقاءات وجلسات السمر والأحاديث تزيين منازل المحتفلين، فيما تُعّمر الموائد بالأكلات الشعبية وتحيي الشعائر والطقوس الدينية الجماعية المعتاد عليها في هذه المناسبات.

في السويد الطبيعة الخلابة في الصيف ليست غائبة عن المشهد، بل انها توفر بحضورها البديع مجالات واسعة للخروج والإحتفال على بُسط خضراء يانعة منقوشة بأزهار، لها من الألوان ما يُبهر العين ويشرح القلب، كأنها تحتفل على طريقتها الخاصة.

وقت للقاء والإستمتاع بالإكلات

تحضيرات أُم قاسم في عيد الفطر، تبدأ باكراً للقاء أبناءها المتزوجين وعوائلهم والمتفرقين في السويد والمانيا.

تقول أُم قاسم لـ "الكومبس": " العيد فرحة مضاعفة لي. فمن جهة أستذكر أيامنا الجميلة في الوطن وكيف كنا ننشغل لأيام طويلة بالإستعداد لهذه المناسبة، ومن جهة أخرى، يوفر العيد لي فرصة اللقاء بأبناءي الأربعة في السويد وألمانيا، اذ يصعب تجمعنا بهذا الشكل في غير الأعياد".

ولأُم قاسم التي تقيم في السويد منذ عشرة أعوام بنتان وولدان، جميعهم متزوجون، لكنهم ليسوا قريبين منها، يعيش أحدهم في المانيا، ويقيم الثلاثة الاخرون في مدن سويدية متفرقة غير التي يقطنهما والديهما. وفي الأعياد من كل عام، تحاول العائلة الكبيرة الإجتماع قدر الإمكان، لكن ما سهّل الأمر هذا العام، هو أن العيد تزامن مع العطلة الصيفية للمدارس.

تقول أُم قاسم: " العيد بالنسبة لي أن التقي بأبناءي وأتحدث لأحفادي عن الطقوس والعادات التي نشأنا وتربينا عليها ونحن نستقبل الأعياد، حيث يتجمعون حولي ويعيدون إليّ ذكرياتي عندما كنت وأشقائي نتجمع حول جدتي ونطلب منها أن تسرد علينا القصص والحكايات".

نزهات وسط الطبيعة

بعض الشباب لهم طريقتهم الخاصة في الإستمتاع بالعيد والإحتفال به، دامجين بذلك ثقافة بلديهما المنشأ والمضيف، ورغم ان لقاءات الأهل والتجمعات العائلية تروق لـ رانيا، الا إنها ترى ان نزهة بحرية مع أبناء عمومتها وأصدقاءها، تمنح العيد رونقاً ونكهةً خاصتين.

تقول رانيا لـ "الكومبس"، إن " للعيد في السويد، نكهته الخاصة. فخيارات وفرص الإحتفال بهذه المناسبة كثيرة ومتاحة للشباب أكثر مما هو عليه الحال في بلداننا المنشأ".

وتصف رانيا نزهتها البحرية التي إعتادت وأبناء عمومتها القيام بها في أغلب الأعياد، باليوم الرائع الذي تنتظره بفارغ الصبر، حيث تحاول المجموعة تنظيم عطلها بالشكل الذي يسمح لهم الإجتماع سوية في هذه المناسبة، وهو أمر يصعب تحقيقه في بقية الأيام، بسبب إلتزامات الدراسة أو العمل.

DSC_0206.JPG

فرصة لتنفيذ مشاريع مؤجلة

يرى أبو جمال، أن العيد يوفر له فرصة تنفيذ مشاريع مؤجلة، وعد بها أطفاله، الا ان مشاغله الكثيرة حالت دون تنفيذ الوعد.

يقول أبو جمال لـ "الكومبس": " بغض النظر عن ما يحمله العيد من معانٍ ومغازٍ كثيرة، فهو يمثل لي فرصة لتنفيذ الوعود التي قطعتها على أبناءي ولم تمهلني مشاغلي الكثيرة من تنفيذها. فالعيد يخفف عني مسؤولية الوعد الذي قطعته على نفسي".

يخطط أبو جمال الذي يقيم في العاصمة ستوكهولم مع عائلة شقيقه وشقيقته لأخذ الأطفال الى مدينة العاب " ليسا بيري" Lasse berg في يوتوبوري، وهي من أكبر مدن الملاهي الموجودة في أوربا، حيث أتفقت العائلات الثلاث على قضاء العيد في المدينة، والإستمتاع بمعالمها الجميلة.

يقول أبو جمال: " هي فرصة نقضي فيها غايات عدة. قضاء أوقات جميلة والإحتفال مع الأهل وإسعاد الأطفال وتعليمهم ضرورة الإيفاء بالوعد" ( يقول مبتسماً ).

تسوق من محل شرقي.jpg

التسوق على أشده

وبالإضافة الى ما يحمله العيد من معانٍ دينية وإجتماعية، فإنه يعني لإصحاب محلات بيع المواد الغذائية (المحلات الشرقية والعربية خصوصا) مصدر ربح إضافي. حيث تكتظ تلك المحلات بالمتسوقين، إبتداءً من أول أيام شهر رمضان، في حين تزداد الحركة على تلك المحلات قبيل أيام من العيد.

يقول عامر فتحي صاحب محل لبيع المواد الغذائية الشرقية، لـ " الكومبس " إن شهر رمضان وعيد الفطر يشكلان له مصدر ربح كبير، حيث يُعد دخل المحل خلال هذه الفترة الأكبر، قياساً ببقية أشهر السنة.

ويضيف فتحي أنه يحرص على تلبية ذائقة المتسوق الشرقي والعربي بشكل خاص، حيث يلون المحل بأنواع المأكولات والفاكهة والحلويات واللحوم وما الى ذلك، للإحتفاظ بزبائن المحل وجذب المزيد منهم.

لينا سياوش

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.