الفنان محمد خير عليوي لـ ”الكومبس”: “لا يمكن للتكنولوجيا أبداً أن تغني الطفل عن مسرح العرائس”

: 1/4/15, 7:56 AM
Updated: 4/10/15, 7:58 AM
الفنان محمد خير عليوي لـ ”الكومبس”: “لا يمكن للتكنولوجيا أبداً أن تغني الطفل عن مسرح العرائس”
الكومبس – خاص: لم تمنع سنوات عمره البالغة 60 عاما، الفنان السوري المقيم حاليا في السويد، محمد خير عليوي من متابعة حلمه في الوصول إلى قلوب الأطفال، لكنه يستغرب في لقاء خاص مع الكومبس عدم وجود “مسرح العرائس” في البلاد، رغم اهتمامها الكبير بالأطفال.

الفنان عليوي لمن لا يعرفه يعتبر عضواً مؤسساً في نقابة الفنانين السورية، وخبيراً في المجال المسرحي وخاصة مسرح العرائس، وهو من مواليد دمشق عام 1945. أشرف على العديد من دورات وزارة الثقافة في دمشق وحلب، وأسس العديد من الفرق المسرحية لوزارة الثقافة منها أيضاً فرقة القدس الفلسطينية، وأجرى دورات تبنتها الأمم المتحدة.

عمل أيضاً كمشرف في شركة للدوبلاج واتجه للإذاعة والإخراج، كما نال الكثير من شهادات التقدير من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين وإدارة اليونيسيف، وشارك في العديد من المسلسلات والأفلام، أبرزها مسلسل “وتمضي الأيام”.

وصل عليوي إلى السويد قبل أسبوعين فقط يحمل طاقة كبيرة وخبرة ليقدمها في هذه البلاد التي يقول إنها تفتقر، إلى مسرح العرائس.

يقول عليوي: “عدت إلى مراجع وبحثت أيضاً على الإنترنت، دون أن أعثر على شيء مرتبط بمسرح العرائس في السويد، رغم اهتمامها الكبير بالأطفال، لذلك أتمنى أن نملأ الفراغ ونبدأ بمشروع معهد أو مدرسة ومن خلالها نقوم بعمل مباشر للأطفال”.

يعيش محمد خير عليوي في بلدية Åstorp التابعة لمحافظة سكونة، لكنه عاش أياماً مريرة قبل مغادرته لسوريا، ويقول للكومبس: “استشهد ابني بقذيفة غادرة، وهدمت بيوتنا، ووصلتني تهديدات من جميع الأطراف ووضع اسمي على قائمة الإرهاب، لم أعد أشعر بالأمان، وجرى تهديد أولادي. إن لغة القتل هذه بعيدة عن الطفولة وعن اختصاصي، فآلمني الموضوع كثيراً، وبحكم وجود ابنتي هنا، التي تحدثت لي عن جو السويد وطبيعتها وعدم وجود مسرح للعرائس، فتشجعت على القدوم، وإيصال هذا الاختصاص إليها”.

“أتمنى تقديم شيء للطفل”

يتابع عليوي: “همي الأول والأخير هو الأطفال، وأعلم كم هو مسرح العرائس مهم لهم، لذلك أريد إكمال عمري بهذا الطريق، ولا أرغب بإضاعة الوقت، فأنا أجريت مجموعة أعمال على أن أقدمها على مستوى عالمي، فالعمر لم يبقى فيه أكثر مما مضى، وسأكون سعيداً بتكوين فرقة باسم السويد لتقديم فن باسمها للعالم كله”.

هل تعتقد أن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي، أنهت هذا النوع من الفن؟

لا يمكن لجميع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا إلغاء هذا الفن، فقد أثبت مسرح العرائس والدمية أنها أقرب شيء لروح الطفل، وما من شيء آخر يغنيه عن دمية ترافقه في سريره وخاصة في السنين الأولى، لذلك يعتمدون في الصفوف الأولى من رياض الاطفال ان يكون المربي لاعب عرائس ليقنع الطفل، وخاصة في روسيا حيث يتعبر وجود مسرح العرائس ضروري، لا أعلم لماذا يغفعلون عن هذا الموضوع في السويد؟

ماذا تقول للشباب القادمين الجدد إلى السويد؟ وخاصة من مناطق الحروب؟

أقول للشباب إن الظرف مؤلم جداً، وإن تحديد ظرف كل إنسان صعب جداً، ومن المؤلم انتزاع الشخص من الأرض الذي أحبها والشجرة التي تفيأ تحتها، أشعر بصعوبة التعبير وبجرح عميق تجاه هذا الموضوع، أنا متألم كثيراً، وبالنسبة لي كاختصاص في مسرح العرائس، أعرف عن نفسي كإنسان سوري، نذرت نفسي لأطفال العالم، وأشعر أننا جميعاً نغتال طفولتهم، وهو نفس الاسم لعمل لم أقدمه بعد “اغتيال الطفولة”.

ويختم محمد خير عليوي حديثه للكومبس بالقول: “أكرر جملة أحبها كثيراً وهي أن الحب يصنع المعجزات، وإن مجرد انتزاعنا للحب من روحنا، نخرب الطفل والدمية”.

أجرى الحوار: نادر عازر

nader@alkompis.com

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon