الكاتب السويدي لينوس دي فاير: أحاول تفكيك الصورة النمطية للسويديين عن العرب

: 5/13/18, 12:01 PM
Updated: 5/13/18, 12:01 PM
الكاتب السويدي لينوس دي فاير: أحاول تفكيك الصورة النمطية للسويديين عن العرب

الكومبس – حوار: ولد الكاتب السويدي، لينوس دي فاير دي فاري في ستوكهولم سنة 1977، ومنذ صغره كان مهتماً بالكتابة. وخلال مراحل الدراسة الأولية، كان يريد أن يصبح مخرج افلام، لكن اهتمامه بالكتابة بدأ بالنمو حين شجّعه مُدرسه في المدرسة، بعد ان قرأ مقالة كتبها لينوس. وخلال تلك السنوات كتب العديد من القصص القصيرة، والشعر السيء كما وصفه هو.

كان عمره 26 عاماً، عندما طلب صديقه منه القدوم إلى رام الله، والعمل مدرسا للغة الانكليزية، كان يعتقد انه سيبقى لمدة شهرين، لكنه بقي هناك سنتين، عاش في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط، في فلسطين، ثم في لبنان وأخيراً في الأردن.

وصف نفسه لبعض وسائل الاعلام السويدية بانه “ربّة بيت تقليدية لكن مع لمسة عصرية”! فساعات قليلة كل يوم، أثناء رعايته لطفله كانت مهمة لتكريس مشروع الكتابة لديه.

يقول الكاتب “وقع اغتيال رفيق الحريري عندما كنت أعيش في رام الله. تابعت التغطية على التلفزيون، وعندما انتقلت إلى لبنان، قرأت كتب التاريخ التي عالجت القتل وتبعت التطورات اللاحقة في السياسة اللبنانية وأدى ذلك إلى قرار استخدامي اغتيال الحريري كخلفية في كتاب “يوسف”.

يضيف: “من البداية، ظننت أنني سأجعل رجلاً من حزب الله الشخصية الرئيسية للكتاب، لكنني شعرت أنني لا أستطيع فهم ثقافة الشيعة أكثر من اللازم لذلك أصبح البطل سنيًا مسلمًا بدلاً من ذلك”.

وكشف أن العمل في كتاب “يوسف” استغرق سنتان من العمل المتواصل.

كيف ومتى تعلمت الحديث باللغة العربية؟

تعلمت أثناء وجودي في الشرق الأوسط لمدة عشر سنوات، ولم اكن اعتقد اني سأبقى كل تلك الفترة، في البداية ذهبت الى مدينة رام الله في عام 2005 وكنت أعمل أستاذ في اللغة الإنكليزية ولكني بقيت هناك لمدة سنتين ثم عشت ايضا في بيروت وعملت هناك في المخيمات الفلسطينية في لبنان لمدة عامين بالإضافة الى تحضيري الى الماجستير في الأنثروبولوجيا، وبعدها انتقلت الى العيش في الأردن لأن زوجتي حصلت على عمل هناك وهناك قررت ان اكتب رواية وهو الأمر الذي طالما أردت القيام به من قبل وكانت الفرصة مناسبة في الفترة التي بقيت فيها في البيت اعتني بطفلنا وكانت زوجتي تذهب الى العمل.

ربع حياتي قضيتها في الشرق الأوسط، عمري اليوم 40 عاماً قضيت منها نحو عشر سنوات في عدة بلدان عربية وهذا خلق عندي الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط.

عن ماذا يتحدث كتاب “يوسف” ومن أين جاءت فكرة الكتاب؟

الكتاب عبارة عن مذكرات فلسطيني في سجن لبناني، متهم باغتيال رفيق الحريري، يقوم بكتابة يومياته خلال تسع سنوات في السجن، تتضمن احداث عن الحرب الأهلية وعائلته ومرض اخته في السرطان وعلاقته بأخيه وبوالدته من أصل إغريقي أرثوذكسي ووالده الفلسطيني.

هذا مضمون نصف الكتاب، أما النصف الثاني من الكتاب يتضمن رسائل الى بنت خالته التي تعيش في السويد والتي طلبت منها ترجمة تلك الرسائل الى اللغة السويدية.

وهذا ما قامت به بالفعل وهي بدورها بحثت عن ناشر ليقوم بنشرها في اللغة السويدية وكل رسالة كانت تحمل قصة عن أحد أفراد عائلته ويوضح ويشرح براءته من التهمة التي انسبت اليه، مع ترك مساحة الشك عند القارئ والتحليل لمعرفة ما إذا كان فعلا بريء او مذنب.

لمن كتبت هذا الكتاب؟

لطالما أردت ان أصبح كاتبا لذلك كتبت هذا الكتاب الأدبي وجميع الاشخاص المعنيين بالأدب يمكنهم الاطلاع على هذا الكتاب وليس لهدف تحقيق أكبر نسبة مبيعات، كما أني أردت ان يطلع السويديين عن معلومات لا يملكون عنها فكرة بشكل جيد على سبيل المثال الحرب الأهلية في لبنان او النكبة او وعد بلفور.

ألم يراودك القلق من الخوض في الشأن العربي الشائك وانت غير عربي؟ هل أنت واثق أنك مدرك لتعقيدات هذا الوضع؟

انا أعتقد إنني عرفت الكثير عن الأحداث السياسية في تلك البلدان بفعل احتكاكي بالناس هناك.

في لبنان إذا بدأت الحديث على سبيل المثال في الطعام سينتهي الكلام في النهاية بنقاش سياسي لان السياسة تدخل في جميع تفاصيل الحياة اليومية، وحتى لو إني عرفت كل شيء فأني ايضا سيكون لدي رؤيتي وانتقاداتي الخاصة بي، شخصية يوسف في الرواية تلقي باللوم على الإسرائيليين وعلى المارونيين والأحزاب الدينية الشيعية والسنة.

على سبيل المثال لدي صديقة مسيحية مارونية واسمها يحمل تلك الهوية لم تتمكن من العمل في منطقة اخرى لا تنتمي لنفس الاتجاه، وبما إني شخص من الخارج لا انتمى لأي جهة فهذا يعطيني حرية التعليق والانتقاد.

ما هو الشيء الذي عجبك أكثر في الشرق عندما عشت في فلسطين ولبنان؟

كنت في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر، واتمنى الذهاب الى بغداد بالتأكيد هنالك العديد من الأمور على سبيل المثال الحياة الاجتماعية، هناك يمكن بسهولة البدء بالحديث مع الناس حول أي موضوع، حتى مع الأشخاص الذين تقف معهم بانتظار الباص.

وايضا الجو والشمس والطعام والضيافة العربية رغم إني لاحقا بدأت اشعر بأنها قد تكون مميزة لأَنِّي أحظى بمعاملة خاصة جدا بسبب لون بشرتي وشعري وعيوني على سبيل المثال في عمان بالأردن، كنت أحظى بالكثير من المجاملات ومعاملة كأني ملك، وهو امر قد يكون مختلف عن ما هو الحال عليه هنا في السويد، حيث لا يتلقى الأجنبي هنا اي مجاملات لا داعي لها، ولكن في لبنان كنت اشعر اني شخص طبيعي اكثر ولم اكن اثير اهتمام اللبنانيين حقاً.

هل تحاول بطريقة ما معالجة الصورة النمطية لدى السويديين عن العرب؟

بالتأكيد احاول ذلك وأتحدث لأصدقائي عن بعض المواقف اليومية التي صادفتها اثناء عيشي في الشرق الأوسط التي توضح الاختلاف والتنوع الذي قد لا يلاحظه بعض السويديين حتى أني حرصت في كتابي ان لا اذكر شيئا غير متعارف عليه في العالم العربي حتى انقل الى السويديين أمور واضحة.

جعلت اثنين من اصدقائي السويديين من أصل لبناني ان يطلعوا على كتابي قبل النشر للتأكد من ان كل شيء هو معقول فكانت لديهم ملاحظات بسيطة فقط، ولكني ما زلت اعتقد ان طريقة تناول الأحداث بالنسبة للعرب تأتي تحت مظلة جذورهم الدينية والثقافية يعني طريقة نظرتك وتفسيرك على سبيل المثال للأحداث السياسية تأتي من منطلق هويتك الدينية إذا كنت مسيحي ستتحدث عن الحرب الأهلية في لبنان بطريقة تختلف عن ما لو كنت لست مسيحيّاً.

هل هنالك نية لترجمة كتابك الى اللغة العربية؟

بالتأكيد أتأمل ذلك ولكنه أمر مكلف جدا لكني حقا فضولي لمعرفة رأي العرب بما يكتبه كاتب عنهم بالضبط كما سيكون لدى السويديين فضول لما يكتبه كاتب عربي عنهم ايضا.

حاورته: زينب وتوت

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.