الكومبس – ستوكهولم: كشف تحقيق أجراه برنامج “200 ثانية” في صحيفة أفتونبلادت عن حالات غش في شركة Riddermark العملاقة لتجارة السيارات. وقال موظفون سابقون للصحيفة إن عمليات الغش ممنهجة داخل الشركة. فيما قال الرئيس التنفيذي ألكسندر ريدرمارك إن الشركة ليس لديها أي نية للكذب على العملاء.
وعرض التحقيق ما قال إنه محادثات داخلية بين موظفين في الشركة تظهر كيف يعملون على إخفاء العيوب التقنية الموجودة في السيارات قبل بيعها، وكيف يطلبون من ورش تصليح السيارات إطفاء التحذير الخاص بوجود مشكلات في المحرك.
وفي المقابل تحدث موظفون سابقون كيف تتم المبالغة بأعطال السيارات أو ادعاء وجود عيوب فيها قبل شرائها من العميل بغرض التقليل من سعرها.
وعرض التحقيق حالات لسيارات تم اكتشاف أعطالها بعد شرائها من قبل الشركة، وفي إحدى الحالات كان ثمن السيارة حوالي نصف مليون كرون. وبعد شرائها اكتشف المشتري أن فيها عيوباً قد تشكل خطراً على الحياة. وبعد الاتصال بالشركة طلبت منه أخذ السيارة إلى ورشة تصليح معتمدة لديها. غير أن المشكلة عادت للظهور مجدداً. وحين طلب الزبون إعادة السيارة إلى الشركة رفضت ذلك بدعوى أنها تعمل بشكل جيد.
وخلص التحقيق بعد الاطلاع على محادثات داخلية وشهادات موظفين إلى أن هناك ثقافة داخل الشركة تقوم على التلاعب بالعملاء لكسب أكبر قدر ممكن من المال في صفقات السيارات.
فيما نفى الرئيس التنفيذي ألكسندر ريدرمارك بشدة أن شركته تعمل على هذا النحو. وقال للصحيفة “أشعر أننا واضحون جداً. طموحنا هو، على سبيل المثال، أن تجرؤ أم وحيدة لطفلين من تيبي على بيع سيارتها لنا وشراء سيارتها منا، دون الحاجة إلى أن تكون على دراية تقنية أو ميكانيكية. أنا لا أقول إن كل الامور على ما يرام بشكل كامل لدينا، لكنني أود أن أقول إن الأمور تسير بشكل جيد جداً في قطاع معقد. نحن نبيع سيارات تحتوي على ما يقرب من 100 ألف قطعة متحركة”.
وقال ريدرمارك إنه يعرف أن هناك حالات قام فيها مندوبو الشركة بإطفاء تحذير المحرك دون إصلاح الأعطال، من أجل بيع السيارات بسرعة.
وأضاف “يقوم سائق بقيادة السيارة إلى منزل العميل، وفي الطريق إليه يضيء ضوء المحرك. اكتشفنا أن مندوب المبيعات هو من طلب من السائق الذهاب إلى الورشة لإطفاء ضوء المحرك. إنها مهمة سهلة للورشة. والمشكلة أن ضوء المحرك سيضيء في غضون عشر دقائق أو في غضون أيام. لا يمكننا خداع العملاء بهذه الطريقة نحن نعلم أنه إذا أطفأنا ضوء المحرك، فمن المرجح أن يعود مرة أخرى. وحينها ما زال يتعين علينا تحمل المسؤولية عن الخطأ وإصلاح السيارة. إن إطفاء تحذير المحرك ليس شيئاً تدعمه الشركة أو تطلب من موظفيها القيام به. ووضعنا إجراءات صارمة لضمان عدم حدوث ذلك”.
“أمر فظيع”
وتحدث التحقيق إلى شابة من السائقين الذين يأخذون السيارات من العملاء أو يوصلونها لهم لصالح الشركة. وقالت الشابة إن مندوبي المبيعات يطلبون من السائقين اختلاق عيوب في السيارات من أجل المساومة على السعر، خصوصاً إذا كان العملاء من كبار السن أو أولئك الذين لا يعرفون كثيراً عن السيارات.
وعلق ريدرمارك بالقول “إذا كان ما تقوله هذه الموظفة السابقة صحيحاً، فهو خطير جداً. ليس لدي أي نية لخداع أي شخص، وخصوصاً كبار السن. أعتقد بأن هذا أمر فظيع. إذا اكتشفت ذلك، فسأتصرف فوراً”.
وعرض التقرير حالات محددة قد تظهر تلاعباً سواء خلال بيع السيارة أو شرائها. وردّ الرئيس التنفيذي للشركة بالقول “ليس لدينا نية لخداع أي من العملاء. ولم نكن لنتمكن من تطوير هذا العمل لو أننا نخدع العملاء. نعلم أنه في بعض الأحيان سارت الأمور بشكل خاطئ. وكان لدينا احياناً مندوبو مبيعات ربما اتخذوا طريقاً سهلاً للبيع والشراء، لكننا لا نقبل بهذا النوع من السلوك”.
وأضاف “بالطبع نقوم بتدريب موظفينا على التفاوض. لكن ليس بهذه الطريقة. يبدو أنه من الواضح أن هناك مندوباً أو أو اثنين عملوا بهذه الطريقة، وهذا ليس جيداً”
وتعتبر شركة Riddermark الأكبر في السويد للسيارات المستعملة، ووفق أرقام الشركة فإنها تبيع حوالي 50 ألف سيارة سنوياً. وتمتلك الشركة 14 فرعاً في السويد.
وتأسست الشركة من قبل المالك والرئيس التنفيذي ألكسندر ريدرمارك في العام 2007. في السنوات الأخيرة ، نمت الشركة بسرعة كبيرة جداً. وبلغ حجم مبيعاتها في العام 2023 حوالي 9.6 مليار كرون.
وحصل ألكسندر ريدرمارك على 1.3 مليون كرون راتباً العام الماضي.