الكومبس تحاور دافع رسوم “حرق المصحف”.. فريك: أعتذر عما فعله بالودان

: 1/25/23, 9:07 PM
Updated: 1/26/23, 4:05 PM
تشانغ فريك
Foto: Staffan Löwstedt / SvD / TT
تشانغ فريك Foto: Staffan Löwstedt / SvD / TT

آمل أن يقرأ بالودان القرآن بدلاً من حرقه

كان خطأ كبيراً وأشعر بالغباء حقاً

الكومبس – خاص: عبّر رجل الأعمال والصحفي تشانغ فريك عن اعتذاره عما فعله اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم السبت الماضي. وقال فريك لـ”الكومبس” “بصفتي سويدياً، لا يسعني إلا أن أعتذر عما فعله بالودان. آمل أن يختار بالودان في المرة القادمة قراءة القرآن بدلاً من حرقه”.

تحول فريك البالغ من العمر 39 عاماً من سكان سكونا جنوب السويد إلى أحد اكثر الأشخاص شهرة في البلاد خلال الأيام الاخيرة، بعد أن تبين انه من دفع رسوم الترخيص لتجمع بالودان. 320 كرون جعلت المحرر في موقع Nyheter Idag اليميني، ومقدم البرامج في قناة “ريكس” التابعة لحزب ديمقراطيي السويد (SD)، حديث وسائل الإعلام السويدية. فما هو دافعه الحقيقي؟ وهل يتحمل مسؤولية العواقب الدولية للعقبات التي ازدادت صعوبة في وجه انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والاحتجاجات الدولية الحاشدة والدعوات لمقاطعة السويد من جامعة الأزهر، على سبيل المثال. الكومبس أجرت حواراً مع تشانغ فريك عبر الهاتف حول موقفه من كل هذه القضايا.

بدا فريك حزيناً حين اتصلت به الكومبس، ففي وقت إجراء الحوار اليوم كان اسمه يقترن باسم بالودان على تويتر. فيما قال للكومبس “لم يكن هذا الاهتمام الذي أريده (..) فكرة أنني أمول شخصاً لحرق المصحف تجعلني أشعر بمغص في البطن. هذا ليس صحيحاً”.

لكنك أكدت أنك دفعت رسوم طلب تجمع بالودان الذي أحرق فيه المصحف؟ تسأله الكومبس، فيجيب “نعم، هذا صحيح تماماً. لكن من أجل الاحتجاج على تركيا، وليس لحرق المصحف”.

يشرح تشانغ فريك أن دافعه كان استطلاع شبكة علاقاته في اليمين لمعرفة ما إن كان من الممكن القيام بعمل احتجاجي ضد تركيا بالطريقة نفسها التي فعلها نشطاء يساريون، مشيراً إلى مظاهرة “روج آفا” التي علقت دمية على هيئة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأسبوع الماضي. وكان الشخص الذي لبى طلبه راسموس بالودان.

يقول فريك “لم يكن لدي اتصال مباشر مع راسموس بالودان، كان الاتصال عبر مجموعة دردشة يمينية. حاولت أن أعبر أنني أعتقد بأن حرق المصحف عمل غير مناسب، لكن للأسف كان يجب أن أكون أكثر وضوحاً. وكان يجب أن أتواصل مع بالودان بنفسي مباشرة. كان ذلك خطأ”.

ويضيف “كنت أريد حرق علم تركيا أو السخرية من أردوغان على سبيل المثال”.

الدردشة مع بالودان في مجموعة تسمى “فوضى السبت”

“خطأ كبير”

ورداً على سؤال “لماذا تعتقد بأنه من غير المناسب حرق نسخة من المصحف؟”، أجاب فريك “أنا آخذ الدين على محمل الجد. لا أسخر من الناس الذين يؤمنون بالله. أنا نفسي نشأت في أسرة مسيحية، نقرأ الكتاب المقدس والدين مقدس بالنسبة لنا”.

تسأله الكومبس “لكن أليس غريباً أن تتعاون مع المحرض على الإسلام بالودان، خصوصاً أنه اشتهر بحرق المصحف والاستهزاء بالمسلمين؟”. فيجيب “أشعر بالغباء حقاً عند التفكير في ما حصل. لقد كان خطأً كبيراً. لقد وثقت بأن جهة الاتصال الخاصة بي في الشبكة كانت على علم بالموقف. في الواقع لم أختر التعاون مع بالودان، حدث الأمر بهذه الطريقة وسار كل شيء بسرعة كبيرة”.

في طلب الترخيص الذي دفعت رسومه يجب تحديد قضية التظاهر، ألم ترَ أن الأمر يتعلق بحرق المصحف؟ تسأل الكومبس فريك فيجيب “لا ، للأسف لم أر الطلب، فقط استلمت فاتورة الشرطة. اكتشفت ذلك فقط عندما قرأت عنه في وسائل الإعلام”.

طالبت جامعة الأزهر اليوم، وهي أكبر جامعة إسلامية في العالم، بمقاطعة المنتجات السويدية. هل تشعر بأي مسؤولية إزاء ذلك؟ يجيب تشانغ فريك على سؤال الكومبس بالقول “أشعر ببعض المسؤولية عن العواقب، لقد أخطأت. كنت سأتحدث إلى بالودان بنفسي، لكن هذا لم يحدث. كان بإمكان أي شخص دفع الرسوم، لذلك ليس من المؤكد أن ذلك لم يكن ليحدث”.

فكرة من؟

قلت إن حرق القرآن لم يكن فكرتك، وقال بالودان إنه لم يكن فكرته أيضاً، فهل يمكن أن تكون فكرة SD؟ يجيب فريك “لا ، لا توجد علاقة لـSD بذلك”.

ويُعرف فريك بأنه قريب من SD، الأمر الذي أثار تكهنات عن علاقة الحزب بحرق المصحف، وهو ما أجاب عنه فريك بالقول “لا يرغب كثير من الناس في الارتباط بشخص مثل راسموس بالودان، فهو مزعج من نواح كثيرة وغالباً ما يتصرف بمفرده. كان جيمي أوكيسون يتحدث عن حرية التعبير. لكنني شخصياً لا أريد أن يكون حرق المصحف دفاعاً عن حرية التعبير”.

صحيفة اكسبريسن نقلت عن فريك قوله إن “البعض حول بعض المال عبر “سويش” مقابل كل شيء، وسأقوم بالطبع بتحويل هذه الأموال إلى بالودان”. لكن عندما سألت الكومبس فريك عن ذلك، نفى أنه نقل أي تبرعات إلى بالودان، مؤكداً أنه “تم إرسال حوالي 220 كرون عبر سويش لدعم احتجاج ضد تركيا ، وليس لبالودان بشكل ملموس”.

هل نفهم من ذلك أن غرضك كان تعقيد عملية انضمام السويد للناتو؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل أنت راضٍ عن النتيجة؟ يجيب فريك “لا، لم يكن ذلك هدفي. أعتقد بأن السويد يجب ألا تستجيب لمطالب تركيا. يجب ألا نفقد ماء وجهنا، وأدركت أن الحكومة ضعيفة في ذلك. على سبيل المثال، لا يمكننا تسليم صحفيين (لتركيا). كنت أتمنى أن تكون الحكومة أكثر وضوحاً بشأن ذلك”. ويضيف “الأمر يتعلق بالاحتجاج ضد تركيا وليس ضد الانضمام للناتو في حد ذاته”.

كثير من المسلمين يؤذيهم حرق المصحف، هل تفهم ذلك؟ وهل تريد أن تقول شيئًا لهم؟ توجه الكومبس سؤالاً أخيراً لفريك فيقول “نعم أفهم. أنا نفسي تعرضت لذلك. كانت والدتي من “شهود يهوه”، وهي طائفة مسيحية محافظة. أفهم معنى أن يكون المرء مضطهداً وأن يُنظر إليه كغريب. إن ذلك يمس جزءاً من هوية المرء، وهجوماً على ما يؤمن به”.

ويختم فريك حديثه بالقول “بصفتي سويدياً، لا يسعني إلا أن أعتذر عما فعله بالودان. آمل أن يختار بالودان في المرة القادمة قراءة القرآن بدلاً من حرقه، لكان ذلك أفضل”.

يوليا آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.