الكومبس في أسبوع ألميدالين: صوت للناطقين بالعربية في أكبر تظاهرة سياسية في السويد

: 6/29/15, 11:01 AM
Updated: 6/27/23, 12:25 PM
الكومبس في أسبوع ألميدالين: صوت للناطقين بالعربية في أكبر تظاهرة سياسية في السويد

الكومبس – “يلا ألميدالين”: تتواجد شبكة الكومبس هذا العام في جزيرة غوتلاند للمشاركة بفعاليات أسبوع ألميدالين مباشرة ضمن برنامج يطلق عليه “يلا الميدالين” بالتعاون مع مؤسسة ليرنيا التعليمية بين 28 يونيو/حزيران و3 يوليو/ تموز.
من خلال هذا البرنامج سيتم إجراء مقابلات مع وزراء وسياسيين وجهات اجتماعية وتعليمية وثقافية، أثناء هذه الفعالية الأشهر في السويد، وذلك لمحاولة إيصال صوت جزء ممن لا يستطيعون المشاركة بهذا الأسبوع، خاصة ما يهم الناطقين باللغة العربية، وطرح الأسئلة والاستفسارات على ممثلي الأحزاب والمؤسسات والسلطات والشركات المختلفة.
ومن أجل أن تكون التحضيرات على مستوى الحدث، ويحصل البرنامج على الأهداف التي وضعت له بنجاح، أجرت شبكة الكومبس سلسلة من استطلاعات الرأي على موقعا وعلى صفحة الفيسبوك التابعة لها، بدأت بطرح سؤال: ماذا تعرف عن أسبوع ألميدالين، فقط 6% من المستطلعة آرائهم أجابوا بأنهم يعرفون بشكل جيد هذه الفعالية، فيما أجاب 14% بأنهم سمعوا بها لكن لا يعرفون الكثير عنها، أما النسبة الباقية وهي حوالي 80% فلم يسمعوا شيء عنها. (عدد المشاركين في الاستطلاع تجاوز الألف مشترك)
الحاجة كبيرة لتغطيه هذه التظاهرة الهامة والتعريف بها والمشاركة بتغطيتها والتفاعل معها.
الاستطلاع الآخر الذي أجرته شبكة الكومبس انطلق من السؤال التالي: ما هي القضية الأكثر اهتماما بالنسبة لك في السياسة السويدية، وجاءت الإجابات على النحو التالي في المرتبة الأولى: تأمين فرص العمل 34%، المرتبة الثانية: سياسية الهجرة واللجوء 20% ، المرتبة الثالثة: تأمين السكن 19%، المرتبة الرابعة: محاربة التطرف بجميع أشكاله 10% ، المرتبة الخامسة: الرعاية الصحية 9%، التعليم المرتبة السادسة 7% ، والسياسية الخارجية 2% واحتلت المرتبة السابعة.
إن وجود شبكة إعلامية ناطقة باللغة العربية في هذا المحفل السياسي الهام من شأنه أن يعزز الفكرة الديمقراطية الاساسية لأسبوع ألميدالين، وذلك حسب العديد ممن يرون ضرورة المشاركة الواسعة بنقاشات وحوارات هذا الأسبوع وعدم اقتصارها على المشاركين التقليديين أو المقتدرين ماديا، لأن هذه المشاركة تساهم بإعطاء فرصه لمجموعة لغوية هامة في السويد، وبإيصال أصوات قد تكون غير حاضرة على قدم المساواة مع الأصوات الأخرى.

للتعرف أكثر على أسبوع ألميدالين
أسبوع ألميدالين سوق عكاظ بأسلوب الديمقراطية السويدية
لم يكن أولف بالمه، يعلم أن خطبة عابرة ألقاها، عندما كان وزيرا للتربية، من على ظهر سيارة شاحنة، في منتجع على جزيرة غوتلاند، صيف عام 1968 للإجابة على أسئلة بعض المصطافين، يمكن أن تتحول إلى طقس سنوي، وتظاهرة سياسية هي الأشهر في السويد، لا تزال مستمر منذ 47 عاما.
أولفه بالمه الذي أصبح رئيسا لوزراء السويد لفترتين، اغتيل بجانب زوجته في العام 1986 لكن أسمه بقي حاضرا بالسياسة السويدية الحديثة، ومرتبطا بعدة مناسبات منها هذه المناسبة السنوية.
هذا الطقس السياسي قد يكون فريدا من نوعه في العالم، وقد يشبه بعض جوانب من سوق عكاظ أيام الجاهلية في شبه الجزيرة العربية، عندما كانت العرب تأتي لعرض ليس فقط منتوجاتها المادية من تمر وعسل وخمر وحنطة، بل أيضا منتوجات فنية وأدبية، فكانت قبائلهم (أحزابهم) تتناشد شعرا وتتفاخر وتتناظر وتتبادل الحجج والأفكار.
سوق عكاظ السويدي المفتوح أمام مناقشة أي أمر أو قضية تخص المجتمع السويدي، يعتبر فرصة أمام الأحزاب السويدية البرلمانية خاصة لعرض أفكار جديدة وتقديم منتوجات سياسية مبتكرة للمواطنين المجتمعين في الجزيرة السويدية وللمتابعين لهم في مختلف أرجاء السويد
أسبوع من 7 أيام ويوم، على عدد أحزاب البرلمان/ الركسداغ الثمانية، يعقد في رقعة جغرافية محددة، ويعرض به يوميا مئات الندوات والمناظرات، مما يتيح للمتابع فرصة حقيقية للمقارنة، ولتكوين قاعدة رأي واقعية، يستطيع من خلالها التمييز بين منتوجات الأحزاب ومعروضاتها، قبل أن يقرر من يناسبه ويناسب ظروفه واحتياجاته، ليكون الخيار عند منح صوته، ليس على أساس عاطفي ولا يتحكم به اي ولاء آخر سوى الولاء للأفضل، الأفضل لقيادة البلد والمجتمع.
ألميدالين هو أسم لحديقة جميلة تتوسطها بحرة مع نافورة ماء، تقع بين سور مدينة فيسبي عاصمة جزيرة غوتلاند السويدية وبين شاطئ بحر البلطيق، الذي شهد صد العديد من سفن الغزاة واستقبل العديد من سفن التجار على مر التاريخ، وهو أسبوع متاح ليس فقط للأحزاب السويدية الثمانية التي تتمثل في البرلمان السويدي الحالي، بل أيضا لكل الأحزاب والهيئات والمؤسسات والبلديات والوكالات والمنظمات وحتى الشركات التي تريد عرض أفكار جديدة حول عملها، والهدف هو دائما واحد: تقديم الافضل لقيادة المجتمع وحل قضاياه ومشاكله بالطرق العقلانية المناسبة
في هذا الاسبوع السياسي الحافل، لا تجد رقابة أو ضوابط على حرية ما تقوله وما تطرحه، وعلى ما تريد أم لا تريد أن تسمعه، الرقابة والضوابط ذاتية وغير مكتوبة، وقد تكون مكتسبة من تراكم التقاليد الديمقراطية التي تمارسها البلاد منذ عقود.
عدد الفعاليات التي شهدها أسبوع ألميدالين في العام 2013 بلغت 2300 فعالية ونشاط، اي بزيادة تقدر بحوالي 25% عن العام 2012 وفي العام السابق 2014 كان للفعاليات وقع كبير لأنه كان عاما انتخابيا جرت فيه انتخابات البرلمان السويدي، ومجالس البلديات والمحافظان وانتخابات البرلمان الأوروبي. وللمقارنة بلغ عدد الفعاليات في العام 2007 فقط حوالي 500 فعالية
ويغطي فعاليات ألميدالين عادة مئات الصحفيين، فقط بلغ عددهم في العام 2013 حوالي 900 صحفي يمثلون عدة صحف ووسائل إعلام، إلى جانب ضيوف من عدة بلدان من بينها بلدان عربية، حيث احتل الربيع العربي مكانا هاما من بين الفعاليات.
التوسع المضطرد والاهتمام المتزايد بهذا الحدث السنوي خلق أيضا نوعا من الإرباك للمنظمين في استيعاب الضيوف وتوزيع الفعاليات، فهناك حوالي 500 فعالية تجري في آن واحد، مما زاد أيضا من ثمن إيجارات الغرف والشقق، ومن ناحية أخرى يعد هذا الاسبوع فرصة طيبة لأهالي الجزيرة من اصحاب المحلات والمرافق السياحية.
يقول التاريخ: إن سوق عكاظ الذي كان يعرض الأدب والفن والخطابة، إلى جانب المبادلات التجارية، ومع أنه كان ينتهي أحيانا بنزاعات وخلافات بين القبائل قد تتطور إلى حروب، لكنه كان مناسبة سياسية قبلية بامتياز. فيما يعتبر أسبوع ألميدالين السويدي في زماننا هذا، مناسبة لإظهار أن السياسة أصبحت شأنا عاما يهم الجميع، وليست حكرا على من يمتهنها فقط، فالسياسة اليوم تعني مصير كل فرد ومصير المجتمع في آن واحد…لقد ولى زمن من يقولون: أنا لا أتدخل في السياسة.
د. محمود صالح آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.