الكومبس – أخبار السويد: حذّر باحثون من أن السياسات الجديدة التي تنتهجها الحكومة وأحزاب تيدو ستؤدي إلى تراجع كبير في موقع السويد على مؤشر Mipex لسياسات الاندماج، بعد أن كانت لسنوات طويلة في صدارة دول الاتحاد الأوروبي.

وقال الباحث في جامعة مالمو، هنريك إميلسون، المسؤول عن الجزء السويدي من دراسة Mipex لصحيفة سيديسفنيسكان “الأحزاب الحاكمة تريد تقليص الحقوق التي يحصل عليها اللاجئون في السويد، مثل حق لمّ الشمل، وصعوبة الحصول على إقامة دائمة أو جنسية، وكذلك تقليص الحقوق الاقتصادية والاجتماعية”.

تراجع متوقع في التصنيف

وفق تقديرات إميلسون، قد تهبط السويد في القياس المقبل ضمن المؤشر إلى المراتب ما بين العاشرة والخامسة عشرة أوروبياً، بعدما حافظت طوال 21 عاماً على موقعها في الصدارة بفضل نموذجها القائم على المساواة في الحقوق بين المهاجرين والمواطنين.

وأوضح إميلسون أن موقع السويد المتقدم في المؤشر لم يكن يوماً محل رضا كامل لدى السياسيين. فعندما نُشرت أول نسخة من التقرير عام 2004، سعى الساسة آنذاك، بمن فيهم الاشتراكيون الديمقراطيون الحاكمون، إلى إظهار أوجه القصور في سياسات الاندماج القائمة بهدف الدفع باتجاه مزيد من التغييرات.

وكان تقرير Mipex الأخير قد أشار إلى أن الاستثمارات في التعليم والمشاركة الديمقراطية للمهاجرين “لا يمكن تأجيلها” إذا أرادت أوروبا بناء مجتمعات متماسكة في المستقبل.

مقترحات تقيد الحقوق

من أبرز مقترحات الحكومة الحالية حرمان المهاجرين الجدد خلال سنواتهم الخمس الأولى من بعض المساعدات الأساسية مثل بدل الطفل، بدل السكن أو تعويضات المرض، وهو ما يمثل تحولاً جذرياً مقارنة بالسياسات السابقة التي منحت المهاجرين حقوقاً شبه متساوية مع المواطنين بمجرد حصولهم على إقامة.

وأضاف إميلسون “النموذج السويدي للاندماج الذي اتبعناه طوال العقود الماضية تخلّينا عنه. أحزاب تيدو تريد أن تنزل السويد في هذا التصنيف حتى يقل عدد من يسعى للقدوم إليها”.

وأكد أن نتائج Mipex تعكس الحقوق الممنوحة وليس بالضرورة نتائج السياسات على أرض الواقع. فبالرغم من أن السويد لديها أكبر فجوة في سوق العمل بين المولودين داخل البلاد وخارجها، فإن نسبة اللاجئين العاملين فيها تفوق نسب الدول المجاورة.

وختم إميلسون بالقولة”صغنا سياساتنا بدوافع إنسانية واعتبرنا أننا سنكون قدوة. كنا نظن أن سياسة الاندماج ستعوّض، وقد نجحت جزئياً لكن ليس بالكامل. اليوم نغيّر المسار تماماً للاقتراب من الحد الأدنى الأوروبي، والنتيجة أن المهاجرين الجدد سيواجهون صعوبات أكبر بكثير من سابقيهم”.

حقائق من تقرير Mipex

  • أظهر التقرير الأخير أن السويد ما زالت في صدارة دول الاتحاد الأوروبي في سياسات الاندماج، تليها فنلندا والبرتغال. غير أن الاتجاه العام في أوروبا يشير إلى حالة جمود، حيث يتمتع المهاجرون غالباً بحقوق أساسية لكنهم يفتقرون إلى نفس الفرص.
  • رصد التقرير تقدماً في مجالات التعليم ومكافحة التمييز، لكنه حذّر في الوقت نفسه من تراجع مقلق في ما يتعلق بحقوق المهاجرين في الحصول على الجنسية والمشاركة السياسية.
  • شدّد مؤلفو التقرير على أن سياسات اندماج شاملة وفعّالة تعود بفوائد واضحة على مستوى التعليم والعمل بين المهاجرين.
  • في المقابل، فإن السياسات التقييدية، مثل التشدد في لمّ الشمل أو الحصول على الجنسية، تقوّض الاندماج الديمقراطي والتماسك الاجتماعي. وعلّقت الباحثة ماريانا غورغيرينو بالقول: “هذا يهدد بإبقاء الناس عالقين في حالة ليمبو ويقوّض الاندماج على المدى الطويل.”
  • المصدر: Mipex.eu