الكومبس- خاص: أثار معرض فني في كلية الفنون والتصميم (HDK Valand) في مدينة يوتيبوري جدلاً سياسياً في السويد بعد أن تقدّم “المجلس اليهودي المركزي” (Judiska centralrådet) بشكوى إلى أمين المظالم (Justitieombudsmannen) ضد جامعة يوتيبوري بسبب “سماحها بملء المناطق العامة في مبانيها برسائل تنكر وجود دولة إسرائيل” وفق ما جاء في الشكوى.
وزير التعليم وزعيم حزب الليبراليين، يوهان بيرشون علّق بمنشور على منصة إكس قال فيه “الآن يحذر المجلس اليهودي من أن “HDK-Valand” أصبحت غير آمنة. يحمل المعرض الطلابي رسائل معادية للسامية، مثل أن السابع من أكتوبر لم يكن جريمة إرهابية. إنه أمر بغيض. تجري الحكومة حواراً مع الجامعة حول كيفية ضمان بيئة دراسية آمنة وخالية من معاداة السامية”.
المعرض بديل عن المخيم الطلابي
يحتوي المعرض على بعض اللافتات التي كانت موجودة في المخيم الطلابي والذي استمر لمدة 192 يوماً أمام رئاسة جامعة يوتيبوري قبل أن تزيله شرطة المدينة العام الماضي، ولهذا يعتبر بعض الطلبة أن المعرض في كلية الفنون والتصميم بمثابة “مكان بديل للتعبير عن تضامنهم مع غزة” وفق ما قالوه للكومبس.
كما يحتوي المعرض لوحات وملصقات باللغة العربية والإنجليزية والسويدية تدعو إلى إيقاف الحرب على غزة، إضافة إلى قطع من القماش مكتوب عليها “جامعة يوتيبوري متواطئة في الإبادة الجماعية”، وفقاً لموقع Doku الذي أجرى جولة في هذا المعرض، وأرسل عينة من الصور إلى المجلس اليهودي الذي اعتبر أن اللافتات تعكس “استسلام جامعة حكومية بشكل كامل لمجموعة من الأشخاص الذين يريدون تحقيق أجندة سياسية. إنها أجندة تبرر الإرهاب، وتشوه التاريخ، والأهم من ذلك كله، أنها تخلق وضعاً غير مقبول على الإطلاق للطلاب اليهود في الجامعة.”وفقاً لتعبيره.
رئيسة كلية الفنون والتصميم، كلارا ذكرت لصحيفة يوتيبوري بوستن أن “المعرض مؤقتٌ وهو من تنظيم مجموعة من الطلاب وليس معرضاً رسمياً، بل مناشدة من الطلبة لكلية الفنون والتصميم وجامعة يوتيبوري”. وأضافت بيورك “إن إظهار وجهات نظر محددة من خلال الفن في سياق المعرض هو تعبير عن الحرية الفنية، وفي جامعة الفنون، من المهم حماية الحرية الفنية والأكاديمية والجرأة على مناقشة القضايا الصعبة”.
الناطق الرسمي باسم المخيم الطلابي طه خطاب، الذي يدرس حالياً ماجستير في علم الاجتماع وحقوق الإنسان، وأحد الطلاب المشاركين في هذا المعرض قال للكومبس فوجئنا عندما رأينا أن المجلس المركزي اليهودي وهو أعلى سلطة دينية يوجه لنا اتهامات بمعاداة السامية، وكنا نرغب لو أنه تم التواصل معنا بشكل مباشر بدلاً من استخدام هذه التهمة كوسيلة لإسكات الصوت الطلابي الداعم لغزة”.
وأضاف “رفعنا العديد من الشكاوى إلى أمين المظالم عندما كنا نناشد جامعة يوتيبوري بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، وعندما تعرض العديد من الطلاب للتهديد بسبب موقفهم المناصر لغزة لكن اختار الإعلام عدم تسليط الضوء عليها، على عكس ما يجري حالياً بعدما وصل الأمر إلى المجلس اليهودي المركزي رغم أنه إلى حد الأن لم تؤكد هيئة المظالم فتح تحقيق حول أن هذا المعرض يبث رسائل معادية للسامية أو أنه يشكل خطراً على زملائنا اليهود كما يدعون”.
وتابع خطاب “تعرض المعرض لمحاولة تخريب منذ بضعة أيام، ونؤكد أن جميع الصور واللافتات الموجودة في هذا المعرض لا يوجد فيها أي شيء يحرض على الكراهية ضد اليهود، أو معاداة السامية، وأن اللافتة التي تشير إلى أن جامعة يوتيبوري متواطئة في الإبادة الجماعية في غزة تم رفعها منذ البداية بعد أن رفضت جامعتنا مراراً قطع العلاقات مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، لكن للأسف ما يجري هو أن بعض المواقع والصحف تحاول اجتزاء هذه الجمل وتحميلها تأويلات عديدة غير صحيحة”.
وختم طه حديثه بالقول “يوجد عدد من زملائنا ومعلمينا في الجامعة من اليهود الذين يظهرون دعمهم لنا. نحن نطبق على الأرض ما درسناه في قانون حقوق الإنسان وانطلاقاً من حرية التعبير عن الرأي التي نمتلكها فإنه من حقنا الوقوف إلى جانب ضحايا الحروب، ولكن ليس هذا المعرض في حد ذاته هو الذي يزعجهم، بل الرسالة التي يحملها المعسكر الطلابي المناصر لغزة”.
المجلس اليهودي: إنكار حق إسرائيل في الوجود معاداة للسامية
الكومبس تواصلت مع المجلس اليهودي المركزي وسألته عن مستجدات النقاش مع أمين المظالم بعد رفع الشكوى ضد المعرض الفني في كلية الفنون والتصميم في مدينة يوتيبوري، وعما إن كانوا تقدموا بطلب لإزالة هذا المعرض، كما تم سؤالهم عن أبرز الصور التي أثارت سخط المجلس واعتبرها تبث رسائل معاداة للسامية وفقاً لما جاء في نص الشكوى لأمين المظالم. وأجابت شارلوت ماندرمان، وهي مستشارة أولى في المجلس “نحن ننتظر قرار أمين المظالم. الحرية الفنية يمكن تأمينها دون السماح للناشطين بالسيطرة الكاملة على المساحات العامة في جامعة حكومية برسائل تتضمن تحريفات تاريخية، ومعلومات مضللة، وتمجيد الإرهاب، والدفاع عن مذبحة لليهود، ومن خلال السماح لمجموعة من النشطاء بالاستيلاء على مقر “فالاند”، فمن المرجح أن تكون جامعة يوتيبوري قد انتهكت متطلبات الحياد المنصوص عليها في دستورنا”.
وتساءلت “لماذا لا يتم النظر إلى حق الطلاب والمعلمين اليهود والإسرائيليين بالشعور بالأمان في بيئة عملهم؟”.
وعن الصور التي رأؤوا أنها تبث خطاباً معادياً للسامية، قال المجلس اليهودي “بالنظر إلى الصور التي ظهرت في مجلة “دوكو” حول هذا المعرض، رأينا ملصقاً يبرر القتل الجماعي لليهود. على سبيل المثال صورة لشخص ملثم بكوفية وبيده حجارة خلف المثلثات الحمراء لحماس. وكذلك الخرائط التي لا توجد فيها اسم دولة إسرائيل. نحن نعتبر أن إنكار حق دولة إسرائيل في الوجود يُعدّ معاداة للسامية، وفقاً لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وفي تقرير معهد سيجرشتيد (Segerstedtinstitutets) بعنوان “معاداة السامية، المنطقة الرمادية، أو النقد المشروع لإسرائيل” ورد ما يلي: “(… ) يصبح منظور ما بعد الاستعمار وما بعد الاستعمار إشكالياً عندما يُنكر شرعية إسرائيل أو حقها في الوجود، ويصبح معادياً للسامية عندما يتضمن الدعوة إلى العنف للقضاء عليها”.
راما الشعباني
يوتيبوري