المدرب لؤي الحاج: اللغة السويدية لم تكن عائقاً في البدء من جديد

: 9/23/18, 10:12 AM
Updated: 9/23/18, 10:12 AM
المدرب لؤي الحاج: اللغة السويدية لم تكن عائقاً في البدء من جديد

الكومبس – رياضة: في العالم العربي متعارف على تسمية التمارين التي تقوي العضلات الأساسية في الجسم بـ”التمارين السويدية” نسبة إلى السويد، والكوادر السويدية التي تعمل في حقل الرياضة مشهود لها بالخبرة العالمية، هذه السمعة الكبيرة للسويد وكوادرها تجعل من الصعب لقادم جديد من بلد عربي أن يفكّر بالولوج إلى سوق العمل في هذا القطاع، لكن المدرب السوري لؤي الحاج أثبت العكس، ونجح بالعمل مع أحد أهم أندية الدرجة الثانية في الدوري السويدي لكرة القدم.

الكومبس التقت المدرب لؤي الحاج (44 عاماً) وتحدث لنا عن تجربته: بدأت ممارسة رياضة ألعاب القوى عام 1986 حتى عام 1993 وبعد ثلاث سنوات سافرت إلى أوكرانيا للدراسة، وحصلت على بكالوريوس علوم رياضية من جامعة أوديسا عام 2001، وحققت بطولات على مستوى المدينة كما فزت ببطولة الجامعات وبسباقات على مستوى أوكرانيا أيضاً، لا سيما بسباقات الجري 800 متر.

وبعد أن أنهيت الدراسة الجامعية أتبعت العديد من الدورات التدريبية للإعداد البدني، وفي عام 2006 قمت بتأسيس فريق لكرة القدم للبنات في أوكرانيا ومن هنا كانت بدايتي مع لعبة كرة القدم بمجال التدريب.

في عام 2013 خرجت من سورية متجهاً إلى السويد في رحلة اللجوء، وبمجرد وصولي إلى الأراضي السويدية لمست الحفاوة من الشعب والحكومة في السويد، وخلال فترة انتظار تصريح الإقامة قمت بتأسيس فريق لكرة القدم من المهاجرين في سكن الهجرة المؤقت في مدينة فينشبوري. وخاص الفريق العديد من المباريات وتغلب فريقنا على فرق من الدوري السويدي بالدرجة السادسة والخامسة.

وخلال تلك الفترة قمت بالعمل بمجالي كمدرس رياضة في فينشبوري بشكل تطوعي.

ثم انتقلت إلى كارلستاد وبدأت بدراسة اللغة السويدية، وهنا بدأت رحلتي لتحقيق طموحي بمجال ألعاب القوى والتدريب، فذهبت إلى اتحاد ألعاب القوى في كارلستاد وبلغتي السويدية المتواضعة عرضت عليهم خبرتي بالمجال الرياضي وطلبت أن أحصل على فرصة للعمل في هذا الاختصاص.

بدأت كمساعد مدرب ألعاب قوى للفئات العمرية تحت 13 سنة، ثم تخصصت بسباقي 800 متر و1500 متر إلى أن حصلت على عرض للعمل عام 2015 من نادي كارلستاد الذي يلعب بالدرجة الثانية كمعد بدني ومدرب لياقة.

حاجز اللغة لم يكن عائقاً في بداياتي مع النادي، فرغم المعرفة البسيطة إلا أنني وجدت تعاوناً من قبل اللاعبين الذي استقبلوني بالترحيب والمحبة، وبعد 3 أشهر تم تمديد العقد لي مع النادي، وقام النادي مشكوراً بإرسالي لإتباع دورات تدريبية متخصصة بكرة القدم على نفقة النادي، وآخر دورة انتهت بشهر أيار/مايو الماضي والتي أقيمت على عدة مراحل لمدة 10 أشهر بمدينتي أوربرو وديغفوش وحصلت على دبلوم كمدرب معتمد من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

طموح الصعود لدوري الدرجة الأولى

في الموسم الأول كان فريق كارلستاد بالمركز الثامن على سلم الترتيب، أمام في الموسم الذي تلاه تحسن الترتيب إلى المركز السادس، وحالياً الفريق بالمركز الثاني خلف المتصدر بنقطة واحدة وهناك فرصة كبيرة للصعود إلى الدرجة الأولى إذا واصل الفريق نفس العطاء.

آمال للمستقبل

تمتاز المنتخبات السويدية بالقوة البدنية في كافة الألعاب، وهذا السبب يعود إلى الإرث الكبير للسويد، فهي واحدة من أهم المدارس العالمية في مجال اللياقة البدينة، والعالم لن ينسى اللاعب السّويدي نيلس ليدهولم الذي كان يلعب في فريق ميلان الإيطالي، حيث قام هذا اللاعب بنقل التّمارين الخاصّة بلاعبي ألعاب القِوى إلى لعبة كرة القدم وإلى الألعاب الأخرى، فساهم هذا في تحسين ورفع مستوى اللياقةِ البدنية، وهناك العديد من الأسماء الكبيرة عالمياً في مجال ألعاب القوى وباقي الألعاب.

طموحي أن أواصل التحصيل العلمي الأكاديمي في مجال الإعداد، والاستمرار بالتدريب والحصول على شهادة دولية بالإعداد البدني من الاتحاد الأوروبي، كما لدي فكرة تأسيس فريق كرة قدم من المهاجرين الموجودين في السويد.

الرياضة والاندماج

الرياضة كانت بوابة للدخول إلى المجتمع السويدي، على عكس ما أسمعه من البعض وجود انفتاح من السويديين للتعرف على الآخر رغم ضعف اللغة إلا أن الأصدقاء السويديين الذين تعرفت عليهم كانوا يحاولون إيصال المعلومات والتواصل بشكل سهل كي لا أشعر بالعزلة عنهم.

وحتى في الأعياد والمناسبات نتبادل الزيارات والهدايا، ولم أشعر يوماً أنني غريب عن السويد أو المجتمع السويدي.

أود أن أشكر الكومبس على اللقاء وتسليط الضوء على المهاجرين وتجاربهم في المجتمع وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على عاتقنا لتقديم الأفضل دائماً والظهور بأفضل صورة كمواطنين جدد في المجتمع السويدي.

حسام حمادة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.