ريكارد يومسهوف

المعارضة تصرّ على معاقبة يومسهوف.. والحكومة تتخوف من عقاب SD

: 8/16/23, 3:50 PM
Updated: 8/16/23, 11:04 PM
رئيس حزب ديمقراطيي السويد ورئيس لجنة العدل البرلمانية (أرشيفية)
Jonas Ekströmer / TT
رئيس حزب ديمقراطيي السويد ورئيس لجنة العدل البرلمانية (أرشيفية) Jonas Ekströmer / TT

الكومبس – تقارير: كراهية في الكلمات، وعدائية في الأسلوب، هكذا يمكن وصف تصريحات القيادي في حزب ديمقراطيي السويد ريكارد يومسهوف المتجددة تجاه المهاجرين بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص.

الرجل الذي اختارته أحزاب اليمين لرئاسة لجنة العدل لم يوفر فرصة إلا واستغلها لتجديد مواقفه النارية المثيرة للجدل والتي لم توفر أيضاً حليفه رئيس الحكومة أولف كريسترشون ولا وزير خارجيته توبياس بيلستروم، بعدما أعاد تغريدة تصفهم بأنصاف المثقفين والجبناء.

وفي خضم سعي السويد لخفض حدة الأزمة مع العالم الإسلامي، خرج يومسهوف بتصريح هجومي على الإسلام كدين، وعلى نبي الإسلام ورسوله، داعماً الاستمرار بحرق المصحف، ومهاجماً جهود الحكومة السويدية.

مواقف يومسهوف انتقدها الحلفاء والخصوم، من رئيس الحكومة إلى زعيمة المعارضة، لكن موقف كريسترشون ظل خجولاً وتحت سقف ما يفرضه عليه اتفاق تيدو الذي يؤمن له بقاء حكمه، طالما استمر رضى حزب SD تجاهه.

تحرك المعارضة أخيراً بلغ منحى عملياً مع إعلانها عزمها التصويت على إقالة يومسهوف من رئاسة لجنة العدل، متحدثة عن ضرر يسببه للسويد ومصالحه نظراً لحساسية المنصب وأهميته.

لكن المعارضة تحتاج إلى صوت واحد يؤمن لها نجاح مسعاها بعزل القيادي اليميني، وعوّلت على صوت من الليبراليين أو ربما حتى من حزب المحافظين.

المحافظون أعلنوا بداية أنهم لن يصوتوا لصالح المعارضة، وهاجموا مسعاها معتبرين انها تهدف لخلق أزمة سياسية بين أطراف الحكم، وخرج الليبراليون اليوم بموقف مشابه، قدموا فيه أولوية الحفاظ على تماسك الائتلاف الحاكم.

وتسبب موقف الحزب الليبرالي حيال يومسهوف وتعليق أحد نوابه عليه بأزمة للحزب مساء الأربعاء، بعد تمييز أحد نوابه استهداف اليهود عن استهداف المسلمين، ما دفع الحوب للنأي بنفسه والنائب للاعتذار.

أما حزب SD من جهته فاكتفى بالحديث عن نقاش داخلي في الحزب حول يومسهوف وتصريحاته، ومقللاً من أهمية مسعى المعارضة وكذلك كلام الحلفاء.

حتى الساعة يصطدم مسعى المعارضة بموقف رسمي متماسك من أحزاب الحكومة وحليفها SD، لكن خلف الستارة الرسمية مواقف منتقدة لا سيما بين الليبراليين لتصريحات يومسهوف وسلوكه. وتعالت أصوات برلمانية من بين نواب الليبراليين حتى تطالب بعزله.

ولم يقتصر الانتقاد على النواب والسياسيين فقد خرج كتاب كبار وخبراء وصحفيون بمطالب مماثلة تنبّه لما يمثله سلوك رئيس لجنة العدل من إساءة للسويد وصورتها ومصالحها.

الغموض السياسي يسيطر على مصير يومسهوف، فإما تنجح المعارضة بإسقاطه وتنقذ لجنة العدل والبرلمان من جدل وكراهية مستمرين، أو ينجح الائتلاف اليميني بالحفاظ على تماسكه وإثبات أن أولوية البقاء في الحكم تتقدم على كل شيء آخر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.