الكومبس – خاص: محمد السلامي مهندس كهرباء تخرج من جامعة كركوك في العراق. وبعد أن جاء إلى السويد عدّل شهادته. لكن بسبب شروط الإقامة الدائمة، التي تشترط أن يملك الشخص عقد عمل دائم، اضطر محمد إلى الخضوع لدورة سائق شاحنة تضمن حصوله على عقد عمل دائم.
يقول محمد (37 عاماً) للكومبس “لاحظت أن شركات الكهرباء لا تثق كثيراً بشهادات دول العالم الثالث، مثل العراق، لذلك توجهت إلى سياقة الشاحنة”.
وقع اختيار محمد على دورة سائق الشاحنة بسبب توفر فرص العمل بشكل كبير في هذا المجال، وكذلك مرونة أوقات الدوام، حيث يمكنه أن يختار الدوام المسائي عوضاً عن الصباحي، لاستغلال الوقت الصباحي بشيء آخر.
وبالفعل حصل محمد، وهو أب لطفلين، على عمل كسائق شاحنة في الفترة المسائية، وتمكن من الحصول على مقعد في برنامج الماجستير في الطاقة المتجددة والمستدامة في جامعة لينيا في مدينة فيكخو.
يقيم محمد وعائلته في مالمو، لكن الحظ ساعده في فترة دراسته، حيث كانت في خضم أزمة كورونا وكانت الدراسة عن بعد، الأمر الذي ساعده على الاستمرار في العمل والتحصيل العلمي في آن واحد.
يقول محمد “الحمد لله تخرجت الشهر الماضي بعد فترة عصيبة جداً، حيث كانت 80 بالمئة من دراستي وحل وظائفي وامتحاناتي في الشاحنة. طريق القمة صعب جداً، لكن الوصول إليها ممتع جداً”.
وعند تنظيم أوقاته بين الدراسة والعمل والعائلة والأطفال، قال محمد “أوقات عملي ساعدتني حيث كنت متفرغاً في الصباح، فكنت أستطيع الدراسة في وقت وجود الأطفال في الروضة دون ان أقصر في حقهم”. كما أن زوجة محمد تدرس أيضاً في دورة تعليمية، وتوافق بين دراستها وعائلتها.
يعتبر محمد أن لزوجته الدور الأكبر في نجاحه، حيث أنها وقفت بجانبه وآمنت به، وأخذت المسؤولية الأكبر فيما يخص تربية الأطفال، ليتسنى له التركيز في دراسته.
وبالفعل نجح محمد في مسعاه، وأمسك بيدي طفليه إلى منصة التكريم في حفل التخرج، لعل ذلك يبقى في داخلهم، ويكونوا مثابرين وناجحين في المستقبل.