النجم المصري خالد أبو النجا يتحدث عن فيلا 69

: 3/3/15, 6:47 PM
Updated: 3/3/15, 6:47 PM
النجم المصري خالد أبو النجا يتحدث عن فيلا 69

الكومبس – ثقافة: أجرى المكتب الإعلامي لمهرجان مالمو للسينما العربية لقاءً مطولاً مع النجم المصري خالد أبو النجا، الذي يزور مالمو بدعوى من المهرجان، حيث شارك بأمسية عربية ضمن برنامج الليالي العربية التي ينظمها المهرجان، حيث عرض فيلم فيلا 69، وهو من بطولة خالد أبو النجا والنجمة لبلبة، وإخراج أيتن أمين.

وشهد العرض إقبالا كبيراً حيث عجت قاعة سينما سبيغلن بالمشاهدين، الذي وجهوا الكثير من الأسئلة للنجم خالد أبو النجا، ومتابعة لتلك الاسئلة التي تدور في أذهان المهتمين بالسينما وفيلم فيلا 69، أجرينا هذا الحوار الذي كشف فيه أبو النجا عن القصة الكاملة لإنتاج وتصوير هذا الفيلم الجميل ببعده الإنساني.

الأستاذ خالد أبو النجا هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها مالمو، حيث شاركت في أكثر من دورة لمهرجان مالمو للسينما العربية، بحكم مواكبتك للمهرجان في عدة محطات كيف تقييم أداء مهرجان مالمو للسينما العربية؟

ليس فقط مهرجان مالمو الذي واكبته في عدة محطات، بل أيضا واكبت عدة مهرجانات للسينما العربية في أوروبا، وبدون مبالغة مهرجان مالمو رغم حداثته استطاع وخلال عدد قليل من السنوات أن يحقق تقدما وتواجدا كبيرا، كان دائما المعهد العربي في باريس أي مهرجان باريس من أهم مهرجانات السينما العربية في أوروبا، الآن أصبح مهرجان مالمو أهم مهرجانات للسينما العربية في أوروبا، كيف حصل ذلك برأي السبب هم الناس الذين يقفون وراء المهرجان بحبهم وعشقهم للسينما، المهرجان تطور إلى ما يشبه المهرجانات القديمة وشركات توزيع الأفلام، وهذا معناه أن هناك أناس وراء المهرجان لديها شغف بالسينما ورسالتها الحقيقة هي المهرجان، ونشر هذا الفن ليراه الجمهور في السويد وعموم أوروبا، حضرت مهرجانات كبرى في أوروبا وأرى أن مهرجان مالمو حقق الهدف الأساسي من وجوده، وهو الاحتفاء بالسينما ونشرها لدى جمهور المدينة والمدن الأخرى، وأنا سعيد جدا في المهرجان ونشره للأفلام ولفيلمي فيلا 69.

فيلم فيلا 69 عرض في الدورة الرابعة للمهرجان وحاز على شهادة تقدير، واستمر عرضه بنجاح في عدة مدن سويدية، ما الذي يميزه هو الفضاء الإنساني لسيناريو الفيلم؟

الفنون عامة تمتلك فضاء إنساني واسع، والسينما كفن لديها هذه المكانة، أنا أحب الأفلام التي لديها باسبور، وتستطيع أن تعبر كل الحدود وتتخطى كل الحواجز، ولتكون الفنون قادرة على العيش لا بد أن تتوجه نحو الحالة الإنسانية، والخروج من المحلية والإقليمية إلى الحالة العالمية الإنسانية، فيلم فيلا 69 يتحدث عن حالة إنسانية تحصل في أي مكان، معظم الأفلام التي اختارها لديها هذه الصفة، والفيلم هو حالة غير محدودة الزمان والمكان، وما حصل مع بطل الفيلم يمكن أن يحدث مع أي انسان في أي زمان ومكان، وهذه صفة هامة في هذا السيناريو، هذا لا يعني أن الفيلم يفتقد إلى العلاقة مع الحالة المصرية، بل لديه فهم وحس وعميق للحالة المصرية لحظة إنتاج الفيلم، توقيت الفيلم جاء في وقت كان الناس فيه بمصر بحاجة لرؤية عمل من هذا النوع، والفيلم على الرغم من كونه إنساني وليس سياسي، إلا أنه يتحدث عن معنى الإقصاء، صنع في وقت فيه حساسية خاصة لدى المخرجين والمنتجين وصناع الفيلم، حول موضوع الإقصاء، الذي يؤدي إلى الموت، أما المساعدة والتفاهم والتعاون هي أسباب تجعل الحياة تدب فيك، لذلك بإمكان أي جمهور مختلف أن يقرأ فيه معانٍ أخرى كثيرة، فهو لديه رسالة إنسانية دائمة ومستمر.

إذا شخصية حسين بطل الفيلم لامست الواقع المصري؟

هي عملت صدى للواقع على المستوى السياسي، جاء في فترة كان فيها حزب الإخوان والرئيس مرسي كان مسيطرا، وفجأة بدأ لا يستمع لأحد، بعد وعود بتحقيق آمال الثورة، فجأة نجد الدستور المصري الذي حلمنا به يصوت عليه في يوم وليلة، وكان ذلك بمثابة كابوس، القوانين الاجتماعية والحريات اللي بنشتغل عليها ونناضل لتكون موجودة في الدستور فجأة بتترمي أدم عنينا وفي وجهنا، كان شيئا رهيبا، كيف أن الدستور المصري يصوت عليه بهذه الطريقة الهزلية، مش ممكن بعد أن قمنا بهذه الثورة العظيمة يأتي بضعة ناس كأنهم منومين مغناطيسا ليمرروا الدستور بشكل مجحف، هذا الإقصاء أحدث صدمة للمصريين المعنى نفسه كان صادما، الشخصية دي أي شخصية حسين الإقصائية في الفيلم وإيمانها بما تؤمن به فقط، هذا شيء ممكن أن

يحصل لأي شخص، والدرس الذي تعلمه من شاب صغير كان على درجة عالية من الأهمية، هو فقط طلب منه النصيحة فقدمها له، بمجرد أن فعل ذلك بدأت الحياة تدب فيه من جديد.

فيلا 69 كتقنية تصوير عالية الجودة.. كأنه يقول لنا أن التصوير السينمائي ليس فقط عدسة ولقطات بل هو روح، هل تحدثنا أكثر عن هذا المعنى في فيلم فيلا 69؟

سأروي لك قصة كل ما رويتها يقشعر بدني، الغريب أن هذا الفيلم كتب قبل تصويره بسنة، وكان اسمه “69 ميدان المساحة” في حي الدقي، والأحداث كان يجب أن تدور في شقة وليس فيلا، وأثناء البحث عن الشقة وعن بطل الفيلم، لم يجدوا كليهما، إلا أنه قبل الموعد المحدد للتصوير بأسبوعين فقط وجدوا فيلا معروضة للبيع ومسمى بيعها لمستثمر قطري، وهذا أيضا يعود لزمن مرسي حيث كان هناك استثمارات لأموال قطرية، وهذه الفيلا صاحبها مهندس معماري تماما مثل بطل الفيلم، والست اللي كانت عاوزة تبيع الفيلا هي أخته أيضا كما في السيناريو، والغريب أيضا أن الرجل هذا مات ولديه كتابات غريبة على الجدران مثل السيناريو أيضا، وعندما رأت المخرجة أيتن امين الفيلا، كان كل العفش في الخارج وكانت السيدة تبكي، لأنها ستترك ذكريات العائلة والطفولة، والفيلا تباع وسوف تهدم ويقيم المستثمر القطري مكانها عمارة، فوجئت أيتن بقول السيدة هل ستصورون فيلم في الفيلا أنا بإمكاني أن أقوم بتأجيل البيع ليتم تصوير الفيلم ليتم توثيق الفيلا، وبالفعل تم الاتفاق على التصوير، وبدأ البحث عن بطل الفيلم، وكان في وحدة غير عادية بين الفيلا وسيناريو الفيلم، اتصل بي المنتج الأستاذ حفظي وهو صديقي، وكان قد قرأ لي السيناريو قبل عام، وأبديت رغبتي في أن أشارك بالإنتاج معه ومع وائل عمر، وأخبرني بما حصل، اعتقدت أنه يحدثني عن الإنتاج لكنه ختم بالقول أريدك أن ترى أيتن وتعمل بطل الفيلم، فوافقت وقابلت أيتن وبعد خمس دقائق أخبرتني أنها تريدني أن اعمل الفيلم، وبلحظة واحدة فهمت أنا وهي أن الفيلم ليس عن قصة رجل كبير في السن، بل عن معنى الإقصاء، هذا هو الصدق الذي أحببته، وخلال أسبوعين انتهت كل التفاصيل وبدأنا التصوير، ويخلص الفيلم ويكونوا الإخوان قد غادروا السلطة والمستثمر القطري قرر أنه لن يشتري الفيلا، وتم الحفاظ عليها وحتى اللحظة لم تباع، وكأن الفيلم جاء لينقذ الفيلا من الهدم، وكأنه قدر هذه الفيلا، وهذه الأحداث مجتمعة جاءت لتوثق أحداث قريبة جدا من الحالة المصرية، لتعكس حالة صدق فتتفاعل مع الواقع ويتفاعل الواقع معها.

المتغيرات العربية ما الذي قدمته ويمكن أن تقدمه للسينما، وماذا قدمت ويمكن أن تقدم السينما بوصفها من مكونات الرأي العام؟

أنا أفضل أن نسأل هل استشرفت السينما المستقبل، وهذا حصل فعلا في مصر قبل الثورة والمتغيرات، هناك أفلام كثيرة فعلت ذلك وأنا سعيد أنني شاركت بها، فيلم يوبلس استشرف نهاية حقبة الضحك على الذقون، ونهاية حكم العسكر، في حي مثل حي مصر الجديدة ماذا كان يمثل هذا الحي وماذا حصل له فيما بعد، بمعالمه الجميلة وطبيعته الساحرة وجماله المفتوح للجميع، كجزء من مدينة القاهرة وفيها مجتمع متنوع وفيها سياح وأجانب وأقليات متنوعة، ونخب ثقافية، تحول إلى شيء ممسوخ بسبب الإدارات الفاشلة المتعاقبة، التي لا تفقه شيئا في المعمار،لينهار حي من أحياء القاهرة بهذا الشكل العبثي، هذا ما قدمه فيلم يوبلس.

فيلم ميكروفون استشرف ووثق وعود مجموعة من الشباب، يقدمون فنونهم تحت الأرض، لكنهم كانوا يعبرون عن أراء سياسية واجتماعية غاضبة، إلى أن آتى خالد سعيد في فيلم ميكرفون ليكون شرارة من شرارات الغضب الثوري، التي أصبحت مقدمة لمظاهرات واعتصامات إلى أن حصلت ثورة 25 يناير في مصر، وكان الفيلم لا يتكلم عن الثورة لكن توقع الثورة، ولو أنك توثق دراميا لأي شيء بصدق ستوثق أكثر مما تعرف بصدق. المهم هو الصدق في التعاطي لذا وثقنا أشياء في فيلم ميكرفون دون أن نعي أننا نوثق للمستقبل وهذا هو معنى الاستشراف الإبداعي.

هل بهذه الطريقة يعرف الفنان خالد أبو النجا عن نفسه كنجم مثقف ويعشق الاستشراف والبعد الثقافي، هذا يحملنا إلى سؤال كيف يختار أبو النجا أدواره؟

الأساس هو أن تكون صادق ومخلص لما تقدمه، أي نص فني برأي مبني على حساسية لفكرة ما، لو عندك الحساسية لهذه الفكرة ولو كنت صادقا مع ما تعنيه هذه الفكرة،هذا هو ما معنى الصدق الذي قصدته، أنا لا أختلف مع الصفات التي قلتها ولكني أفضل اختزلها بكلمة الصدق، ومفتاح أي فن نحو الاستمرارية هو الصدق ، أنا رأيت فيلما غير نظرتي للكثير من الأشياء، واسمه “مواطن من هذه المدينة”، الفيلم يتحدث عن الكلاب الضالة في مدينة القاهرة، والتي كنا لا نعيرها اهتماما، الفيلم تتبع كلب هذه الكلاب الضالة وخلق قصة عنها بصدق، وبطريقة عبقرية جعنا نشعر أن هذه الكلاب تعيش معنا في المدينة، الفكرة العبقرية القابلة للحياة هي التي تفتح أعيننا على أشياء وأمور قد لا نعيرها اهتماما.

خالد أبو النجا إلى أين أنت ذاهب في عالم السينما ، مؤخرا أخذتك السينما نحو فلسطين إلى أين ستصل؟

كنت دائما في المهرجانات وأمام المخرجين والمنتجين أرمي فكرة إن بابي مفتوح لأي عمل عربي مصري تونسي جزائري فلسطيني، تأكيدا لفكرة إنني فنان عربي وليس فقط مصري، وكان يؤخذ ذلك على سبيل المزاح، عملت مجموعة من الأفلام خلقت الانطباع بأن الأمر جدي وليس مزاح، جاء مشروح الأستاذ محمد حفظي من الألف إلى الباء من أبو ظبي لبيروت، وتأجل كثيرا إلى أن قرروا أن يكون مشاهد، نفذت دور ضابط سوري، كل واحد عمل دور من بلده أنا قررت كسر القاعدة، ثم عرض علي الدور الفلسطيني في فيلم “عيون الحرامية” لنجوى النجار، عملته حصلت على جائزة أحسن ممثل عن هذا الفيلم في مهرجان القاهرة، وإنشاء الله سيعرض قريبا هنا في مالمو، الممثل لا يجب ان يحد نفسه بحدود إقليمية بل يجب أن يخرج نحو العالم الأرحب العالم الإنساني، عمر الشريف عمل فيلم ياباني على سبيل المثال، الفن يسموا عندما تبتعد عن إقليميتك وتخرج نحو إنسانيتك خارج حدود التفرقة العرقية والدينية وغيرها.

هل يعشق خالد أبو النجا كتابة السيناريو؟

منذ ثلاث سنوات وأنا أعكف على كتابة سيناريو وكل ما أخلصه أغير فيه، واسمه إيد وحدة، وبدأت بكتابته في 2010 وأنجز كعمل مسرحي، وكتبته كفيلم لم ينجز بعد.

كما بدأنا بالمهرجان ننهي بالمهرجان، كم أصبحت المهرجانات حاجة ملحة ومظلة للسينما عموما والعربية على وجه الخصوص؟

المهرجان هو احتفاء بالسينما من أهل المدينة مبدئيا، وإذا نجح في ذلك فقد نجح، في حين نحن في عالم فيه مافيا توزيع الفيلم الأميركي، دائما جداول السينما العالمية ممتلئة حتى نهاية السنة بالفيلم الأمريكي، ولا إمكانية لتوزيع الفيلم العربي، حتى في الدول العربية، الحل كان هو أن الفيلم العربي يروح المهرجانات العربية والعالمية، تخيل أن أفلام المخرج محمد ملص سوف نشاهدها في القاهرة، شيء محزن إن دولنا العربية ليس لديها كيان يوزع الأفلام لبعض، هناك نكوص وتقصير على مستوى الحكومات والمؤسسات الرسمية، بينما الشعوب العربية أعطت دروس في وحدتها وطموحاتها المشتركة، الشارع التونسي حرك الشارع المصري والعالم العربي كلوا بصحوة وحدة الطموح، بغض النظر عن التفاصيل العابرة والتافهة والتي ستنتهي، نعم المهرجان هو مظلة للفيلم العربي، ومهرجان مالمو من أهم هذه المهرجانات التي احتفت بالسينما العربية.

أجرى الحوار معه مصطفى قاعود المسؤول الإعلامي لمهرجان مالمو للسينما العربية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon