الهرب الى سودرتاليا وليس السويد

: 12/7/12, 3:54 PM
Updated: 2/1/17, 10:17 PM
الهرب الى سودرتاليا وليس السويد

الكومبس – من الصحافة السويدية: نشرت صحيفة " أفتونبلادت " اليوم الجمعة، تحقيقاً صحفياً مصوراً، حول أوضاع اللاجئين في مدينة سودرتاليا، خصوصا السوريين منهم، وكيفية إستقبالهم وظروفهم الصعبة، في هذه المدينة المليئة بالمهاجرين.

الكومبس – من الصحافة السويدية: نشرت صحيفة " أفتونبلادت " اليوم الجمعة، تحقيقاً صحفياً مصوراً، حول أوضاع اللاجئين في مدينة سودرتاليا، خصوصا السوريين منهم، وكيفية إستقبالهم وظروفهم الصعبة، في هذه المدينة المليئة بالمهاجرين.

وتناولت الصحيفة، من خلال اللقاءات مع عدد من المسؤولين في المدينة، واللاجئين فيها، صعوبة تقديم الخدمات الضرورية للقادمين الجدد، من سكن وتعليم، بسبب الاعداد الكبيرة جدا التي تريد العيش في المدينة.

وذكرت الصحيفة أن السياسية في المجلس البلدي للمدينة، بول كودنر، ترفض بشكل قاطع إستقبال المزيد من اللاجئين في المدينة. وتقول إن مابين 25 الى 35 سوريّا كانوا يطلبون الأمن والحماية في سودرتاليا كل أسبوع في الخريف الماضي، وهو الأمر الذي يدفع بكودنر الى الخشية من زيادة عددهم، وربما يصلون الى الآلاف كما تقول.



البلدية لا تريد المزيد من اللاجئين..

وفي العقد الأخير، حصل أكثر من 8 الآف لاجئي الآمان في المدينة، أكثرهم من المسيحيين العراقيين. وتنقل الصحيفة عن بسيم آحو من أبرشية يعقوب النصيبين التابعة للكنيسة السريانية الآرثوذكسية قوله إن " الذين يأتون الى سودرتاليا شاهدوا القنوات السريانية التي تبثُ من المدينة، وهم يشجعون النوادي السريانية بكرة القدم فيها، ويريدون أن يكونوا قريبين من أقاربهم ومعارفهم، لذلك فهم يقولون سوف نهرب الى سودرتاليا وليس الى السويد"!!

ويعود تاريخ هجرة المسيحيين المشرقيين الى المدينة الى الستينات من القرن المنصرم، من قبل اللبنانيين، وكان عدد سكان المدينة في حينه حوالي 300 الف مواطن. وفي السبعينات تضاعف عدد السكان، مع نمو الشركات الصناعية هناك، مثل شركة " Scania " و " Astra "، التي جندت العمال من فنلندا وايطاليا ويوغسلافيا السابقة واليونان.

وتقول الصحيفة إن الكنائس في سودرتاليا أصبحت مركزاً محورياً هاماً في السنوات القليلة الماضية للمسيحيين القادمين من تركيا وسوريا والعراق، وإن الشبكة الإجتماعية والمعارف أصبحت عاملاً مساعداً في الاستقرار والحماية. وكمثال على ذلك، تقول إن أي صديق من الممكن ان يجد لصديقه سكن في منطقة " رونّا " ذات الغالبية المُهاجرة.

وألتقت الصحيفة مع شابة سورية عمرها 16 عاماً، وصلت السويد قبل أربعة أشهر، وهي تحاول تعلم اللغة. ونقلت عنها قولها إن " الجميع هنا يتحدث باللغة العربية، لذلك من الصعب جدا الإتصال بالسويديين، ولكن أنا سأتعلم اللغة، عندها يمكن لي الدخول في المجتمع السويدي".


شابو سورية وصلت السويد قبل اربعة اشهر تقول: الجميع يتحدث العربية ولا أتصال مع السويديين

وتستعرض الصحيفة مشكلة النقص الحاد في السكن التي تواجه اللاجئين الجدد، وحتى القدامى منهم، الذين لايعملون. وتنقل عن بول كودنر قولها إن هذه مشكلة حقيقية " وهناك 19 شخصاً يُضطرون الى العيش في شقة صغيرة من غرفتين، يفترشون أفرشتهم على الأرض، وينامون عليها".

وتنقل الصحيفة عن بسيم آحو أيضا القول إن " الكثير من الساكنين في سودرتاليا يُضطرون بدافع الانسانية وصلة القرابة الى إستقبال اللاجئين الجدد في بيوتهم، لانهم فارين من الحرب في سوريا، والاوضاع المعروفة فيها". ويضيف ان الصورة الموجودة عن المهاجرين بان لللاجئ حرية اختيار السكن غير صحيحة تماما.

وبحسب الصحيفة فان المجلس البلدي في المدينة يأمل ان تقوم الكنيسة ورجال الدين بتشجيع اللاجئين الجدد على السكن في مدن أخرى وليس سودرتاليا لضمان الحصول على سكن وعمل بوقت أقصر من سودرتاليا ربما.

وبحسب الصحيفة فان موقف السياسية السويدية ينطلق من قلة الخيارات المتاحة، وليس من مواقف عنصرية. وتنقل عنها قولها، رداً على صحيفة عنصرية اشادت بها: " موقفي يختلف كلياً عن موقف حزب " سفاريا ديموكراتنا " الذي يطلب وقف قدوم الاجانب، فانا عندما أقول يجب وقف استقبال المزيد من اللاجئين الى المدينة، اعني اننا لا نستطيع تقديم الخدمات المطلوبة لهم، لان عددهم كبير، وفوق طاقتنا، وقد طلبنا من الحكومة زيادة الدعم لنا، لكن دون جدوى".

ترجمة وتحرير: الكومبس

للتعليق على الموضوع، يرجى النقر على " تعليق جديد " في الاسفل، والانتظار حتى يتم النشر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.