الكومبس – أخبار السويد: اقترح المحقّق الحكومي، روجر حداد (عن حزب الليبراليين)، إدخال منهج وطني جديد لدورات التعريف بالمجتمع السويدي، الخاصة بالقادمين الجدد، يركّز بشكل أكبر على ما يُعرف بـ(القيم الديمقراطية الأساسية). غير أنّ هذا الاقتراح، الذي قُدّم بداية أيار/مايو، واجه انتقادات من عدد من الخبراء والباحثين.

فقد انتقد الباحث في قضايا التعدّد اللغوي، الدكتور سيمون باور، محتوى الدورات الحالية. وفي أطروحته الأكاديمية، أشار إلى تحوّل النقاش حول التوجيه المجتمعي، منذ عام 2016، ليصبح أكثر تركيزاً على تلقين الوافدين الجدد “القيم السويدية” بدلاً من دعم اندماجهم الواقعي.

وأوضح باور أنّه شاهد، خلال زياراته لهذه الدورات، كيف تُقدَّم صورة ضيّقة عن الهوية السويدية، مشيراً إلى بعض التوصيات التي تُعطى للمشاركين، مثل شرب عدّة لترات من الماء يومياً، وتناول خبز الحبوب الكاملة، وتقسيم أعباء المنزل بالتساوي بين الزوجين، كشرط لحياة زوجية ناجحة.

وأكد باور أنّ هذا الاقتراح الحكومي لا يهدف إلى تقديم أفضل سبل التعليم للقادمين الجدد، بل يعكس بوضوح توجّهات سياسية واضحة، ويرتبط في جوهره بسياسات الاندماج، أكثر من كونه مشروعاً تعليمياً بحتاً.

من جانبها، عبّرت سارة صالح الهبشي، إحدى المشاركات في الدورة الحالية بمدينة مالمو، عن ترحيبها بتضمين القيم الديمقراطية في محتوى الدورة، لكنها شدّدت في الوقت ذاته على أهمية التركيز على المهارات العملية التي تساعد المهاجرين على الاندماج الفعلي في المجتمع.

وقالت: “أرغب في الاندماج داخل المجتمع السويدي، ولتحقيق ذلك أحتاج إلى فهم القيم السائدة فيه، حتى أتمكّن من احترامها وتقديرها، ليقابلني السويديون بالاحترام ذاته ويقدّروا بدورهم ما أحمله من قيم”.

الحكومة: نحتاج إلى مساواة وتركيز على قضايا الشرف

من جهته، أعرب روجر حداد عن رضاه تجاه الاقتراح، لافتاً إلى أنّ الحكومة باتت تملك الآن أساساً يمكن البناء عليه لتوحيد محتوى التوجيه المجتمعي في جميع أنحاء البلاد، من خلال ربطه بتعليم الكبار (Komvux).

وقال حداد: “دورات دورات التعريف بالمجتمع السويدي تختلف كثيراً من بلدية إلى أخرى، كما أنّ واحداً فقط من كلّ خمسة مسجّلين في مكتب العمل يُلزَم بحضورها”.

وأضاف: “قمنا بزيارة 14 أو 15 بلدية، واطّلعنا على تقييمات وطنية لعدد كبير من البلديات. هناك حاجة واضحة إلى التركيز أكثر على المساواة بين الجنسين، والعنف المرتبط بالشرف والاضطهاد. لكن لا بدّ أيضاً من تكييف المحتوى مع البيئة المحلية. فإذا كانت الأسئلة المطروحة تتعلّق بالروضة المفتوحة أو مصلحة التأمينات، فعلى المعلمين التركيز على ذلك أيضاً”.

المصدر TV4