بعد رحلة مضنية لم تستطع فيها رؤية ابنها.. السيدة العراقية تصل بغداد

: 10/19/20, 5:40 PM
Updated: 10/19/20, 5:51 PM
Foto: Privat
Foto: Privat

الكومبس – خاص: بعد رحلة شاقة، وصلت السيدة العراقية “ديلة” التي كانت عالقة في مطار السويد إلى العراق أمس.

وكانت ديلة (45 عاماً) علقت مع ابنها علي (13 عاماً) في مطار أرلاندا في ستوكهولم بعد أن قدمت إليه الإثنين الماضي لتطلب اللجوء في السويد، غير أن الشرطة أوقفتها بعد خروجها من الطائرة مباشرة وبدأت معها سلسلة تحقيقات انتهت بمنعها من دخول السويد.

وبعد خمسة أيام قضتها الأم وابنها في منطقة الترانزيت بالمطار، أبلغتها الشرطة قرار مصلحة الهجرة رفض طلب لجوئها وقررت ترحيلها إلى الدوحة، باعتبارها جاءت من بغداد إلى السويد مروراً بالدوحة كمحطة ترانزيت.

وبالفعل حجزت الشرطة السويدية تذكرتي عودة للسيدة وابنها من ستوكهولم إلى الدوحة، رغم أنهما لا يملكان أي وثائق سفر. ورحلت ديلة، التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً، دون أن ترى ابنها الآخر الموجود في السويد والذي كانت تمنّي النفس برؤيته ولو لمرة واحدة.

وحين وصلت الطائرة إلى الدوحة يوم السبت الماضي وجدت ديلة الشرطة القطرية بانتظارها وبدأت تحقيقاً معها انتهى بمنع دخولها الدوحة، واتخاذ قرار بترحيلها إلى بغداد.

وعن ذلك قالت السيدة لـ”الكومبس” “بقيت ساعات في التوقيف بعد أن أخذوا أقوالي وبصماتي (..) خلال تفتيش حقائبنا عثرت الشرطة القطرية على قفازات يبدو أن الشرطة السويدية استخدمتها في التفتيش وتركتها في الحقيبة، الأمر الذي أثار تساؤلات أجبت عنها بأني لا أعرف شيئاً عن القفازات”.

وعاشت ديلة وابنها ساعات من القلق حول كيفية دخول العراق دون جواز سفر. ولم يكن أمامها خيار غير صعود الطائرة متجهة إلى بغداد.

وصلت المرأة بغداد أمس وخضعت لتحقيق استمر نحو ساعتين. وقالت إن السلطات القطرية أبلغت نظيرتها العراقية بحالتها. وأصدرت السلطات العراقية لها ولابنها أوراق دخول بضمان محل إقامتها.

وقالت ديلة إن الشرطة السويدية أخبرتها قبل الترحيل إنه بإمكانها تقديم طلب لجوء بعد شهر لو وصلت إلى السويد. فيما تساءلت “هل هذا ممكن؟”. علماً أن قرار مصلحة الهجرة ينص على عدم تمكنها من طلب اللجوء في السويد حتى تموز/يوليو 2021.

وكانت العائلة كلها، الأب والأم وابنان وبنت، جاءت إلى السويد في العام 2015 لكنها اضطرت للمغادرة في العام 2017 بعد رفض طلب لجوئها. فيما بقي الابن الكبير الذي يبلغ الآن من العمر 22 عاماً على أمل أن يحصل على إقامة بعد تقديم طلب منفصل. وتمكن الابن بعد قصة كفاح أن يحصل على إقامة عمل ويستقر في السويد. حسب ما قالت والدته.

وبعد أن فقدت ديلة زوجها وابنتها في العراق اللذين باتا في حكم المفقودين، قررت الوصول إلى السويد وتقديم طلب لجوء فيها لتلحق بابنها الكبير.

وكان المحامي مجيد الناشي قال لـ “الكومبس” إن “الحالة غريبة ونادرة الحدوث. تقييمي للقضية حسب معطياتها أن الهجرة اتخذت قراراً خاطئاً. تذرعت الهجرة في قرارها بأن المرأة حصلت على قرار رفض سنة 2017. هذا يعني أن الهجرة تريد أن تشير إلى أنه لم يمر فترة 4 سنوات حتى يكون بإمكانها إعادة فتح الملف”، مضيفاً “هذا القرار خاطئ خصوصاً إذا كان لدى صاحبة القضية أسباب جديدة. يبدو من القضية أن الهجرة فرضت على المرأة ان تقدم باختصار أسبابها الجديدة وبهذا أعطت المرأة رؤوس أقلام للقضية ما جعل الهجرة ترفض الأسباب واعتبرتها غير كافية. برأيي هذه الحالة نادرة وكان من المفترض بالهجرة أن تعين محامياً للمرأة كي يساعدها في تقديم أسبابها الجديدة أو على أقل تقدير أن تسمح لها وللطفل بالخروج والبقاء في مركز الحجز لغاية دراسة كامل القضية”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.