بعد موقف الليبراليين والوسط.. ماذا يحدث في السويد وأين يقف المهاجرون؟

: 3/10/21, 5:38 PM
Updated: 3/10/21, 5:38 PM
Foto: Fredrik Sandberg / TT kod 10080
Foto: Fredrik Sandberg / TT kod 10080

السويد تشهد صراعاً حول القيم الأساسية لا مجرد اصطفافات حزبية

حكومة برئاسة كريسترشون ستطيح بلوفين بالتعاون مع SD

هل تشهد انتخابات 2022 تنظيماً جديداً للسياسة السويدية؟

الكومبس – خاص: فيما أعلن حزب الليبراليين برئاسة نيامكو سابوني رغبته في الانضمام إلى حكومة برجوازية تطيح برئيس الوزراء ستيفان لوفين بعد انتخابات 2022، وبدا منفتحاً حتى على التعاون مع حزب ديمقراطيي السويد (SD) المتطرف، قالت رئيسة حزب الوسط آني لوف في مقابلة إعلامية أمس إن حزبها يدرس دعم الاشتراكيين الديمقراطيين بعد انتخابات العام المقبل، وربما المشاركة معه في الحكومة أيضاً، مشيرة إلى أن حزبها لن يكون جزءاً من حكومة برجوازية جديدة طالما أن المحافظين مستعدين للتفاوض بشأن الميزانية مع SD.

فهل السويد أمام شكل جديد من التحالفات السياسية خارج عن الإطار التقليدي للكتلتين الرئيستين؟

ما قبل انتخابات 2018، اصطفت الأحزاب البرلمانية السويدية في كتلتين رئيستين؛ كتلة الحمر والخضر وتضم الاشتراكي الديمقراطي والبيئة واليسار، وكتلة الأحزاب البرجوازية وتضم المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين والوسط والليبراليين، فيما رفضت الكتلتان التعاون مع حزب ديمقراطيي السويد المتطرف.

بعد انتخابات 2018 اختلطت الأوراق نتيجة تعادل الكتلتين تقريباً، وواجه أكبر حزبين، الاشتراكي والمحافظين، صعوبة في تشكيل الحكومة، الأمر الذي دفع إلى التفكير بتحالفات عابرة للكتل، فنتج اتفاق يناير بين البيئة والاشتراكي والوسط والليبراليين. وتشكلت الحكومة بموجوب الاتفاق برئاسة ستيفان لوفين مقابل شروط وضعها الوسط والليبراليون للتعاون. فيما نأى اليسار بنفسه عن الكتلتين.

شعبية الليبراليين تراجعت كثيراً في الفترة الأخيرة وصار الحزب مهدداً بعدم الحصول على نسبة الـ4 بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان في الانتخابات المقبلة. الأمر الذي دفع نيامكو سابوني يوم الجمعة الماضي إلى إعلان قرارها السعي لتشكيل حكومة برجوازية بعد الانتخابات المقبلة في 2022. ويعني ذلك أن الليبراليين سيدخلون في تحالف مع المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين، بعد الانتخابات لتشكيل حكومة بديلة لحكومة الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئة، غير أن تشكيل حكومة كهذه قد يتطلب التعاون مع حزب ديمقراطيي السويد (SD) المتطرف.

فهل بات التعاون مع SD ضرورة حتمية لقلب الطاولة على الحكومة الحالية؟

حزب المحافظين، وهو الحزب الأكبر في المعارضة، أعلن سابقاً استعداده للتعاون مع SD معتبراً أن خطاب الأخير قد تغير وبات أقل تطرفاً، غير أن تصريحات من قبيل “الإسلام دين مقرف”، التي أعلنها سكرتير الحزب ما زالت تحرج رئيس المحافظين أولف كريسترشون وتدفعه للرد بقوة.

ومع ارتفاع حدة خطاب حزب الوسط ضد SD، واقترابه من الاشتراكيين، وحديث رئيسته لـ”الكومبس” عن الاندماج وضرورة تعزيزه على قاعدة المساواة، يبدو أن خريطة التحالفات التقليدية قابلة للتغير في السويد.

التعاون مع SD سيرجح كفة الأحزاب البرجوازية فيما لو كانت نتيجة الانتخابات المقبلة مقاربة لنتيجة الانتخابات الماضية، ما يعني أن كريسترشون سيقود حكومة أحزاب برجوازية بدعم من SD ، فهل ستكون القيم السويدية آخر وأهم ضحايا هذا التقارب؟

إن تحالفات من هذا النوع ليست مسألة سياسية بحتة بل خلخلة لمنظومة القيم الأساسية التي تجتمع الأحزاب البرلمانية، باستثناء SD، على المناداة بها من حرية فردية ومساواة بين الناس وانفتاح مجتمعي، وإن كانت تختلف في مفهوم الرفاه اجتماعي ومدى تدخل الدولة لحماية الطبقات الأكثر ضعفاً.

إنه صراع قيم إذاً في السويد، لا صراعاً سياسياً فحسب، وأي تقدم يحرزه اليمين المتطرف في هذا الاتجاه سيعني تآكلاً حتمياً لقيم المجتمع القائمة على التنوع والعدالة الإنسانية.

لوفين قال في معرض ترحيبه بتصريحات آني لوف اليوم “سنسعى للتعاون مع الأحزاب التي ترغب في حل المشاكل الاجتماعية وبناء سويد أقوى وأكثر أماناً، والدفاع عن المساواة بين جميع الناس”، وفي هذا ما يشير بوضوح إلى صراع القيم الحقيقي الذي تستعر ناره تحت رماد الخلافات السياسية.

فهل سيعرف المهاجرون في هذا البلد إلى أي قيم ينحازون وكيف سيؤثرون باتجاهها، أم ستبقى صورتهم مثار استخدام سياسي يوظفه اليمين المتطرف لصالحه؟

تبدو الإجابة صعبة بصعوبة معرفة القيم التي يُجمع المهاجرون على الإيمان بها حقاً.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.